1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
كرة قدم

مخيتاريان.. نبتة تزهر بثقة المحيط وإلا فمصيرها الذبول

صلاح شرارة
٢٢ أكتوبر ٢٠١٦

رغم كل المحاولات أصر هينريك مخيتاريان على الرحيل من دورتموند إلى مانشستر يونايتد، واضعا أمله في مستقبل وردي. لكن الحقيقة جاءت مؤلمة فحتى الآن يجلس النجم الأرميني احتياطيا لدى مورينيو. فهل كان هذا الأمر متوقعا؟

https://p.dw.com/p/2RZ0T
Henrich Mchitarjan
صورة من: Imago/Sportimage/S. Bellis

كان رحيل النجم الأرميني هينريك مخيتاريان (27 عاما) من بوروسيا دورتموند إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي هذا الصيف هو الضربة الثالثة، التي تلقاها الفريق من قبل نجومه الكبار، بعدما رحل قبله مباشرة ماتس هوميلس إلى بايرن ميونيخ، وإلكاي غوندوغان إلى مانشستر سيتي.

أصر مخيتاريان ومدير أعماله على الرحيل رغم إلحاح دورتموند. ولما كان في عقده عام باق وحيد؛ فضل الفريق الاستفادة من الناحية المادية حيث باع "ميكي" (مخيتاريان) بمبلغ 42 مليون يورو، بينما كان قد اشتراه عام 2013 من شاختيار دونيتسك الأوكراني مقابل 27 مليون يورو تقريبا. لكن دورتموند ودعه بطريقة "مسمومة" في بيان صحفي، ذكره فيه أن مان يونايتد سيلعب في الدوري الأوروبي وليس في دوري الأبطال، بمعنى أنه من أندية الدرجة الثانية على المستوى الأوروبي.

وكان "ميكي" قد جاء إلى دورتموند كبديل لغوتسه، الذي انتقل آنذاك إلى بايرن. لكن النجم الأرميني، الذي يلعب بقدميه الاثنتين لم يتأقلم مع الفريق بسرعة ولم يظهر معدنه النفيس إلا بعد موسم ونصف تقريبا في الدوري الألماني. وقضى مع دورتموند ثلاثة مواسم إجمالا لعب خلالها 90 مباراة في البوندسليغا سجل فيها 23 هدفا وصنع 35 هدفا، وكان في الموسم الماضي أفضل صانع ألعاب في الدوري الألماني، كما تألق لدرجة جعلته على رادار أكبر الأندية في أوروبا، خصوصا في إيطاليا وإنجلترا.

Deutschland Mkhitaryan mit Hummels und Gündogan
من اليمين مخيتاريان ثم هوميلس ثم غوندوغان. كلهم غادروا دورتموند فمن سيعود منهم مثل شاهين وكاغاوا وغوتسه؟صورة من: Imago/Thomas Bielefeld

"لاعب حساس يحتاج ثقة مدربه"

وحتى الآن لم يظهر مخيتاريان مع مانشستر يونايتد بالشكل الذي كان يتمناه. وعلى ما يبدو فإن المدرب الجديد لمان يونايتد، جوزيه مورينو، غير مقتنع بأنه وصل إلى مستوى يؤهله للعب أساسيا، لذلك يضعه في معظم الوقت مع البدلاء، سواء في الدوري الإنجليزي أو في الدوري الأوربي، وأحيانا يشركه لدقائق.

لكن مورينيو (53 عاما) لم يشرك مخيتاريان في المباراة الأخيرة أمام فنربخشه التركي، التي فاز فيها مان يونايتد 4-1، رغم اعترافه أن النجم الأرميني تعافى من الإصابة في أعلى الفخذ. وقال بعد المباراة عن مشكلة مخيتاريان "لعبنا بلينغارد وماتا ومارتيال. أنا لست أينشتاين، ولا أعرف نظاما تكتيكيا يمكن للمدرب أن يلعب فيه بأربعة أجنحة في وقت واحد". وأضاف المدرب البرتغالي: "يجب عليه (مخيتاريان) أن يعمل المزيد ليستعيد القوة واللياقة، التي يحتاجها لمستوى أعلى. وهذا مهم لكي يترك مقاعد البدلاء ويلعب لمدة 15 أو 20 دقيقة" لكن مورينيو أنهى حديثه عن لاعب خط الوسط المهاجم بالقول: "الأفضل هو أن يواصل الكفاح وينتظر فرصته. إنه مستعد، وسيشارك قريبا جدا".

ويقول موقع "ترانسفير ماركت" بالألمانية إن عدم نجاح مخيتاريان في الظهور بمستواه في ناديه الجديد مسألة لم تكن مفاجأة بالنسبة للكثيرين "فهو في النهاية يعتبر لاعبا حساسا يحتاج إلى الثقة التامة من قبل محيطه ومدربه لكي يستدعي قدراته".

هل يعود لدورتموند كما عاد غيره

وعلق هانز يوآخيم فاتسكه رئيس نادي دورتموند في لقاء مع مجلة كيكر حول ما يعيشه مخيتاريان قائلا: "ينبغي على كل لاعب ذكي أن يفكر قبلها بشأن المحيط الذي سينتقل إليه". وأضاف فاتسكه: "عندما يكون لديك محيط متفاعل مثل دورتموند يجب أن تساورك الشكوك في التخلي عنه (خصوصا) عندما تسير الأمور (بنجاح) في النهاية بعد مشوار طويل".

Hans-Joachim Watzke Henrikh Mkhitaryan
يوآخيم فاتسكه يرى أن دورتموند كان المحيط الأفضل لمخيتاريان وأنه كان عليه أن يفكر كثيرا قبل الانتقال إلى إنجلتراصورة من: picture-alliance/dpa/Mueller

كان دورتموند يتعامل مع مخيتاريان وكأنه "نبتة حساسة" يمكن أن تنكسر إذا تم التعامل معها بخشونة، لذلك منحوه الثقة وصبروا عليه موسما ونصف تقريبا إلى أن ظهر معدنه وتألق. وقف بجانبه المسؤولون والجماهير حتى في أشد لحظاته إخفاقا مثلا عندما فشل في 2014 في قيادة فريقه لعبور ريال مدريد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

ويقول موقع "ترانسفير ماركت" إن من المشكوك فيه أن يصبر محيط نادي مانشستر يونايتد على مخيتاريان مثلما صبر دورتموند.

وسبق أن ذهب نوري شاهين إلى ريال مدريد وعاد شاكرا إلى دورتموند. كما غادر غوتسه إلى بايرن وعاد ممتنا إلى دورتموند، ورحل كاغاوا إلى مان يونايتد ثم عاد أيضا إلى السعادة في رحاب دورتموند. فهل سيعود النجم الأرميني هينريك مخيتاريان إلى أحضان ناديه السابق، الذي كان متألقا فيه، مثلما فعل من قبل شاهين وكاغاوا وغوتسه؟ من يعش فسوف يرى؟

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد