1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"هدية عيد الميلاد" ـ انتهاء ثوران بركان جزيرة "لا بالما"

٢٥ ديسمبر ٢٠٢١

تلقى سكان جزيرة لا بالما الإسبانية هدية جديرة بالتذكر في عيد الميلاد، حيث أعلنت السلطات انتهاء ثوران البركان، الذي ظل يقذف أنهارا من الحمم لحوالي ثلاثة أشهر أحدث خلالها أضرارا جسيمة، وقلب حياة سكان الجزيرة رأسا على عقب.

https://p.dw.com/p/44pZI
بركان كومبري فييخا في جزيرة لا بالما (28/10/2021)
ثار بركان كومبري فييخا يوم 19 سبتمبر أيلول قبل أن يهدأ فجأة يوم 13 ديسمبر/ كانون الأول، لكن السلطات أرجأت إعلان ذلك حتى تتأكد من نهاية ثورانهصورة من: Europa Press/dpa/picture alliance

 

أعلنت إسبانيا رسميا اليوم السبت (25 ديسمبر/كانون أول 2021) انتهاء ثوران بركان كومبري فييخا في جزيرة لا بالما، الواقعة بالمحيط الأطلسي. وقال خوليو بيريز مدير خطة الطوارئ البركانية لجزر الكناري (بيفولكا) في مؤتمر صحافي "اليوم يمكن للجنة العلمية أن تقول ... إن الانفجار البركاني انتهى". وأضاف "لا توجد حمم بركانية ولا انبعاثات غازية كبيرة ولا هزات أرضية كبيرة"، مشيراً إلى أن هذا الثوران استمر "85 يوما و18 ساعة".

وثار البركان يوم 19 سبتمبر أيلول قبل أن يهدأ فجأة يوم الاثنين 13 ديسمبر/ كانون الأول، لكن السلطات أرجأت إعلان ذلك حتى يوم عيد الميلاد خوفا من إثارة أمل كاذب قبل التأكد من الأمر. وهذا هو الوقت المطلوب وفقًا لعلماء، لإعلان نهاية ثوران البركان.

لكن بيريز حذر من أن "انتهاء الانفجار البركاني لا يعني أنه لم يعد هناك خطر"، مضيفًا أن "المخاطر والأخطار لا تزال قائمة"، إذ ستتواصل انبعاثات الغازات السامة وستستغرق الحمم البركانية وقتًا طويلاً لتبرد، علاوة على مخاطر حصول انهيارات أرضية.

يعد كومبري فييخا الآن في حالة سبات بعد أن صارت سيول حممه البركانية سوداء وصلبة وغطت المنطقة طبقة من الرمل الأسود - الرماد. لكن سوف يستغرق الأمر سنوات، إن لم يكن عقدًا، لتنظيف المساحات المتضررة وإعادة بنائها واستصلاحها.

ووصف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الأمر بأنه "أفضل هدية في عيد الميلاد". وكتب عبر موقع تويتر: "أتوجه بالتقدير لشعب لا بالما. سنواصل العمل معا، من خلال جميع المؤسسات لإعادة إطلاق جزيرة لا بالما الرائعة وإصلاح الأضرار".

 ووسم النشاط البركاني تاريخ لا بالما ذات المنشأ البركاني، على غرار الجزر الست الأخرى في أرخبيل الكناري الواقعة في المحيط الأطلسي قبالة الساحل الشمالي الغربي لأفريقيا. ومع ذلك، كان هذا أطول ثوران بركاني شهدته الجزيرة والأول منذ 50 عاماً، بعد ثوران بركان سان خوان في عام 1949 وتينيغويا في عام 1971.

وعلى الرغم من مدته ومشاهد تدفق الحمم البركانية المذهلة، لم يسفر البركان عن سقوط قتلى لكنه تسبب في أضرار جسيمة مع إجلاء أكثر من سبعة آلاف شخص، لا يزال 500 منهم يقيمون في الفنادق، ما تسبب في تدمير أكثر من ثلاثة آلاف مبنى.

وغطت الحمم البركانية 1219 هكتاراً من مساحة الجزيرة وجرفت كل شيء في طريقها قبل أن تصب في المحيط الأطلسي حيث تصلّبت عند ملامسة الماء وشكلت شبه جزيرتين، ما زاد مساحة الجزيرة 43,5 هكتارا، وفقاً لبيانات أعلنتها السلطات المحلية اليوم السبت.

وقذف البركان في ذروة نشاطه آلاف الليترات من الحمم البركانية المتوهجة تدفّقت على امتداد منحدر الجبل، وسط هدير متواصل.

ولن ينسى سكان لا بالما البالغ عددهم 83 ألف نسمة، الهزات الأرضية ولا تساقط الرماد ولا الغازات السامة أو الدخان المنبعث من فوهة البركان الذي أجبرهم أحيانًا على الاختباء لعدة أيام. تحتم على السكان إخلاء المنازل على عجل والعودة أحيانًا بعد بضعة أيام لاستعادة حيواناتهم وأغراضهم الشخصية.

ع.ج.م/م. س(أ ف بـ د ب أ، رويترز)