1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صراع أمريكي سعودي على صدراة إنتاج النفط

هانيس برويشتيد / زمن البدري٢٦ نوفمبر ٢٠١٤

بدأ ارتفاع مستوى إنتاج النفط الصخري يؤثر على أسعار الطاقة في العالم، فأمريكا أصبحت تنافس السعودية على الصدارة في مستوى الإنتاج، فيما تحاول السعودية الآن إبقاء أسعار النفط تحت مستوى تكاليف الإنتاج في الولايات المتحدة

https://p.dw.com/p/1DtbO
Ölpumpe Ölförderung Texas USA Ölfeld Öl
صورة من: AP

غيّرت الرغبة في السيطرة على السوق النفطية من موازين القوى الاقتصادية، كما تأثر على أسعار النفط في العالم. السعودية وهي اكبر دولة مصدرة للنفط في منظمة أوبك تحاول من جهة السيطرة على سوق النفط وأسعاره، فيما أصبحت الولايات المتحدة تحتل مكانة متقدمة في مستوى إنتاج النفط في العالم خلال الأعوام الأخيرة، بسبب التقنيات الحديثة في استخراج النفط الصخري، بل إنها تنافس السعودية على مكان الصدارة في إنتاج النفط. كما تحاول السعودية من جانبها إبقاء أسعار النفط منخفضة، مقابل كلفة الإنتاج العالية في الولايات المتحدة.

أدى نهج هذه الإستراتيجية النفطية الجديدة إلى حصول فائض كبير في إنتاج النفط العالمي وإلى انخفاض كبير في أسعاره منذ الصيف الماضي، فيما انخفض سعر النفط الخام الأمريكي إلى اقل من 75 دولار للبرميل الواحد، وهو أقل سعر له منذ أربعة أعوام.

وبينما يستفيد المستهلكون من انخفاض أسعار النفط، هناك حرب خفية بين الدول المصدرة للنفط. فالولايات المتحدة مثلا تعتبر تخفيض أسعار النفط "ساحة حرب جديدة ضدها"، كما توضح الخبيرة أمريتا سين من مؤسسة أبحاث الطاقة "إنيرغي أسبيكتس".

Saudi-Arabien Energie Ölraffinerie
آبار استخراج النفط في السعوديةصورة من: picture-alliance/dpa

إنتاج النفط الصخري

تقوم تكنولوجيا أنتاج النفط الصخري على حفر الطبقات الصخرية عبر نظام التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي، حيث يتم استخراج النفط الصخري والغاز الموجودين في الطبقات. ومكنت هذه التكنولوجيا شركات إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة من الحصول على كميات كبيرة من النفط، ما أدى إلى حصول ارتفاع سريع في معدلات إنتاج النفط الخام. ووصل إنتاج الولايات المتحدة من النفط إلى أكثر من 9 ملايين برميل يوميا، وذلك لأول مرة منذ سبعينات القرن الماضي، حسب إحصائيات وزارة الطاقة الأمريكية. وأشار إدوارد مورس مدير أبحاث الموارد الطبيعية في مجموعة "سيتي غروب" إلى أن الولايات المتحدة كانت "تحتل دائما مراكز متقدمة في إنتاج النفط الخام وفي إنتاج الطاقة الأحفورية".

الولايات المتحدة عمدت الآن إلى إغراق السوق بنفط رخيص مما يؤثر سلبيا على الأرباح ويقلص من مستوى احتكار الدول الخليجية للأسواق النفطية مثل السعودية. سابقا عملت السعودية على إيقاف هبوط مستوى أسعار النفط عن طريق التحكم في كميات الإنتاج. أما الآن فلم تقم بذلك، بل قدمت لزبائنها في الولايات المتحدة مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي عروضا منخفضة وخاصة بشكل مفاجئ ، مما ساهم في خفض أسعار النفط.

تخفيض الأسعار لتقليل الإنتاج الأمريكي؟

قد تكون السعودية عمدت لهذه الإستراتيجية النفطية الجديدة لعدة حسابات، منها أن السعودية تحاول أن تعرف عتبة السعر الممكن لبيع النفط في الولايات المتحدة، كما يقول بعض خبراء الطاقة. فعملية إنتاج النفط الصخري مكلفة نسبيا في الولايات المتحدة، وانخفاض أسعار النفط بصورة حادة قد يجعل من ذلك عملية تجارية غير مربحة، مما قد يؤثر على كمية إنتاج النفط الصخري بشكل كبير.

Tankstelle in Ägypten
انخفاض أسعار النفط قد يؤثر ايجابيا على مستوى النمو الاقتصاديصورة من: Getty Images

لايمكن تحديد مستوى سعر النفط بشكل منطقي، يجعل الإنتاج عملية اقتصادية مربحة في الولايات المتحدة. الخبيرة أمريتا سين من مؤسسة أبحاث الطاقة "إنيرغي أسبيكتس" تشير من جانبها إلى أن "السوق يحتاج إلى استثمارات طويلة الأمد للحفاظ على سعر يصل إلى 90 دولار للبرميل الواحد". لكن وزارة الطاقة الأمريكية لا تعتقد أن انخفاض أسعار النفط سوف يؤثر على كميات إنتاجه، لأن كلفة الإنتاج انخفضت بشكل كبير في الأعوام الماضية.

كما سيبقى مستوى النمو الاقتصادي مرتفعا جدا في الأعوام القادمة، حتى إذا بقيت أسعار النفط تحت عتبة الـ 75 دولار، كما يوضح إدوارد مورس مدير أبحاث الموارد الطبيعية في مجموعة "سيتي غروب".

المستهلك هو المستفيد الوحيد من انخفاض الأسعار

ليس من الواضح معرفة ما إذا كان باستطاعة السعودية فرض سياسة تخفيض أسعار النفط على دول مجموعة أوبك، حيث إن بعض الأعضاء في المنظمة يرفضون خفض الأسعار. ومن المنتظر حدوث خلافات بين الدول الأعضاء في الاجتماع القادم للمنظمة يوم الأربعاء القادم ( 27 تشرين الثاني / نوفمبر 2014).

ويبقى المستهلك المستفيد الوحيد من انخفاض أسعار النفط. وتتوقع وزارة الطاقة الأمريكية أن تبقى أسعار الوقود على مستوياتها المنخفضة في العام القادم. بالإضافة إلى ذلك فأن انخفاض أسعار النفط بنسبة 10 بالمائة سيؤدي إلى ارتفاع نسبة النمو بنسبة 0.2 بالمائة في العالم، حسب بيانات صندوق البنك الدولي. لذلك فإن انخفاض أسعار النفط سيساهم بدوره في التطور والنمو الاقتصادي العالمي على المدى القريب والبعيد.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد