1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مؤتمر الإيدز العالمي في تورنتو أمام تحدي مكافحة الإيدز بعد 25 عام على اكتشافه

ماريان وجدي ١٤ أغسطس ٢٠٠٦

يعقد من الثالث عشر إلى الثامن عشر من أغسطس/ آب الحالي مؤتمرا دوليا في تورنتو يعالج آليات مواجهة مرض الإيدز. الأمم المتحدة تحاول تحت شعار "حان الأوان لتحقيق الآمال" تكثيف الجهود العالمية لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة.

https://p.dw.com/p/8wA8
الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون من الناشطين في مجال مكافحة الإيدزصورة من: picture-alliance/ dpa

منذ اكتشاف فيروس الإيدز في عام 1981 حصد هذا مرض نقص المناعة المكتسبة المعروف باسم الإيدز أرواح 25 مليون إنسان وأصيب 65 مليون بالعدوى القاتلة. واليوم، أي بعد 25 عاما من اكتشافه لايزال هذا المرض الفتاك يصيب الآلاف خاصة في جنوب أفريقيا وآسيا. ورغم توفر الكثير من الأدوية اليوم التي تساعد على إطالة العمر بقدر المكان، إلا أن نصيب المصابين في كل من منطقة جنوب أفريقيا وآسيا من تلك الأودية لا يتعدى الخُمس. وفي الوقت نفسه فإن توفر تلك الأدوية في الدول المتقدمة أدى إلى تفاؤل مبكر وتخلي الكثيرين عن الوقاية الضرورية جدا من الإصابة به، مما أدى بدوره إلى عكس الموقف وارتفاع أعداد المصابين مرة أخرى. ومن المتوقع أن يحاول المشاركون في هذا المؤتمر الدولي، الذي يعقد كل سنتين، توحيد جهودهم للوصول إلى نتائج فعالة في مكافحة هذا الوباء.

كفاح ضد المرض وتداعياته

Esther Babalola HIV/AIDS in Sagamu, Nigeria, Medikamente
يعاني الكثير من مصابى الإيدز في أفريقيا من ارتفاع ثمن الأدوية وعدم مناسبتها للجو الحار في أفريقيا.صورة من: AP

منذ اكتشاف الإيدز أصيب به أكثر 65 مليون شخص يف شتى أنحاء المعمورة. وبجانب المعانة الجسدية فإن الكثير من المصابين بهذا المرض لا يعانون فقط من أعراضه فقط، بل يعانون في المقام الاول من تهميش واستقصاء المجتمع المحيط بهم. هذه الظاهرة لا تقتصر فقط على الدول العربية، فجلاديس من فيلادلفيا المصابة منذ عشرين عاما بالفيروس تحكي عن صديقها قائلة: "منذ أن اكتشفت عائلته إصابته بالفيروس وأمه تقدم له الطعام في أطباق وبملاعق من البلاستيك لكي تتخلص منها بعد ذلك. إنهم يعاملونه كأجذم."

ونظرا لتطور الأبحاث الطبية في الدول المتقدمة تم التوصل إلى أدوية ترفع تقدير العمر، مما رفع من استعداد المخاطرة لدى الشباب بشكل خاص في الدول الغربية، مما دفع الكثير منهم إلى الاستغناء عن الواقي الذكري إذا كان مظهر الشريك الجنسي صحيا وشابا. فانيسا من نيو يورك تظهر مدى خطورة هذا التصرف: "لقد تحدثت إلى الكثير من الشباب الذين لا يستخدمون أي نوع من الوقاية خلال ممارستهم للجنس. وعندما يسمعون أنني مصابة بالعدوى يصابون بصدمة ويسألونني: ولكن مظهرك جيد جدا! إذا ما استطعت أن أنقذ حياة شخص ما بواسطة قصتي فسيكون لحياتي مغزى." وفانيسا مصابة منذ عشرة أعوام بالفيروس. في ذلك الوقت كانت ابنتها تبلغ الثامنة. أما اليوم فيبلغ عمرها ثمانية عشر عاما. ولا تتمنى فانيسا كل يوم أكثر من أن ترى ابنتها وتتحدث معها، وأن تعيش لترى يوم تخرج ابنتها من الجامعة. "لا يهمني كيف. أود أن أرى ابنتي معتمدة على نفسها."

السيدات والأطفال محور المؤتمر

Bill und Melinda Gates in Mosambik
أغنى رجل في العالم بيل جيتس وزوجته مليندا من الناشطين في مكافحة الأيدز، هنا في لقطة في موزمبيق.صورة من: picture-alliance / dpa

ومن جانبه، يؤكد كوفي عنان، السكرتير العام للأمم المتحدة أن مؤتمر تورنتو يجب أن يركز على السيدات والأطفال لأنهم في كثير من المجتمعات لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم في مواجهة الإيدز. وهو يقول في هذا السياق: "في الكثير من الأحيان لا تستطيع المرآة الالتزام بممارسة الجنس المأمون، فهي تضطر إلى ممارسة الجنس غير المأمون لتوفير سبل الحياة لها ولأطفالها." وفضلا عن ذلك يلقي مؤتمر العام الحالي الضوء على جنود مجهولين في نطاق مكافحة الإيدز. فالكثير من الجدات يتولين تربية أحفادهن بعد وفاة الأهل. وتلك المجموعة لم يدرك أحد من قبل أهميتها في الكفاح ضد هذا الوباء. هذا العام تجتمع مجموعة من الجدات الكنديات والأفريقيات لجمع الدعم الجدات اللاتي يتولين تربية أحفادهن.

يوفر موقع المؤتمر http://www.aids2006.org معلومات شاملة حول الاشتراك في المؤتمر والسفر إلى تورنتو ويزود المهتمين كذلك بالبرنامج الكامل. وفي إطار البرنامج يخطط للتحاور في نقاط مختلفة، مثل التوعية والأبحاث وسياسة التعليم والسياسة الأسرية، فالحرب ضد الإيدز ليست حربا على جبهة واحدة. وبالإضافة إلى ذلك فإن منظمو المؤتمر يبذلون أقصى جهودهم من أجل الحصول على دعم مالي أكبر من السلطات الرسمية في كل أنحاء العالم. فالمعروف أن أكبر داعم لأبحاث الإيدز ليست حكومة، ولكنه بيل جايتس، مؤسس شركة مايكروسوفت العملاقة وأغني رجل في العالم، الذي تبرع في شهر يوليو/ تموز الماضي بمبلغ 287 مليون دولار للمؤسسة الخيرية التي أنشأها مع زوجته، والتي تعد أكبر مؤسسة من نوعها في العالم. يجدر بالذكر أن الأمم المتحدة فشلت في تحقيق الهدف الذي وضعته والذي تمثل في تزويد ثلاثة ملايين مصاب بالفيروس بالأدوية اللازمة. فهل ينجح المؤتمر أن يراعي الدول الفقيرة والتي في أمس الحاجة للأدوية في خططه وقراراته لهذا العام؟