1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مؤتمر "أصدقاء ليبيا" أنهى تغريد الجزائر خارج السرب العربي

١ سبتمبر ٢٠١١

وجه مؤتمر"أصدقاء ليبيا" الدولي دعما سياسيا للمجلس الانتقالي وتعهدات بتمكينه من استعادة الأموال الليبية المجمدة في الخارج. الدول العربية كان حضورها بارزا في مؤتمر باريس وأثنى الرئيس ساركوزي على دورها في إسقاط القذافي.

https://p.dw.com/p/12RmV
صورة من: dapd

أبدى قادة دول العالم المشاركون في مؤتمر"أصدقاء ليبيا" في باريس دعما للقيادة الليبية الجديدة، في مرحلة إعادة بناء ليبيا بعد سقوط دكتاتورية العقيد القذافي التي استمرت 42 عاما. وقد دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر صحافي في ختام مؤتمر باريس، إلى الإسراع بإعادة الأموال الليبية المجمَّدة إلى المجلس الوطني الانتقالي.

وأشاد الرئيس ساركوزي بدور الدول العربية في عمليات التحالف الدولي ضد نظام القذافي، ومن جهته أثنى الشيخ حمد بن جاسم آل ثان أمير قطر على دور الناتو "الحاسم" في إسقاط نظام القذافي. وشاركت في مؤتمر باريس الدول العربية التي أيدت منذ البدء قرار مجلس الأمن الدولي 1973، كما انضمت الجزائر إلى المؤتمر رغم ظهورها خلال الفترة الماضية كمن يغرد خارج السِّرب ولم تعترف لحد الآن بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي.

وبرأي الخبير التونسي في الشأن الليبي، كمال بن يونس مدير مجلة دراسات دولية التونسية، فإن الحضور العربي في مؤتمر باريس يكرِّس انحياز مجمل الدول العربية إلى جانب الثوار الليبيين، وتوقع بن يونس في حوارمع دويتشه فيله انعكاسات ايجابية لسقوط نظام القذافي على مسار الثورتين التونسية والمصرية ومسار الإصلاحات في منطقة شمال افريقيا برمتها، لكنه قال إنه يشاطر المخاوف من وجود مخاطر أمنية في مرحلة ما بعد القذافي، على دول الجوار الليبي.

وفيما يلي نص الحوار مع كمال بن يونس:

دويتشه فيله: ما هو تقييمك لحضور الدول العربية في مؤتمر باريس، وهل تتوقع أن يكون دورها نشيطا يعوض حضورها المحدود في العمليات العسكرية في ليبيا؟

Kamal Ben Younes Journalist Tunesien
كمال بن يونس مدير مجلة دراسات دولية التونسيةصورة من: DW

كمال بن يونس: اعتقد ان الدول العربية بمجملها كانت مؤيدة، ولو من تحت الطاولة، لعمليات الناتو ضد نظام القذافي، مثلما فعلت العواصم العربية مع التحالف الدولي الذي تشكل ضد نظام صدام حسين سنة 2003. ورغم بعض الانتقادات التي كانت تصدر من بعض العواصم العربية ضد عمليات حلف شمال الأطلسي، فإن كل الدول العربية كانت كلها تقريبا من الناحية الجوهرية إلى جانب تحالف الولايات المتحدة الأميركية والعواصم الأوروبية ضد نظام القذافي، وهي، أي الأنظمة العربية، لا تستطيع في حقيقة الأمر فعل غير ذلك، على الأقل في ظل تركيبتها الحالية.

ومن الناحية العملية، ماذا يعني وقوف الدول العربية إلى جانب الثوار الليبيين؟

خلال فترة ما قبل سقوط نظام القذافي، وقفت الدول المجاورة لليبيا وخصوصا تونس ومصر، إلى جانب دول الخليج وخصوصا قطروالإمارات العربية المتحدة، وقفت بقوة إلى جانب المعارضة الليبية، رغم التزام بعض العواصم العربية بنوع من الحياد الشكلي على الأقل، مثلما فعلت تونس التي كانت تستقبل ممثلين عن الطرفين، المعارضة ونظام القذافي.

وقد كرَّس الحضور العربي اليوم في مؤتمر باريس الانحياز والتأييد الواضح إلى جانب معارضي نظام القذافي (بالأمس)، والذين أصبحوا يمسكون بزمام الأمور ويسيطرون على معظم أجزاء ليبيا. واعتقد أن ذلك يشكل دعما سياسيا للثورة الليبية والقيادة الجديدة في طرابلس، والتي ما تزال تتشكل بهدوء وتواجهها بعض الصعوبات.

وكيف تقرأ الموقف الجزائري في سياق الدور العربي في الأزمة الليبية؟

اعتقد ان الموقف الجزائري كان خلال الأشهر الماضية منحازا نسبيا إلى نظام القذافي، والجزائر كانت من الدول القليلة التي وقفت إلى جانب العقيد القذافي بطريقة غير معلنة، وهنالك تأكيدات من مصادر ليبية ودولية وتونسية مختلفة أن الجزائر قدمت للقذافي على الأقل في مرحلة من مراحل المواجهة دعما بالوقود والتموين ومساعدات انسانية وقافلات.

ولكن طرأ تغيير على الموقف الجزائري قبل بضع أيام من سقوط القذافي، وذلك بعد اتصالات مع عواصم غربية وخصوصا الولايات المتحدة الأميركية التي تربطها بها شراكة أساسية في منطقة المغرب العربي. وأصبحت الجزائر بدورها منحازة إلى جانب الثوار، لكن تغيير موقفها تطلب ويتطلب بعض الوقت وتطورا تدريجيا، ففي الجزائر لم يكن هنالك موقفا موحدا بين أركان الحكم، ذلك أن هنالك أدوارا متعددة للديبلوماسية والمؤسسة السياسية من ناحية والمؤسسة العسكرية التي تلعب دورا قويا في القرار السياسي. وفي نهاية المطاف وبعد أخذ التوازنات المذكورة بعين الاعتبار فإن الموقف الجزائري لا يسعه سوى أن ينضم إلى باقي الدول العربية التي تساند القيادة الليبية الجديدة.

NO FLASH Libyen-Konferenz in Paris
الرئيس نيكولا ساركوزي وإلى جانبه مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الليبي الانتقالي ومحمود جبريل رئيس الهيئة السياسية التابعة للمجلسصورة من: AP

ما هي، برأيك، طبيعة الأدوار التي يمكن ان تقوم بها الدول العربية لمساعدة الليبيين في مرحلة إعادة بناء بلدهم؟

ليبيا بلد غني جدا وثرواتها كثيرة، وفي مرحلة أولى تحتاج ليبيا إلى مساعدة من الدول العربية على الصعيد الدولي من أجل استعادة الأموال الليبية المجمَّدة في الخارج. وثانيا أن لا تتدخل في الشؤون الليبية الداخلية، بخلاف ما حدث في العراق حيث أدت تدخلات بعض الأطراف العربية المتضاربة إلى إحداث دويلات داخل الدولة العراقية. فليتركوا الليبيين يختارون قيادتهم، ويدعموهم بالتجارب والخبرات ودون تورط مباشر في الشأن الليبي أو التورط في ممارسات تسببت سابقا في اجهاض الديمقراطية في العراق.

إلى أي حد ستتأثر ليبيا سلبيا بالأوضاع الصعبة في جوارها، ففي تونس ومصر حالة انتقالية بعد الثورتين، والسودان مضطرب والجزائر ليست على نفس الخط مع الثوار الليبيين، على الأقل لحد الآن؟

اعتقد أن العكس هو الصحيح فبقاء القذافي في الحكم خلال الأشهر الستة الماضية كان يشكل أكبر تحد للثورتين التونسية والمصرية وللديمقراطية في البلدين، وتسبب في مشاكل اقتصادية واجتماعية كبيرة لمصر وتونس. فمثلا تونس نزح إليها حوالي مليون شخص منهم 600 ألف لاجئ ليبي وحوالي 300 ألف آسيوي وافريقي عبروا الأراضي التونسية، وتسبب ذلك في متاعب اقتصادية للبلاد، ناهيك عن إغلاق مصانع تونسية وشركات كانت موجهة للتصدير نحو السوق الليبي.

وهنالك تهديدات بدأت تشكلها ميليشيات كتائب القذافي على الثورة التونسية وعلى مسار الإصلاحات السياسية في تونس.

واعتقد ان سقوط القذافي سيعطي فرصة كبيرة جدا لإنجاح الانتخابات التي ستنظم في 23 اكتوبر/تشرين الثاني المقبل في تونس، ودعما لمسار الإصلاح السياسي في مصر، وسيمنح دعما لمسار التغيير والإصلاح في المنطقة بكاملها، بما فيها الجزائر والمغرب وموريتانيا والسودان.

ما هو رأيك في المخاوف التي يبديها البعض إزاء ظهور تداعيات أمنية على دول الجوار بعد سقوط نظام القذافي، مثل تسرب الأسلحة والحديث عن وجود عناصر متشددة داخل الثوار؟

هنالك مخاوف حقيقية من كون الآلاف من المسلحين وبعضهم بحوزته أسلحة متطورة سواء منهم بقايا ميليشيات القذافي أو بعض الميليشيات القريبة من تنظيم القاعدة أو التنظيمات الإسلامية المتشددة وبعض قياداتها كان في افغانستان واعتقل في غوانتنامو. هنالك إذن مخاوف من كميات الأسلحة، اذا لم يتم جمعها في أقرب وقت واذا لم تبرز قيادة مركزية قوية في طرابلس تحظى بدعم كل الأطراف السياسية في ليبيا وفي الخارج، فقد تظهر توترات أمنية داخل ليبيا قد تكون لها انعكاسات سلبية على تونس ومصر أو دول افريقية أخرى، لاسيما ان الميليشيات الموالية للقذافي لها تجارب في خوض حروب أهلية وفتن داخلية وقلاقل في عدة دول افريقية من بينها السودان وتشاد وكوت ديفوار(ساحل العاج)، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا لا بد من حسمه في أقرب وقت من خلال السيطرة على سرت وآخر المعاقل التي ماتزال تسيطر عليها ميليشيات القذافي وأبنائه.

أجرى الحوار منصف السليمي

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد