1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مستفيداً من كورونا ونزاعات المنطقة.. "داعش" يعاود الكرة

٢٤ مايو ٢٠٢٠

تنظيم داعش الإرهابي يعود مجدداً بقوة إلى الساحة بتنفيذ اعتداءات وعمليات انتحارية واشتباكات في سوريا والعراق، ومقاتلو التنظيم يستفيدون من وباء كورونا ومن النزاعات في المنطقة.

https://p.dw.com/p/3cY5B
مقاتلان من قوات سوريا الديمقراطية في المدينة القديمة بالرقة عام 2017.
عاد عناصر تنظيم داعش إلى الظهور في سوريا والعراق مع تفشي فيروس كورونا (صورة من الارشيف لمقاتلين في الرقة عام 2017)صورة من: picture-alliance/dpa/M. Umnaber

حرائق في شمال العراق، وسُحب دخان تصعد من وسط حقول قمح. فعناصر تنظيم داعش الإرهابي أضرمت النيران فيها، والغرض هو ترويع السكان، ولا أحد يحق له، حسب الرسالة التعاون مع السلطات الحكومية.

ومنذ أسابيع تتكرر الاعتداءات وتنفجر مفرقعات ويفجر منتحرون أنفسهم مثل ما حصل في الـ 28 أبريل حين تقدم انتحاري في اتجاه مركز جهاز المخابرات في كركوك في شمال العراق. وعندما انتبه رجال الحرس، فجر القنبلة قبل أن يصل إلى المبنى.

وبعدما وجه المقاتلون الارهابيون قبلها في الليل ضرباتهم في المنطقة، سجل الاعتداء في كركوك تحولاً في الاستراتيجية. في الأول من أيار/ مايو هاجم إرهابيون تابعون لداعش مباشرة مقاتلين من قوات عراقية شمالي بغداد. وفي النهاية توفي عشرة من أعضاء ما يُسمى بوحدات الحشد الشعبي.

والمثير هو أن داعش شن الهجوم بعدة مجموعات من جهات مختلفة، ووضعوا قنابل على حافات الطرق. وبالنسبة لسام هيلر، فإن هذه الهجمات المنسقة والمعقدة توحي بوجود "منظمة تكتسب مجددا قوة حقيقية". وهذا المستشار لمنظمة Crisis Group غير الحكومية يراقب التطور في الشرق الأدنى انطلاقا من بيروت. وانتبه في هذه المهمة إلى أن داعش يتحدث في تقاريره في الأثناء عن اشتباكات طويلة مع قوات الأمن العراقية وعن عمليات معقدة عكس الهجمات العادية السابقة.

إرهابيو داعش في الفلوجة يلوحون بشارة النصر في 2014
إرهابيو داعش في الفلوجة يلوحون بشارة النصر في 2014 صورة من: picture alliance/AP Photo

أموات مفترضون يعيشون أطول

وفي مارس/ آذار 2019 قبل 14 شهرا بالتحديد كانت الخلافة الارهابية في المعركة حول باغوس قد فقدت آخر معاقلها. ففي تشرين الأول/ أكتوبر نجحت قوات أمريكية خاصة في قتل زعيم داعش في محافظة ادلب السورية غير بعيد عن الحدود التركية. لكن في (20 من كانون الثاني/ يناير 2020) يحذر تقرير من الأمم المتحدة موجه إلى مجلس الأمن الدولي في الجملة الأولى من ملخصه من أن تنظيم داعش " بدأ في سوريا وكذلك في العراق من فرض حضوره مجددا".

وتنظيم داعش في سوريا بسط وجوده من جديد كشبكة سرية على غرار ما بعد سقوط داعش في العراق في 2017. وذكر معدو تقرير الأمم المتحدة "أن التنظيم ولأنه معفى من مسؤولية الدفاع عن مناطق (يسيطر عليها)، حصلت زيادة ملحوظة في هجماته في مناطق كانت هادئة في السابق".

"تنظيم داعش مازال إحدى أقوى المنظمات الارهابية في العالم"، كما يجزم خبير شؤون الارهاب غيدو شتاينبيرغ في حديث مع DW ـ وحتى بالنظر إلى الفروع المختلفة للمقاتلين الارهابيين في العالم. وحتى لو نظرنا فقط لداعش في سوريا والعراق، فإن التنظيم قوي، كما يؤكد خبير الشؤون الاسلامية، ويثير مقارنة بالقول:" قبل أن يحقق داعش صعوداً كبيراً في 2013/2014 كان لديه في عام 2010 فقط نحو 700 من المقاتلين. واليوم لدى داعش في العراق وسوريا بين 2000 إلى 3000 رجل، وهذا يكشف الخطر المحدق".

وتنطلق تقديرات أخرى من أرقام أعلى، ففي نهاية كانون الثاني/ يناير المنصرم تحدث السفير الأمريكي الخاص بالتحالف المعادي لداعش، جيمس جيفري عن 14.000 وصولاً إلى 18.000 ارهابي في سوريا والعراق.

صندوق حرب جاهز

وحتى من الناحية المالية يبدو أن الارهابيين بعد انهيار الخلافة قد أعدوا العدة، وهذا ما يكشف عنه على الأقل تقرير صدر في (11 أيار/ مايو الجاري) للمفتش الأمريكي العام للقوات العسكرية الأمريكية. ويفيد التقرير أن داعش له منفد لاحتياطات مالية كبيرة، كما أنه يحصل على موارد مالية من أنشطة إجرامية ويمكن له تحريك مبالغ مالية في المنطقة عبر وسطاء، كما أنه غير قادر على الحفاظ على أراض، لكنه يمنع أي جهة أخرى من التحرك في تلك المناطق بحيث أنه "يعمل كميليشيا حرب تقليدية".

حليفان

ومقاتلو تنظيم داعش الارهابي لهم حالياً حليفان: من جهة فيروس كورونا، ومن جهة أخرى النزاعات في المنطقة. وللمرة الأولى في آذار/ مارس حث داعش أنصاره على تقوية هجماتهم، علماً أن الحكومات على مستوى العالم منشغلة بمكافحة كوفيد 19. كما أن وباء كورونا أثر على العمليات العسكرية للجيش الأمريكي.

والقوى الديمقراطية السورية المكونة من مقاتلين أكراد أوقفت عملياتها العسكرية. وفي العراق تم تجميد برامج التدريب للقوات العسكرية التي يشارك فيها أيضا جنود من الجيش الألماني.

كما أن تنظيم داعش يستفيد من النزاعات في المنطقة: وخصوصا بين تركيا والأكراد في شمال سوريا إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وايران. والعلاقات بين الجانبين الأخيرين شهدت تصعيداً قوياً بعد مقتل الجنرال الايراني سليماني على يد القوات الأمريكية.

وهذا الهجوم الأمريكي الذي أدى أيضا إلى مقتل جنرال تابع لميليشيا عراقية أثر سلبا على الأجواء تجاه الولايات المتحدة الأمريكية بحيث بدأ التساؤل مبدئيا حول تمركز الوحدات الأمريكية في العراق. كما حصلت هجمات على مؤسسات أمريكية.

نساء يهربن مع أطفالهن من قرية داعش بالقرب من باغوس
نساء يهربن مع أطفالهن من قرية كان يسيطر عليها داعش بالقرب من الباغوسصورة من: picture-alliance/dpa/A. Hamam

انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية

ونتيجة هذه التطورات هي أن الولايات المتحدة الأمريكية تخلت في العراق عن أربع قواعد وانسحبت إلى داخل قاعدتين عسكريتين. وهذا يؤثر على إجراءات مكافحة تنظيم داعش. وحتى في سوريا لم يعد الأمريكيون ممثلين إلا ببعض المئات من الرجال. وهذا يقلق خبير شؤون الارهاب، غيدو شتايبيرغ، لأن "الأمريكيين يهتمون بشكل خاص بالمقاتلين الأجانب الذين قد يتحولوا إلى خطر خارج العراق وسوريا".

وهذا ينطبق أيضا على المقاتلين الأجانب في صفوف داعش داخل السجون في شمال سوريا. فقبل مقتله وصف زعيم داعش السابق البغدادي في فيديو تحرير السجناء بأنها أولوية قصوى. والوضع الأمني في تلك المنطقة كان هشا، إذ استغل مئات السجناء ظروف الحرب بسبب عملية "منبع السلام" التركية للهروب. وتحصل منذ تلك اللحظة محاولات هروب وانتفاضات.

ماتياس فون هاين/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد