1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مقاطعة قطر - زلزال يهز البيت الخليجي والسكان يدفعون الثمن

٦ يونيو ٢٠١٧

يتابع الرأي العام العربي باهتمام كبير التصعيد بين قطر ودول عربية أخرى، في أزمة غير مسبوقة، يرى مراقبون أنها قد تعصف بمجلس التعاون الخليجي. ردود الأفعال حول هذه الأزمة جاءت مختلفة على كل المستويات.

https://p.dw.com/p/2eCnL
Kombibild Salman, Hamad, Nahyan

زلزال دبلوماسي، انقسام مدو، تصدع في البيت الخليجي، صدمة... تعددت العبارات التي يصف بها متابعون ما يحدث بين دول الخليج بعد قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات مع قطر. في أزمة لم يسبق أن شهدها مجلس التعاون الخلجي منذ تأسيسه عام 1981.

الخطوة لم تكن متوقعة، رغم الحملات الإعلامية الشرسة التي سبقتها، وحتى مع الحديث عن استمرار الكويت لعب دور الوساطة لاحتواء أزمة قد تعصف بمجلس التعاون الخليجي، ورغم مساع دولية أخرى لتهدئة الأوضاع إلا أن الدول الخليجية الثلاث ومصر ماضية في إجراءات القطيعة، ليطال الأمر عدة قطاعات تمس حياة الناس اليومية. الأزمة تشغل وسائل الإعلام العربية وسط استقطاب كبير واتهامات متبادلة، وانتقل الأمر إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاوتت المواقف بين سكان الدول الخليجية مما حدث.

ردود أفعال مختلفة

أزمة "الإخوة الخليجيين" بدأت تخرج للعلن بعيد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية. فقد نشرت قناتا العربية وسكاي نيوز عربية التابعتين للسعودية والإمارات، على التوالي، تسريبات نُسبت لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد وفيها تصريحات جريئة بخصوص عدد من القضايا الحساسة. ورغم أن قطر نفت أن تكون تلك التصريحات للشيخ تميم، إلا أن الحملة الإعلامية ضد الدوحة لم تتوقف، وجاءت تسريبات نسبت لسفير الإمارات لدى واشنطن وحملت أيضا معلومات حساسة، لتزيد من تأجيج الوضع لتصل الأمور فجأة إلى ما وصلت إليه رغم جهود الوساطة الكويتية. أبرز الأسباب المعلنة من طرف الدول الخليجية الثلاث هي دعم وتمويل جماعات إرهابية وشق الصف وخدمة جدول أعمال إيران التي يراها بعض المراقبين الهدف غير المباشر لهذا التحرك.

ردود الأفعال على ما حدث جاءت متباينة، إذ انضمت بعض الأطراف إلى موقف الدول المقاطعة لقطر مثل المالديف وموريشيوس وحكومة عبد ربه منصور هادي في اليمن وكذلك فعلت حكومة شرق ليبيا. أما بعض الدول كإيران وتركيا والجزائر فقد دعت إلى الحوار لحل هذه الأزمة. وجاء لافتا موقف ترامب الذي ربط بين الخطوات التي اتخذتها عدد من الدول العربية لعزل قطر، وجولته الأخيرة في الشرق الأوسط، ولم يظهر الكثير من التعاطف مع قطر رغم أنها مركز للعمليات العسكرية الأميركية في المنطقة. وقال ترامب في تغريدة "خلال زيارتي الأخيرة الى الشرق الأوسط قلت أنه يجب وقف تمويل الايدلوجية المتطرفة. والقادة أشاروا إلى قطر - انظروا!".

تأثير كبير على حياة الناس

ويهدد هذا الهجوم الدبلوماسي المكانة الدولية لقطر التي توجد بها قاعدة عسكرية أمريكية ضخمة وتستعد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. لكن الأكيد والشيء الملموس حتى الآن هو تأثير هذا الهجوم على حياة الناس اليومية، فبمجرد إعلان خبر أن كلا من السعودية والإمارات والبحرين ستغلق حدودها الجوية والبرية والبحرية ولن يسمح للخطوط القطرية بالطيران في أجوائها كما سيتم طرد كل القطريين الموجودين في هذه الدول إلى بلدهم بدأت المخاوف تنتاب سواء مواطني قطر المقيمين في الدول الخليجية الثلاث أو المواطنين الخليجيين في قطر على أوضاعهم في هذه الدول بعد القرار. ففي مصر انهالت المكالمات على الجالية المصرية في قطر منذ الفجر بسبب القلق من إمكانية إقدام قطر بدورها على طرد مواطني مصر التي تشهد أزمة اقتصادية خانقة، وذلك رغم أن الدوحة لم تهدد بالمثل.

هذه الخطوة التصعيدية ستؤثر أيضا بشكل كبير على الأسر التي ينتمي فيها الزوج أو الزوجة إلى قطر،  وقد بدأت تظهر في الإعلام قصص لأسر في هذه الوضعية. وعلى الحدود القطرية مع السعودية يزداد الضغط أيضا مع الاكتظاظ الحاصل بسبب طوابير السيارات المتجهة إلى قطر أو المغادرة لها.

 حركة الطيران بين قطر والدول التي قاطعتها تأثرت بشكل كبير فقد تعين على كل المسافرين من قطر إلى هذه الدول أو العكس تغيير تذاكرهم أو إلغاؤها، فقد علق مثلا ركاب باكستانيون في قطر عندما كانوا متوجهين إلى السعودية لقضاء العمرة عن طريق الدوحة. وفي قرار تصعيدي بهذا الخصوص قررت الهيئة العامة للطيران المدني السعودية اليوم إلغاء جميع التراخيص الممنوحة للخطوط الجوية القطرية ولموظفيها وإقفال جميع مكاتبها في المملكة خلال 48 ساعة، بحسب بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية. وفي الدوحة أقبل السكان بشكل كبيرعلى محلات المواد الغذائية واشتروا كميات كبيرة منها لتخزينها بعد انتشار أنباء عن نقص الإمدادات بسبب إغلاق خطوط النقل.

سكان الدوحة يخزنون المواد الغذائية

انقسام كبير

في مقال عُنون ب "دبلوماسية كويتية بين جدة والدوحة: فرض الوصاية مرفوض"، علق موقع العربي الجديد، التابع لقطر، على موضوع اتصالات وزيارات أمير الكويت ومساعيه للتهدئة، بأنها تنطلق من "رفض فرض الوصاية السياسية على قطر وعلى قراراتها الوطنية وسياساتها الخارجية، وهو سقف وضعته الدوحة منذ اللحظة الأولى لفرض الإجراءات التصعيدية ضدها، والتي وصلت إلى حد قطع العلاقات وإغلاق الحدود البرية معها، ومنع المواطنين الخليجيين من التوجه إليها، وإرغامهم على مقاطعة الإعلام القطري".

 

من جانبه كتب سلمان الدوسري، رئيس التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط، في مقال رأي نشر اليوم على الصحيفة "لا توجد دول في العالم صبرت وتحملت جارتها وشقيقتها، كما صبرت السعودية والبحرين والإمارات على أذية السياسة القطرية...". وأضاف الدوسري "يبقى السؤال هل يمكن أن ترجع قطر للبيت الخليجي؟ في ظني هذه المرة ليس أمامها إلا طريق في اتجاه واحد، بينما الطرق الأخرى مغلقة وبلا عودة... ليت الشقيقة قطر تتعلم هذه المرة الدرس جيدا: فالمال لا يشتري الجغرافيا ولا التاريخ، والطموحات تدخل من الأبواب وليس من الثقوب الصغيرة، والدول تستطيع أن تتلاعب قليلا وتناقض كثيرا، لكنها لا تصمد طويلا أمام الحقائق والوقائع، فلا يمكن لدولة أن تعيش في معزل عن جيرانها ومحيطها".


على وسائل التواصل الاجتماعي اشتعل الجدل أيضا حول هذا الموضوع. في تويتر انقسم المغردون الخليجيون بين مرحب بخطوة مقاطعة قطر ومنتقد للخطوة، بينما ركز آخرون على ما يجمع بين الشعب القطري وشعوب بلدانهم داعين إلى عدم الخلط بهذا الخصوص، فيما ربط مستخدمون بين "الزلزال الخليجي" وذكرى حرب 1967 بين العرب وإسرائيل.

 

الكاتبة: سهام أشطو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد