1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"ميتا" - توقعات بمزيد من المشاكل القانونية وانخفاض الإيرادات

٢٣ يناير ٢٠٢٣

واجهت ميتا أو فيسبوك سابقا، أزمة خلال العام الماضي بسبب انخفاض قيمة أسهم الشركة نتيجة ضعف الإيرادات والمشاكل التنظيمية والرهان الكبير على ما سوف تحققه منصات "ميتافيرس". ومن المتوقع أن تستمر الأزمة خلال العام الجديد.

https://p.dw.com/p/4MJ02
يؤكد زوكربيرغ على أنه سوف يكسب الرهان على "ميتا فيرس"
يؤكد زوكربيرغ على أنه سوف يكسب الرهان على "ميتا فيرس"صورة من: Facebook

كان أكتوبر/ تشرين الأول عام 2021 موعدا حاسما في تاريخ المنصة الأكثر انتشارا آنذاك "فيسبوك"، إذ تغير اسمها إلى "ميتا"، لكن منذ الحين فقد سهم الشركة أكثر من ثلثي قيمته.

بيد أنه لا يمكن ربط هذه الخسائر بالاسم الجديد إذ إن "عصر ميتا" لم يجلب سوى القليل من الأخبار السيئة لمالك الشركة مارك زوكربيرغ والمساهمين في الشركة.

فبعد شهر من تغيير اسم العلامة التجارية وتحولها إلى "ميتا"، بلغ سهم الشركة التي تمتلك أيضا منصتي "واتساب" و"انستغرام"، أعلى مستوى له، لكن بعد ذلك بأسابيع قليلة، تضررت الشركة جراء تسريبات عن وجود مخالفات، والتي كشفت عنها فرانسيس هاوجين، المديرة السابقة بإدارة المحتوى بشركة فيسبوك.

وقامت هاوجين بتسريب الآلاف من الوثائق الداخلية لشركة فيسبوك إلى صحيفة "وول ستريت جورنال"،   كشفت أن الشركة تقدم هدف تحقيق أرباح مالية على التعامل مع مكافحة خطاب الكراهية والعنف والمعلومات المضللة.

وتزامن ذلك مع تغيير اسم فيسبوك إلى "ميتا" وسعي زوكربيرغ إلى الترويج بأن الشركة أصبحت تركز كثيرا على ما يُسمى بـ "ميتافيرس" وهي شبكة افتراضية ثلاثية الأبعاد  تعتمد على الواقع الافتراضي والواقع المعزز.

وخلال العام الماضي، تراكمت أزمات شركة "ميتا"، بينما مازال سهم الشركة يعاني من خسائر منذ 15 شهرا، على وقع انخفاض الإيرادات ومبيعات الإعلانات وسط تزايد حملات التدقيق.

وفي سياق متصل، تزايدت مخاوف المستثمرين حيال الإنفاق الكبير على تطبيقات "ميتافيرس".

شركة ميتا مالكة لمنصات فيسبوك وانستغرام وواتساب
شركة ميتا مالكة لمنصات فيسبوك وانستغرام وواتسابصورة من: M. Chang/ZUMA Press/picture alliance

خسائر متتالية

وفي ضوء ذلك، سجلت شركة "ميتا" أسوأ أداء على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" خلال العام الماضي، إذ كانت الشركة تعاني أكثر مقارنة بباقي شركات التكنولوجيا التي تضررت من انخفاض الأسهم.

وكشف أحدث تقرير فصلي نُشر في أواخر أكتوبر / تشرين الأول عن نسبة انخفاض الإيرادات بلغت 4٪، ويعد ذلك أبطأ وتيرة نمو للشركة خلال عشر سنوات، فيما يمكن إرجاع ذلك إلى انخفاض الإعلانات.

وعلى مدى سنوات، سيطرت فيسبوك أو "ميتا" حاليا مع غوغل على سوق الإعلانات الرقمية، لكن تلك الحصة انخفضت مع تراجع إيرادات الإعلانات وسط احتدام التنافس بدخول منصات أخرى إلى السوق الرقمي مثل "تيك توك" و"أمازون" و "آبل" و"مايكروسوفت".

وإلى جانب التنافس الرقمي الشديد، تأثرت شركة "ميتا" مثل باقي الشركات في جميع أنحاء العالم بإنخفاض الإعلانات؛ جراء ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة.

مصير الإنفاق على "ميتافيرس"؟

وعلى الرغم من انخفاض قيمة السهم والمناخ الاقتصادي الصعب، إلا أن ميتا واصلت الإنفاق الضخم على مشاريع "ميتافيرس"، وهو الأمر الذي أثار قلق المستثمرين.

وخلال السنوات القليلة الماضية، ضخت ميتا عشرات المليارات في مشاريع مثل "مختبرات الواقع الافتراضي"، وسط غموض حيال الكشف عن أرقام الإنفاق أو الخسائر بشكل دقيق.

ومن جانبها، أكدت شركة ميتا أن الخسائر التي تكبدها مشروع "مختبرات الواقع الافتراضي" سوف تزداد "بشكل كبير" في عام 2023 ، بعد أن وصلت بالفعل إلى ما يقرب من 10 مليارات دولار بحلول نهاية سبتمبر/ أيلول 2022.

ورغم ذلك، أكد زوكربيرغ في مكالمة للمستثمرين في حينه على أن الشركة سوف تمضي قدما  في الاستثمار بشكل كبير  في دعم هذه المشاريع فيما نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" عن العديد من المستثمرين قولهم إنهم عارضوا هذا المسار بشكل واضح خلال المكالمة.

يواجه عمالقة التكنولوجيا معارك قانونية داخل الاتحاد الأوروبي وسط اتهامات بانتهاك الخصوصية
يواجه عمالقة التكنولوجيا معارك قانونية داخل الاتحاد الأوروبي وسط اتهامات بانتهاك الخصوصيةصورة من: Jakub Porzycki/NurPhoto/picture alliance

الجدير بالذكر أن زوكربيرغ يسيطر على أغلبية أسهم التصويت في شركة ميتا، فيما أكد أن الشركة ستكسب الرهان على ثورة "ميتافيرس".

لكن المخاوف وزيادة التكاليف والإنفاق في مشاريع "ميتافيرس" وضعت شكوكا حيال مستقبل شركة ميتا خلال العام الجديد والسنوات المقبلة.

بدورها، ترى صوفي لوند ييتس، محللة الأسهم في منصة الاستثمار "هارجريفز لانسداون"، أن الشركة تمتلك "الكثير من الإمكانات، لكن لسوء الحظ فإن الشروع في ذلك سيكون مكلفا".

وفي مقابلة مع DW، قالت لوند بيتس: "ما يراه الناس في الوقت الحالي يتمثل في ضخ الأموال في مفهوم غير مثبت وليس هناك أي خطط صارمة حول كيف ستسير الأمور".

انتقادات متزايدة

يتزامن هذا مع تعرض شركة ميتا لتدقيق قانوني بشكل متزايد.

ففي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت المفوضية الإيرلندية لحماية البيانات عن فرض غرامة قدرها 265 مليون يورو وسلسلة تدابير "تصحيحية" بحق ميتا بسبب إخلالات بخصوص حماية بيانات مستخدميها.

وأمهل الحكم شركة ميتا ثلاثة أشهر للامتثال لقانون حماية الخصوصية في الاتحاد الأوروبي  فيما يسلط ذلك الضوء على الأزمة التي تواجهها الشركة في طريقة استخدام بيانات المستخدمين وأيضا معالجتها للبيانات لتتوافق مع اللائحة العامة لحماية البيانات.

بدوره، قال ماكس شريمس، وهوو ناشط نمساوي في مجال الدفاع عن الخصوصية، إن القرار يعد "ضربة قوية لأرباح ميتا في الاتحاد الأوروبي. ويتعين الآن طرح سؤالا على المستخدمين إذا كانوا يرغبون في استخدام بياناتهم للإعلانات أم لا ".

ولم يكن الحكم الإيرلندي الوحيد الذي صدر ضد ميتا بل جاء بعده بأسابيع موافقة الشركة على دفع 725 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية طويلة الأمد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية لاتهامها بالسماح لأطراف ثالثة بالوصول إلى بيانات المستخدمين دون موافقتهم.

وفي مقابلة مع DW، قالت شوشانا زوبوف، مؤلفة كتاب "عصر رأسمالية المراقبة"، إن شركات مثل ميتا تواجه بشكل متزايد رد فعل عنيف من المجتمع بسبب استخدامها لبيانات المستخدمين.

وأضافت "هذه الشركات تدمر قدراتنا على التواصل كشعوب متماسكة لها أهداف مشتركة وفطرة سليمة.  ينتاب المجتمعات حالة غضب من أجل الدفع إلى تغيير ذلك".

واجه مارك زوكربيرغ خسائر مالية متالية خلال العام الماضي
واجه مارك زوكربيرغ خسائر مالية متالية خلال العام الماضيصورة من: Nick Wass/AP/picture alliance

2023 سيكون عاما صعبا

في هذا العام، ستحتفل فيسبوك أو ميتا بعيد ميلادها العشرين إذ أنه في عام 2003 أنشأ زوكربيرغ، الطالب في حينه بجامعة هارفارد، تطبيقا سمَّاه "فيسماش" ليعيد إطلاقه بعد ذلك بعام تحت اسم "فيسبوك".

لكن 2023 لن يكون عاما فقط للاحتفال وإنما سيكون عاما صعبا على الشركة؛ إذ كشفت ميتا العام الماضي عن أن النفقات الرأسمالية قد تصل إلى 39 مليار دولار خلال العام الجديد، حيث تسعى الشركة إلى زيادة استثماراتها في تطبيقات "ميتافيرس" و"مختبرات الواقع الافتراضي".

لكن تزامن اليوم الذي شهد هذا الإعلان مع انخفاض سعر سهم الشركة بنسبة 25٪ في يوم واحد.

وتشير التوقعات إلى أن الإنفاق الإجمالي لشركة ميتا سوف يتجاوز عتبة مئة مليار دولار على الرغم من أن الشركة تقول إنها "تجري تغييرات كبيرة في جميع المجالات لكي تعمل بشكل أكثر كفاءة".

وقامت الشركة أيضا بتسريح أكثر من أحد عشر ألف موظف في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وسط حديث أنها قامت بتجميد أعمال توظيف موظفين جدد.

ووسط ذلك يترقب كثيرون الأول من فبراير/ شباط المقبل، عندما تكشف الشركة عن نتائجها المالية للربع الرابع والعام الماضي بأسره.

وفي ذلك، قال زوكربيرغ إن مثل هذه النتائج لن تؤثر على المسار الذي اختاره للشركة على الرغم من الصخب المتزايد من المساهمين للدفع نحو تغيير المسار.

آرثر سوليفان / م. ع