1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ماذا تبقى للمعارضة السورية؟ وهل وصل الربيع العربي إلى وول ستريت؟

٩ أكتوبر ٢٠١١

ناقشت حلقة هذا الأسبوع من برنامج "نادي الصحافة" الذي تقدمه قناة "دويتشه فيله عربية" استخدام الصين وروسيا لحق الفيتو ضد قرار أممي يدين سوريا، ومقتل أنور العولقي بالإضافة إلى الاحتجاجات ضد وول ستريت.

https://p.dw.com/p/12oZb
المعارضة السورية تتهم روسيا والصين بـ"المتاجرة بدماء الشعب السوري"صورة من: dapd

بعد استخدام الصين وروسيا حق الفيتو ضد قرار أممي يدين سوريا، يرى الصحافي اللبناني يوسف بزي، محرر ملحق "نوافذ" بجريدة المستقبل أن المعارضة على الأرجح لن تستطيع التسويق طويلاً لسلمية الثورة. ويضيف بزي، في مشاركته في برنامج "نادي الصحافة"، معلقا على ما جاء بجريدة المستقبل في مقال لدلال البزري حذرت فيه من الانجرار لعسكرة الثورة إن الشعب السوري قد يشعر باليأس من السياسة ومن تدخل المجتمع الدولي لحماية المدنيين، وقد يفلت حتى من توجه المعارضة السلمي ويلجأ شيئاً فشيء نحو العسكرة.

ويختلف أمجد الحاج مع هذا الرأي قائلاً، في مساهمة على صفحة دويتشه فيله في موقع فيسبوك، إن الشعب السوري أكثر وعياً ولن ينساق لمحاولات النظام لجره إلى حرب أهلية. أما راندي رامبول فيعترض، في مساهمته، على كون الثورة سلمية قائلا ًإن "الانتفاضة السورية مدججة بالسلاح منذ بدء الاحتجاجات وهناك نزاع مسلح بين الجيش وفصائل المعارضة المسلحة في مناطق التوتر". وتوافقه الرأي فريال عيسى التي تتساءل، أيضا في مساهمة على الفيسبوك، "من يقتل الجيش؟".

هل الفيتو الروسي الصيني ضوء أخضر للنظام السوري؟

USA UN Sicherheitsrat in New York zu Libyen
هل الفيتو الروسي الصيني ضوء أخضر للنظام السوري؟صورة من: dapd

ومن جانبه، اعتبر الصحافي الألماني بجريدة تاغستسايتنونغ بيرند بيكرت أن النظام السوري قد يعتبر الفيتو الروسي الصيني ضوءاً أخضرا للاستمرار في عمليات القمع. وهو يتفق، في حوار مع برنامج "نادي الصحافة"، مع ما جاء في تاغستشبيغل التي كتبت تقول: "يمكن للدكتاتور الأسد أن يعتمد على روسيا والصين، فقد منع البلدان إدانته من قبل مجلس الأمن الدولي، وأوقفا عبر حق النقض مشروع إدانة مخفف تقدمت به الدول الأوروبية بما فيها ألمانيا. بإمكان الأسد الآن أن يواصل قمع التمرد الشعبي في بلده دون أدنى خوف من البلدان".

وعلى صفحة الفيسبوك الخاصة بدويتشه فيله علق سلطان عبدالرؤوف معتبراً هذا الفيتو ضوءاً أخضر ودعما سياسيا لاستمرار القمع، وهو ما يراه أيضاً هانز يوسف إيرنست. ويختلف معهما إلياس عون، الذي يقول: "الشعب السوري والرئيس بشار الأسد واحد" ويقدم الشكر لروسيا والصين على موقفهما الذي "أنقذ العالم من حرب طاحنة". ويضيف: "ما يجري في سوريا أساساً هو نزاع مسلح وإرهاب للأمن والشعب من قبل مجموعات إرهابية مدعومة من الخارج وليس ثورة سلمية".

إلا أن محرر ملحق "نوافذ" بجريدة المستقبل اللبنانية بزي يعتقد أن الموقف الروسي لا يتعلق فقط بسوريا، ولكنه ينطلق من خوفهما من تكرار السيناريو السوري في دول حليفة أخرى مثل كوريا الشمالية بيلاروسيا وبعض دول دول آسيا الوسطى التي كانت جزءا من الامبراطورية السوفيتية والتي بها أنظمة شبيهة بالنظام السوري.

ماذا بقى للمعارضة السورية بعد الفيتو؟

وتعليقا على اعتبار جريدة الحياة اللندنية من "الفيتو الصيني الروسي شكل ضربة قوية للمعارضة السورية التي كانت تعتقد أن إنهائها لمخاض المجلس الوطني السوري سيبدد ذرائع التردد الغربي إزاء معضلة المدنيين"، اعتبر الصحافي اللبناني بزي أن المعارضة السورية عليها، بعد تأليف المجلس الوطني، أن تصيغ برنامجا سياسيا أكثر نضجا وتلعب دورا دبلوماسيا أكبر وتقوم بحوار مع دول العالم ومنها روسيا والصين، مضيفا: "آخر وفد معارض ذهب إلى روسيا كان تشكيله غير ذكي، إذ كان معظمه من المعارضين السوريين المقيميين في أمريكا وهذا خطأ تكتيكي".

ويرى الصحافي الألماني بيكرت أن الضغط الذي يمكن أن يحدث على سوريا يجب أن يأتي من الاتحاد الأوروبي، الذي اتخذ قرارا بمقاطعة شراء البترول السوري ومعظم الدول الأوروبية توقفت عن ذلك. لكنه يضيف أن إيطاليا مثلاً لم تتخذ القرار بمقاطعة النفط السوري رغم أنها وألمانيا الأكثر استيرادا للنفط السوري. كذلك يعتبر بيكرت أنه يمكن تطبيق العقوبات التي اتخذت بها قرارات والتأكيد على أن الأسد لييس لديه مستقبلا سياسيا في المنطقة. ويضيف: "الطريق هو العلاقة الوطيدة مع المعارضة والضغط الأكبر على نظام الأسد".

"عملية مقتل العولقي ليست الأولى من نوعها"

Jemen USA Terror Al Kaida Prediger Anwar al-Awlaki getötet
مقتل المواطن الأمريكي من أصل يمني أثار الكثير من الجدلصورة من: dapd

وفيما يتعلق بملف مقتل المواطن الأمريكي من أصل يمني، أنور العولقي في ضربة قيل إن طائرة أمريكية بدون طيار نفذتها على الأراضي اليمنية، علق المحرر بجريدة تاغستسايتونغ قائلاً إنه لا يوجد أساس بالقانون الدولي لتلك العملية، ولكنه أضاف أنها ليست العملية الأولى التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى مئات العمليات المماثلة في باكستان والتي قتل فيها كثير من المدنيين.

ويتفق بيكرت مع ما جاء في صحيفة سود دويتشه تسايتونغ، من أن الحرب التي تشنها الولايات المتحدة بطائراتها بدون طيار على أعدائها في العالم، تعد أقل خطورة وتكلفة بالنسبة لها، كما أنها تخرج أوباما من معضلة عدم قدرته على إحضار معتقلين جدد إلى غوانتانامو، وأضاف أنها أيضاً مقبولة من المجتمع الأمريكي قائلاً: "في الولايات المتحدة ليس هناك اعتراض على ذلك إلا من جانب بعض المنظمات الحقوقية، لكن بقية الأطياف السياسية لا تعترض على هذه السياسة".

"النقاش حول العولقي متعلق بكونه أمريكيا"

ويتفق يوسف بزي مع هذا الرأي قائلاً إنه منذ 11 سبتبمر/أيلول منح الرئيس جورج دبليو بوش إذنا للمخابرات الأمريكية بملاحقة الإرهابيين وتصفيتهم، والكونغرس منح تفويضاً للجيش وللرئاسة بالقيام بعمليات اغتيال في أي مكان في العالم ضد القاعدة وطالبان. وأضاف أنه يرى أن النقاش حول العولقي يتعلق بكونه أمريكي الجنسية، وليس التعاطف معه. ويضيف: "الدافع هو الذاكرة السياسية والثقافة الأمريكية الحقوقية والدستورية، التي غالبا ما تنحاز لحماية المواطنين ضد السلطة المركزية".

المستخدم لصفحتنا على فيسبوك أسامة سامر شدد على رفضه لجميع أدوات القتل والحروب بجميع أنواعها وأياً كانت الأسباب لاستخدامها، أما سليم سري نجاري فقد تساءل لماذا لا تصرف هذه المبالغ على بناء المدارس والجامعات في البلاد الحاضنة للإرهاب لإيجاد حل دائم للمشكلة، لأن القتل ـ في رأيه ـ لا يمكن أن يؤدي سوى إلى تفاقم المشكلة وزرع الأحقاد وتنمية الشعور بوجوب الانتقام.

علاقة لاحتجاجات وول ستريت بالربيع العربي

Wall Street Wallstreet Protest Demonstration
الاحتجاجات ضد البنوك وأسواق المال، في وول ستريت ومدن أمريكية أخرى، هل استلهمت الربيع العربي؟صورة من: dapd

وحول احتجاجات الولايات المتحدة الأمريكية، التي تبنت شعار :"احتلوا وول ستريت ضد جشع الشركات المالية وغياب المساواة في أمريكيا"، علقت صحيفة المحرر التونسية قائلة إن الحركة استلهمت تجربة ثورات "الربيع العربي". ويختلف بزي تماماً مع هذا الرأي، قائلا ً إن تظاهرات وول ستريت واليونان وأسبانيا وموجات العنف في فرنسا في 2010 وأحداث الشغب في لندن لا تربطها أي صلة بالربيع العربي، ويضيف: "هي شبيهة بموجة الاحتجاجات والتظاهرات بفترة الثمانيات ضد الريغانية والتاشترية. هي حركات مطلبية إصلاحية وليست لإسقاط النظام، هي سخط اجتماعي وطبقي وليست حركات سياسية بالمعنى الفعلي".

ويوافقه الرأي بيكرت، متفقاً مع ما جاء في جريدة تاغستسايتونغ التي اعتبرت أن حالة الاستياء التي تسود الشارع الأمريكي نتيجة سياسة وول ستريت ضد الأغلبية العظمى من المجتمع. وأضاف بيكرت أنه يعتقد أنها حركة يسارية في جوهرها، بينما تعتبر الثورات العربية انتصارا ضد الأنظمة القمعية. لكنه يجد أن معترضي نيويورك قد يكونوا استلهموا الفكرة من الربيع العربي، واعتبروا أنه إذا كان باستطاعة شعوب تغيير نظام في مكان ما، فهم أيضاً قادرين على إحداث تغيير وأضاف: "هناك سعي إلى الاقتباس من روح حركة التحرير ولكن لا يمكننا أن نقول أن هذه الحركة أتت على خلفية في الوطن العربي".

سمر كرم

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد