1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مهسا أميني .. ناشطات ونشطاء عرب يتضامنون مع الإيرانيات

١١ أكتوبر ٢٠٢٢

أعلنت ناشطات ونشطاء عرب على منصات التواصل التضامن مع الاحتجاجات على موت الشابة مهسا أميني مع دعوات لتعزيز حقوق المرأة العربية، وتساءل نشطاء: هل يمكن أن تشعل وفاة أميني الربيع الإيراني مثل أيقونة الربيع العربي البوعزيزي؟

https://p.dw.com/p/4I3FL
إيران، رسم على الحائط للاحتجاج على وفاة الشابة مهسا أميني التي احتجزتها شرطة الأخلاق
الاحتجاجات بدأت في إيران بعد وفاة الشابة مهسا أميني، التي احتجزتها شرطة الأخلاق بسبب الحجابصورة من: Francois Mori/AP/picture alliance

لم تكن أصداء الاحتجاجات المستمرة في إيران على وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعدما احتجزتها ما تُعرف بـ"شرطة الأخلاق"، بعيدة عن العالم العربي، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، إذ كانت حالة التضامن واضحة بين رواد التواصل الاجتماعي في البلدان العربية.

وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر / أيلول الماضي احتجاجات على وفاة أميني البالغة من العمر 22 عاما، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها قواعد  اللباس الإسلامي.

وأسفرت المظاهرات عن مقتل العشرات خاصة مع استخدام قوات الأمن للقوة في محاولة لقمع الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها البلاد.

توضيح الواقعة

مع اتساع رقعة الاحتجاجات، شرعت ناشطات ورواد لمواقع التواصل الاجتماعي في دول عربية إلى تسليط الضوء على واقعة "مقتل" مهسا أميني، خاصة سبب توقيفها من قبل ما تُعرف بـ "شرطة الأخلاق"، التي باتت موضع انتقاد من داخل إيران حتى من بين الأصوات المحافظة.

ولم يتوقف الأمر على توضيح ملابسات واقعة التوقيف، بل امتد التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي إلى التأكيد على أن الشابة الكردية كاتت ترتدي الحجاب عند اعتقالها.

وكتب حساب على فيسبوك باسم "Newroz" يقول إن "القيامة قامت بإيران" وأضاف الحساب: "عدد من النساء نشروا فيديوات عم يحرقوا الحجاب ويقصوا شعرن تضامناً مع مهسا.. وكذلك عدد من الرجال عملوا هيك.."

تضامن واسع النطاق

لكن اللافت في تفاعل النشطاء والناشطات في البلدان العربية على موت مهسا أميني وموجة الاحتجاجات، كان حالة التضامن الكبيرة مع تبادل صور ومقاطع فيديو تُظهر أشكال عديدة من الاحتجاجات النسائية في إيران.

وتفاعل كثيرون مع واقعة اختراق البث الإخباري المباشر للتلفزيون الحكومي الإيراني ووضع إشارة تصويب وألسنة لهب على وجه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

وانضمت منظمات حقوقية عربية إلى الأصوات المتضامنة مع الاحتجاجات الإيرانية التي تقودها المرأة ضد قواعد لباس المرأة الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

ففي بيان مشترك، طالبت منظمات حقوقية دولية، كان منها كيانات عربية، بـ"ضرورة دعم النساء الإيرانيات ومطالبهن المشروعة بالحقوق والاستقلال الجسدي من خلال الاحتجاجات والتجمعات السلمية والبيانات وإنتاج الأعمال الفنية وغيرها من الوسائل".

تذكير بأوضاع المرأة العربية

وفي ظل زخم التضامن العالمي مع موجة الاحتجاجات الإيرانية، سعى نشطاء إلى استغلال الأمر لتسليط الضوء على الوضع الحقوقي للمرأة في بعض البلدان العربية مع اطلاق دعوات لضرورة تعزيز حقوق المرأة وإنهاء التشريعات التي يرونها "تنتقص من حقوق المرأة العربية".

ودعا كثيرون إلى ضرورة إنهاء كافة جرائم العنف ضد المرأة في بعض البلدان العربية، لا سيما في ظل انتشار حوادث مقتل فتيات ونساء عربيات فيما عُرف بـ "ضحايا الرفض"، التي كانت بدايتها واقعة مقتل الشابة المصرية نيرة أشرف طعنا وذبحا في يونيو/ حزيران الماضي على يد زميلها، الذي رفضت الارتباط به.

ولم يتوقف دعم الناشطات في البلدان العربية على منصات التواصل الاجتماعي، بل قامت ناشطات بالتظاهر في الشوارع للتنديد بمقتل مهسا أميني والتأكيد على تضامنهن مع الإيرانيات.

ففي العاصمة التونسية، ذكرت وسائل إعلام محلية أن ناشطات تونسيات تظاهرن أمام المركز الثقافي الإيراني للتنديد بقمع المرأة الإيرانية، حيث رددت المتظاهرات شعارات "حريات" للتعبير عن التضامن مع المتظاهرات الإيرانيات.

النسخة الإيرانية من "البوعيزي"

ويبدو أن موجة الربيع العربي كانت حاضرة في ردود فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في البلدان العربية على موت مهسا أميني، حيث ذهب البعض إلى القول بأن مقتل الفتاة الكردية قد تثير مظاهرات واسعة النطاق على غرار ماحدث بعد موت أيقونة الربيع العربي، الشاب التونسي محمد البوعزيزي، الذي أضمر النار في نفسه نهاية عام 2010.

ولم يكن التشابه بين الحادثتين موضع اهتمام رواد التواصل الاجتماعي في العالم العربي فحسب، بل كان أيضا محط اهتمام من النشطاء والناشطات الإيرانيات.

وشهدت حالة التضامن العربي مع المتظاهرات الإيرانيات انضمام مشاهير، حيث غردت المطربة اللبنانية كارول سماحة قائلة: "فكري وقلبي مع النساء الإيرانيات اللي عم يتعرضوا لأبشع أساليب الاضطهاد والذل".

ووسط حالة التضامن بين رواد المنصات التواصل الاجتماعي في البلدان العربية، تحدث آخرون عن مخاوفهم من حدوث مآسٍ مماثلة في بعض الدول العربية، خاصة مع سن تشريعات مثيرة للجدل.

فعلى المثال، شهدت الكويت خلال الشهر المنصرم تصاعدا في حدة الجدل حول ما يُطلق عليها "وثيقة القيم"، التي تتضمن 12 بندا أبزرها "رفض المسابح والنوادي المختلطة في الفنادق وغيرها" و"رفض المهرجانات الهابطة" و"تفعيل قانون اللباس المحتشم في الجامعة".

من جهته يرى فاضل قابوب، أستاذ الاقتصاد بجامعة دينيسون بولاية أوهايو الأمريكية ورئيس المعهد العالمي للازدهار المستدام، أنه من غير المرجح انتقال عدوى الاحتجاجات الإيرانية إلى الدول العربية.

وفي مقابلة مع DW  عربية، قال "إنه من غير المحتمل انتشار الحركات الاحتجاجية في إيران إلى الدول العربية المجاورة بسبب الطبيعة المحددة للاحتجاجات الإيرانية ودور شرطة الأخلاق في المجتمع الإيراني".

وأضاف " الدول العربية تعيش بالفعل أشكال من الاحتجاجات، لكنها مرتبطة بشكل عام بالسخط الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والحقوق المدنية الأخرى."

محمد فرحان