1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مهرجان برلين للأفلام السينمائية: الإنسانية في المقام الأول

هبة الله إسماعيل- برلين١٣ فبراير ٢٠١٤

في دورته الرابعة والستين كان لـDW جولة في قاعات عرض مهرجان برلين السينمائي الدولي للتعرف على قسم من الأفلام المعروضة في دورة هذا العام في إطار المنافسة على الدب الذهبي.

https://p.dw.com/p/1B8Cq
Deutschland Film Berlinale 2014 Filmszene Berlinale Wettbewerb Aloft
فيلم (ألوفت) للإسبانية كلوديا يوسا.صورة من: Allen Fraser/Cry Fly Manitoba Inc.

في دورته الرابعة والستين يقدم مهرجان برلين السينمائي كعادته أعدادا لا بأس بها من الأفلام العالمية في أقسامه المتنوعة، وما بدا جليّا أن غالبية تلك الأفلام ركزت بشكل كبير على الإنسان ومعاناته. ومن الأفلام التي لفتت الانتباه فيلم "Were Dengê Min" ( أقتفي أثر صوتي)، وهو فيلم كردي- تركي للمخرج حسين كاراباي. الفيلم تم تصويره في منطقة فان وجيفاش التركية، ويتطرق إلى قصة فتاة كردية تعيش مع جدتها ووالدها في القرية التي داهمها الجيش التركي في أحد الأيام بدعوى البحث عن أسلحة يخفيها رجال القرية. يوضع والد الفتاة قيد الحبس كغيره من رجال القرية حتى يقوموا بتسليم أسلحتهم الافتراضية. عندها، تبدأ الفتاة وجدتها رحلة البحث عن سلاح لشرائه أو سرقته لتسليمه للسلطات التركية حتى يتمكن الأب من العودة إلى منزله، لأن الرجل لا يملك سلاحا بالفعل.

الفيلم يتطرق بشكل إنساني بحث إلى جانب من معاناة أكراد تركيا كحرمانهم من حق استخدام لغتهم الأم في الفضاء العام. وفي حديث خاص، يوضح المخرج حسين كاباري أن فيلمه الذي صوره أيضا باللغة الكردية أراد من خلاله إبراز أن الكردية لغة يمكن استخدامها في الفن، مشيرا في الوقت ذاته إلى عدم وجود أبجديات موحدة لكتابتها، كما أنها تحتوي على أربع لهجات.

Berlinale 2014 Generation Folge meiner Stimme
صورة من: Ubeyt

يبرز المخرج الكردي-التركي المعاناة الشديدة التي عانتها الأم/ الجدة من أجل إطلاق سراح ابنها المحتجز. وفي هذا السياق يعلق حسين كاباري بالقول: "لم أظهر سوى معاناة وآلام 5% من الأمهات الكرديات اللاتي أُلقي بأبنائهن في السجون التركية". الفيلم يكرس وبشدة على إشكالية إجبار حتى من لا يملك سلاحا على حمل السلاح أو تخزينه وذلك لأغراض سياسية لإلصاق التهم بفصيل بعينه أو بطائفة أو عرق، حتى أن الفتاة/ الإبنة ذهبت إلى شجرة الأمنيات، فرسمت على ورقة "سلاحا"، كما لو أن عالما بدون سلاح حلم يصعب تحقيقه لان الأجيال الصغيرة تجبر على الدخول في دائرة مغلقة يسيطر عليها "السلاح والعنف".

القاتل المحترف

وفي إطار الأفلام المنافسة على جوائز الدب الذهبي والفضي والبرونزي عرض فيلم „Aloft“ للمخرجة كلوديا يوسا/Claudia Llosa التي سبق وأن فازت في عام 2009 بالدب الذهبي عن فيلمها الدرامي La teta asustada (العقل الفارغ) عام 2009 . قصة فيلم “Aloft” ، فرنسي ـإسباني ـ كندي الإنتاج، تتطرق إلى العديد من المعاني الإنسانية الراقية من خلال أم ترعى ابنيها، أحدهما مصاب بمرض خطير . تطرق الأم جميع الأبواب المتاحة لعلاج ابنها المريض وإنقاذ حياته، فتلجأ إلى معالج طبيعي وخلال زيارتها له يكتشف الأخير أن للأم قدرة على علاج المرضى بطرق طبيعية وروحانية. من جهة أخرى، يؤدي اهتمام الأم بابنها المريض إلى إهمال احتياجات واهتمامات ابنها الآخر الذي يهوى تربية الصقور. الفيلم الذي يروي القصة عبر مزيج من الفلاش الباك والسرد العادي، يطلعنا على العلاقة الهشة بين الأم والابن الآخر الذي تعتبره أقوى شخصية من أخيه المريض. وفي نهاية مأساوية تفقد الأم ابنها المريض في حادث تسبب فيه ابنها الآخر، لتقرر في النهاية تركه مع جده وبدأ رحلة من نوع جديد تقوم فيها بعلاج المرضى بالطرق الروحانية.

Deutschland Film Berlinale 2014 Filmszene Berlinale Wettbewerb To Mikro Psari
القاتل المحترف في فيلم "To Mikro Psari" للمخرج اليوناني يانيس أوكونوميدس.صورة من: Falirohouse Productions

عندما يكبر الابن ويكوّن أسرته، يقرر مواجهة الأم مرة أخرى ويذهب في رحلة طويلة للوصول إليها. إنه فيلم يسلط الضوء على مشاعر المسؤولية والبحث عن الذات والقدرة على مواجهة القدر وتغيير نمط الحياة بشكل جذري.

فيلم آخر شد انتباه جمهور مهرجان برلين السينمائي، إنه الفيلم "To Mikro Psari" للمخرج اليوناني يانيس أوكونوميدس / Yannis Econmidis، ويحكي قصة بطله ستراتوس الذي يعمل صباحا في أحد المخابز وليلا كقاتل محترف. يسعى ستراتوس إلى جمع المال لتخليص صديقه من سجنه، بعدما أنقذه الأخير من الدخول إلى السجن. في الوقت ذاته يرعى القاتل المحترف ابنة جيرانه ذات الثماني سنوات، ليكتشف أن أبويها ينويان زجّها في عالم الدعارة ويقرر ستراتوس انقاذ الفتاة عبر قتل والديها. في هذا الفيلم، يلجأ المخرج اليوناني إلى تيمة القاتل المحترف وهي تيمة كلاسيكسية ليعكس بها الشقاء والضياع اللذان يعاني منهما المجتمع. ويذكرنا هذا الفيلم بقوة بفيلم Leon (ليون) للمثل الفرنسي المعروف جان رينو.

الضفة الثالثة من النهر

“The third side of the river” (الضفة الثالثة من النهر)، إنتاج ألماني-ارجنتيني مشترك، عرض أيضا ضمن الأفلام المنافسة في مهرجان برلين. نيكولاس، 16 عاما، يعيش في مقاطعة Entre Rios الأرجنتينة. والده طبيب مشهور يعيش حياة مزدوجة، فهو أب لأطفال من سيدتين، من ضمنهم نيكولاس. وهو يسعى إلى الوفاء بمسؤولياته تجاه العائلتين معا. في المقابل، يعاني نيكولاس الابن من ضغط نفسي كبير، إذ عليه القيام بدور الأب المنشغل بعائلته الأخرى. إلى جانب ذلك يعتقد الأب، أن لا أحدا يعلم بأمره، لكن في واقع الحال الجميع على دراية بوجود العائلتين. الفيلم يسلط الضوء بالتحديد على الصراع النفسي الذي يمر به الابن، نيكولاس، والذي منعه أبوه حتى من مناداته "بابا". في نهاية المطاف يقرر نيكولاس ترك كل هذه المسؤوليات والعيش حياته كشاب في مقتبل العمر.

كما عرض فيلم "Somos Mari Pepa" (نحن ماري بيبا) من ضمن أفلام الـ Generation وهو القسم الذي يعرض عادة أفلاما تعنى بقضايا الأطفال والمراهقين. الفيلم المكسيكي يتطرق إلى مشاكل المراهقة وفترة ما بين المراهقة والنضوج. اربعة شباب يكوِنون فرقة موسيقية، أحدهم يعيش مع جدته التي تعبر له عن حاجتها لمساعدته بعد أن تقدم بها العمر. بيد أن الشاب منشغل بفرقته الموسيقية وأحلامه، وهو يريد مصادقة الفتيات والبحث عن وظيفة وغيرها من اهتمامات الشباب. ويعاني هذا الشاب من صراع ما بين تحقيق أحلام المراهقة وبين النضوج وتحمل مسؤولية جدته. وبوفاة جدته يدخل المراهق فعليا في عملية النضوج.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات