1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

موسيقي أردنية تتنقل بدون جواز سفر

٣٠ يونيو ٢٠٠٦

يسعى مبدعو الموسيقى الأردنيون للوصول إلى الأوساط الموسيقية العالمية ، بعد طغيان الطابع الفولكلوري على توجهاتهم الموسيقية. طارق الناصر ومجموعته الموسيقية الغربية-الشرقية "رم" يعتبرون من الممثلين البارزين لهذا التوجّه.

https://p.dw.com/p/8haB
المجموعة الموسيقية الغربية-الشرقية "رم"

كان وادي رم - ذو الجمال الصحراوي الطبيعي الفاتن وذو التأثير النفسي البالغ في جنوب الأردن - ملهمًا لعازفة الفلوت "رسل الناصر" وأخيها "طارق" لدى تأسيسهما لمجموعة "رم" للموسيقى في عمان عام 1998. ولم يكنْ الشقيقان وقتذاك على ثقة أبدًا بمدى تقبل الجمهور الأردني للخليط الموسيقي العربي-العالمي، وهو جمهور محافظ إلى حد بعيد.

ليست "رم" في الواقع فرقة موسيقية بل هي أقرب لأوركسترا، تتألف من عشرين عازفا وعازفة من المهنيين والهواة، الذين يقدمون الأعمال الموسيقية بتشكيلات متغيرة من العازفين، ويغطون بآلاتهم وتنوعاتهم الموسيقية مجالات واسعة من الموسيقى الغربية والشرقية العربية على السواء.

تستخدم المجموعة من الآلات الموسيقية: البيانو الالكتروني، والأكورديون، والناي، والعود، والباص الكهربائي، والترومبيت، والساكسفون، وآلات الإيقاع الشرقية والغربية، والغناء لكي تمزج الموسيقى العربية بعناصر من موسيقى الجاز، والبلوز، والريجي، وإيقاعات من أمريكا اللاتينية.

يقول طارق الناصر: "لا تملك موسيقانا جنسية معينة أو جواز سفر معينا. فنحن نصنع موسيقى من أناس إلى أناس، هذا هو جوهر مشروعنا باختصار. كل تقاليد الموسيقى في العالم هي ملك للبشرية جمعاء، بغض النظر عن مكان نشأتها. بالنسبة لنا، نحن نمزج ببساطة العديد من العناصر مع بعضها البعض بحيث يكون لها وقع جيد وممتع".

ولد الناصر عام 1969، وعلى الرغم من نشأته وشقيقته روسول في كنف عائلة من الفنانين والموسيقيين.

بدأ اهتمامه بالأكورديون في سن السادسة عشرة حيث علَّم نفسه بنفسه العزف على هذه الآلة. كما تعلَّم فيما بعد بنفس الطريقة العزف على الكي بورد، ثم تعمق في معارف التلحين وعلم الأصوات الموسيقية وهو ما كان يحتاجه لكتابة موسيقى ناجحة للأفلام السينمائية والتلفزيونية مثل "نهاية رجل شجاع" و "الجوارح".


تمتلك مجموعة "رم" زخمًا موسيقيًا. وتطلق موسيقاها العنان للمشاعر والأحاسيس المتوهجة لا سيما في المواقع التي تلتقي فيها العناصر العربية مع عناصر من أمريكا اللاتينية.

أخيرًا وليس آخرًا، يُثبت الوجود الراسخ لمجموعة "رم" من جديد بأنَّ الأردن قد تخطى بصورة نهائية الأجواء الثقافية العتيقة التي كانت قائمةً في الزمان الماضي، حيث يقول طارق الناصر بهذا الصدد: "كان في الأردن دائمًا مبدعون ثقافيون بتفكير كوسموبوليتي، إلا أنهم كانوا قلةً ضئيلةً جدًا كادت أنْ لا تترك أي تأثير يذكر. اليوم تغير هذا الحال. فالدولة الأردنية - وكذلك الكثير من الشخصيات الأردنية الخاصة - يشجعون ويقدمون الكثير للثقافة. ونحن نريد ببساطة أن نؤكد على انتمائنا إلى الثقافة العالمية".


بقلم مارتينا صبرا
موقع قنطرة في الإنترنت
www.qantara.de