1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مكافحة مرض الإيدز قد تستغرق عقودا طويلة

دويتشه فيله + وكالات (ل.م)٢١ أغسطس ٢٠٠٦

رغم التقدم النسبي في علاج أعراض مرض الإيدز إلا أن البحث العلمي لم ينجح في تطوير علاج فعال له حتى الآن. لذلك تبقى وسائل الوقاية مثل استخدام العازل الطبي درع الوقاية الوحيد لتجنب الإصابة بهذه الآفة القاتلة.

https://p.dw.com/p/8zOA
خلية مصابة بفيروس الإيدزصورة من: AP

تظهر البحوث التي قدمت إلى مؤتمر الإيدز الدولي السادس عشر مزايا جديدة من الأدوية التي تساعد على الحد من آثار هذا الفيروس الفتاك الذي لم ينجح العلماء في التوصل إلى علاج له حتى الآن. ففي بعض الحالات يمكن لخليط من الأدوية المضادة للفيروس أن يحافظ على عمل جهاز المناعة لدى المصابين به. وهناك أكثر من 20 دواء متاحا حاليا، إلا انه ليس من الواضح بعد ما هو أفضل مزيج لهذه الأدوية، إذ أن بعض الأدوية تسبب أعراضا جانبية أكثر من أدوية أخرى. وفي ظل فشل مؤسسات البحث العلمي في تطوير لقاح أو علاج فعال لكبح جماح هذا المرض، لا يبقى أمام عامة البشر سوى اللجوء إلى وسائل وقاية مثل استخدام العازل الطبي أو الإحجام عن الممارسات الجنسية المفتوحة. يذكر أن فيروس HIV المسبب للإيدز يصيب ما يقرب من 39 مليون شخص في أنحاء العالم حيث تسبب منذ بدء انتشار الفيروس على مستوى العالم في الثمانينات في وفاة 25 مليون شخص ويتم ملايين آخرين.

رحلة طويلة أمام البحث العلمي

Blutprobe in Reagensglas
لا تزال الحاجة ملحة لتكثبف البحت العلميصورة من: AP

ومن جانبه حذر مدير وكالة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز من أن مكافحة هذا المرض قد يتطلب عشرات السنينـن. وقال بيتر بيو، المدير التنفيذي لوكالة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، أن "التقدم الذي أحرز بصعوبة في مجالي تأمين العلاج للطبقات الفقيرة من المجتمع وزيادة التمويل، يجب ألا يجعل الحكومات والجهات المانحة والنشطون في مجال مكافحة الإيدز، يعتقدون أن المعركة ضد هذا الفيروس قد انتهت".

وأضاف بيتر بو في معرض شرحه لطبيعة التحدي العلمي: "ندخل مرحلة جديدة في التحرك العالمي لمكافحة الإيدز. حققنا بعض النجاحات أو بالأحرى نتائج لكن علينا أن نتحول من مرحلة إدارة الأزمة إلى مواجهة هذه المشكلة على المدى الطويل". وتابع قائلا أن "بعض الأدوية المتوفرة حاليا في الأسواق تشل فيروس الإيدز، لكنها لا تقضي عليه وهذا يعني انه في غياب علاج فعلي سيضطر المرضى إلى تناول أدوية قوية إلى الأبد". كما أشار الخبير في الباثولوجيا إلى أن "5,1 مليون شخص يتلقون علاجا في الدول النامية. ونود أن يظل هؤلاء على قيد الحياة خلال عشرين أو ثلاثين أو أربعين عاما. من سيدفع ثمن ذلك؟". وأعرب بيو، الباحث في الأمراض المعدية، عن الأسف للأخطاء التي ارتكبت خلال القرن الماضي منذ اكتشاف هذا الفيروس في 1981 بين مثليي الجنس في الولايات المتحدة حتى انتشاره عالميا.

"التقاعس يؤدي إلى كارثة بشرية"

AIDS in Südafrika
الإيدز يفترس المجتمع في جنوب إفريقياصورة من: AP

قبل عشر سنوات توفر أول دواء لمعالجة الإيدز في الدول الغنية، إلا أن شركات الأدوية قامت خلال سبع سنوات، نظرا للضغوط التي مورست عليها من قبل ناشطي مكافحة الإيدز، بإنتاجها لجعلها متوفرة بأسعار معقولة في الدول الفقيرة التي هي بأمس الحاجة إليها. ومنذ العام 2003 سمحت الأموال المتزايدة التي خصصتها الولايات المتحدة والجهات المانحة الرئيسية الأخرى بزيادة فرص الحصول على هذه الأدوية. وفي هذا السياق أكد بيو أن على العالم أن لا يعتبر بان المشكلة سويت لهذا السبب، مضيفا أنه "ما زلنا نواجه وضعا كارثيا وأزمة وفي حال أدت هذه النتائج الأولية المحدودة إلى التراخي فسينجم عن ذلك كارثة جديدة". يذكر أن البلجيكي بيتر بيو تولى رئاسة هذه الوكالة الدولية في 1995 وحدد الأهداف الأساسية الواجب تحقيقها في السنوات المقبلة على النحو التالي:

- جعل علاجات الجيل الثاني متوفرة بأسعار معقولة في الدول الفقيرة بعد أن تكون الأدوية الحالية من الجيل الأول لاقت مقاومة من الفيروس ويصبح من الملح استبدالها كما هو الحال الآن.

- ضمان دفع أموال كافية للتحقق من استمرار حملة مكافحة الإيدز لعقود.

- معالجة المشاكل الجوهرية التي يشكلها التمييز بحق النساء وتهميش المجتمع للماصبين بالإيدز وكلها من العوامل المساهمة في تعزيز هذا الفيروس.

واختتم بيو عرضه لتطور علاج المرض قائلا: "عندما تعملون في مجال مكافحة الإيدز ترون أفضل وأسوأ ما في الإنسان". وخلص إلى القول: "تشاهدون من جهة أسوأ أشكال التهميش والأحكام المسبقة وحتى جرائم القتل ورفض مواجهة هذا الواقع. من جهة أخرى ترون التفاني الكبير والنضال والأشخاص الرافضين للاستسلام. ما أثبتناه هو أن ما كان من المستحيلات، أو ما كان حلما أصبح اقرب إلى أن يتحقق".

دراسة: الأدوية المضادة للايدز آمنة للنساء المعرضات له

Gambia - Waisenkind AIDS HIV
الاطفال ضحايا مرض الإيدز في كافة المجتمعاتصورة من: picture-alliance/ dpa

وفي الإطار بدأ الأطباء يكتشفون استخدامات جديدة للأدوية المضادة لفيروس (اتش.اي.في) المسبب للايدز وأظهرت دراسة أنها ربما تتمكن من حماية النساء اللاتي يزيد لديهن خطر الإصابة بشكل امن. وأجرت جمعية فاميلي هيلث انترناشيونال تجربة على منهج تجريبي يدعى وقاية ما قبل التعرض للمرض باستخدام دواء يدعى تينوفوفير. ويعتقد الباحثون أن الدواء قد يمنع الفيروس من إصابة الأصحاء. وقدم الباحثون هذا الدواء أو دواء ليس له مفعول حقيقي (بلاسيبو) إلى 936 امرأة يعتبرن أكثر عرضة للإصابة في الكاميرون وغانا ونيجيريا. ولم يتمكنوا من أن يثبتوا ما اذا كان الدواء حقا منع الإصابة بالفيروس ولكنهم أجروا فحوصا على كلى وكبد النساء للتأكد من أن الدواء لن يسبب أي مشكلات. كما كانوا يريدون معرفة ما إذا كانت النساء سيتناولن الدواء بشكل منتظم. ومن المخاوف التي تولدت لدى الباحثين أن يشعر النساء بحماية الدواء لهن فيتوقفن عن استخدام العازل الطبي أو ممارسة الجنس لمرات أكبر. ولكن وارد كيتس، الذي ساعد في إجراء الدراسة قال في مقابلة عبر الهاتف إن هذا لم يحدث، اذ كانت النساء اللاتي تم اختيارهن إما لأنهن يعملن في الدعارة أو لأنهن يمارسن الجنس بشكل متكرر مع أكثر من رجل يحصلن على المشورات الطبية ويستخدمن العازل الطبي.

.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد