1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تهديدات ضد أطباء ألمان بسبب التطعيم ضد كورونا

١٩ نوفمبر ٢٠٢١

يواجه أطباء ألمان وفرقهم الطبية تهديدات واعتداءات من معارضي التطعيم ضد فيروس كورونا. وهو الأمر الذي يضيق أعباء نفسية إضافية على كاهلهم في الوقت الذي تتزايد فيه معدلات الإصابة في البلاد.

https://p.dw.com/p/436X7
كثيرون يرفضون التطعيم ويحتجون ضده في ألمانيا لأسباب منها خوفهم من مضاعفاته
مظاهرات قام بها معارضو التطعيم في ألمانيا لأسباب مثل الخوف من مضاعفاته والقيود على حياتهم الاجتماعيةصورة من: Christian Mang/Rückblende 2020/dpa/picture alliance

 

أفاد عدد من الأطباء الألمان بتعرضهم لحوادث تنم عن سوء معاملة بشكل متزايد في عياداتهم فضلا عن تلقيهم خطابات تهديد عبر البريد من مناهضي التطعيم في جميع أنحاء البلاد. في هذا الصدد حذرت منظمات خاصة بالأطباء تواصلت معهم DW هذا الأسبوع من وجود مناخ عدائي بشكل لافت في العديد من العيادات الطبية في ألمانيا. تزامن هذا مع بلوغ إصابات كورونا في البلاد معدلات قياسية غير مسبوقة إذ سجلت ألمانيا الخميس الماضي أكبر عدد من الإصابات الجديدة في العالم بلغ أكثر من 50 ألف إصابة.

وكان مصدر الأرقام المخيفة ولاية ساكسونيا شرق البلاد إذ كان معدل الإصابة خلال أسبوع الأعلى بواقع  569 إصابة لكل مئة ألف نسمة فيما كان معدل التطعيم الأدنى إذ تم تطعيم فقط نسبة 57 ٪ من إجمالي سكان الولاية مقارنة بنسبة تطعيم بلغت 67.5٪ في باقي أنحاء البلاد. وتزامنت هذه الأرقام المقلقة في ساكونيا مع تزايد تهديدات معارضي التطعيم ضد الأطباء وهو ما أشار إليه إريك بودينديك - رئيس جمعية الأطباء في ساكسونيا. وفي مقابلة مع DW، قال: "أصبح المناخ عدائيا وتزايد التطرف بين الناس بشكل ملحوظ حتى وصل الأمر إلى أن بعض الأطباء تلقوا تهديدات بالقتل".

يرفض 15 مليون ألماني التطعيم ضد فيروس كورونا رغم حقهم بالحصول على اللقاح
يرفض 15 مليون ألماني التطعيم ضد فيروس كورونا، رغم حقهم بالحصول على اللقاحصورة من: picture-alliance/dpa/C. Schmidt

وقال إنه شخصيا تلقى تهديدات بسبب منصبه كرئيس لجمعية الأطباء، مضيفا "هذه نوعية من الرسائل التي تلقيتها عبر البريد الإلكتروني تنم على هجوم شخصي إذ تم تهديدي باتخاذ إجراءات قانونية ضدي. هناك رسائل أخرى كتب فيها عبارات مثل (أنتم فرقة إعدام) ..وعبارات أخرى من هذا القبيل". وحذر بودينديك من مغبة مثل هذه التهديدات إذ يخشى أن يقرر بعض الأطباء في ساكسونيا عدم إعطاء لقاحات كورونا جزئيا بسبب هذه التهديدات، مضيفا "بالأمس قمت بالدعوة إلى فرض التطعيم الإلزامي ورغم كل الدعم الذي حصلت عليه على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أنني متأكد من هذه الدعوة ستثير غضب معارضي التطعيم".

ويبدو أن مثل هذه التهديدات أثارت قلق الأطباء ما أضاف الأعباء النفسية على كاهلهم خاصة مع تزايد معدلات الإصابة في البلاد خاصة مع قرب دخول الجائحة عامها الثالث تقريبا. وفي ذلك، قالت أولريكه شرام-هيدر - المتحدثة باسم الجمعية الطبية في تورينغن - إن 25 طبيبا قد أبلغوا عن تلقيهم رسائل تهديد تزعم أن "اللقاحات خطيرة وتتهم الأطباء بإجراء تجارب على البشر".

وفي مقابلة مع DW، قالت شرام-هيدر- التي تلقت خطابات تهديد رغم أنها لا تقوم بتطعيم الناس - إن أسلوب كتابة هذه الرسائل ينطوي على نظرية المؤامرة فعلى سبيل المثال البعض يزعم وجود قوى غامضة تسعى للسيطرة على  الحكومة الفيدرالية. وأضافت "هناك بعض الأشخاص يرفضون ببساطة كافة التدابير ضد تفشي كورونا..أنهم يقومون بالبحث عن أسماء الأطباء وعناوينهم". بيد أن الأمر لم يقتصر على رسائل تهديد عبر البريد، بل تجاوز ذلك إلى أن أصبح المناخ اليومي في العيادات الطبية متوترا.

وما يدل على ذلك ما قامت به الجمعية الطبية في تورينغن من تنظيم مؤتمر في سبتمبر / أيلول الماضي حيث تحدث العديد من الأطباء عن حالة غضب تسود بعض المرضى في العيادات.

وفي ذلك، قالت شرام هيدر "في بعض الاحيان، تكون إجابات المرضى عن الأسئلة العادية قاسية خاصة التساؤلات عن الحصول على التطعيم.. هذه أمور يحتاج الأطباء إلى معرفتها". وإزاء ذلك، قام بعض الأطباء بإبلاغ الشرطة خوفا على سلامتهم وسلامة عائلاتهم والأطقم الطبية التي تعمل معهم، فيما اختار البعض تجاهل مثل هذه الرسائل. أما الجمعيات الطبية مثل الجمعية الطبية في تورينغن، فقد أدانت مثل هذه الرسائل وشددت على أهمية تدابير فيروس كورونا.

رغم تلقى بعض الأطقم الطبية تهديدات من معارضي التطعيم في ألمانيا، إلا أنهم يؤكدون أنهم مستمرون في تطعيم الناس
رغم تلقى بعض الأطقم الطبية تهديدات من معارضي التطعيم في ألمانيا، إلا أنهم يؤكدون أنهم مستمرون في تطعيم الناسصورة من: Philipp von Ditfurth/dpa/picture alliance

لا خوف.. الطب مهنة إنسانية

ورصدت جمعيات طبية تواصلت معها DW  عددا محدودا من التهديدات، إلا أن العديد من هذه الجميعات خاصة في برلين وساكسونيا السفلى لاحظت لهجة أكثر حدة وقسوة من المرضى. وفي ذلك، أشار المتحدث باسم الجمعية الطبية بولاية برلين إلى تزايد التعب الوبائي بين المرضى والموظفين على حد سواء، مضيفا "الأعصاب متوترة في كلا الجانبين". وأُطلق مصطلح "التعب الوبائي" على الشعور بالتعب والإعياء جراء التغيرات التي طرأت على حياة الناس خاصة نمط الحياة اليومية بسبب جائحة كورونا.

وفي هذا السياق، شهدت العاصمة برلين أكثر حالات خطورة في أكتوبر / تشرين الأول إذ أُجبرت عيادة خاصة بتقديم لقاحات كورونا على الإغلاق لعدة أيام بل وقامت بتوظيف عناصر أمن خاصة بعد تهديدات مجهولة خطيرة فيما لم يتم الكشف عن اسم هذه العيادة خوفا على سلامة الأطباء الذين لم يرغبوا في التعليق ​​للحيلولة دون تزايد حدة التصعيد.

وفي ذلك، حذر بعض الأطباء من أن التهديدات أصبحت روتينية خاصة بين الأطباء الذين يدعون إلى التطعيم ضد الفيروس عبر منصات التواصل الاجتماعي،فيما شدد عدد منهم ومن بينهم توماس سبيكر - المتحدث باسم الجمعية الطبية في ساكسونيا السفلى – على خطورة الأمر. وفي هذا السياق، قال إن الأطقم الطبية خاصة ممن يتصدرون الخطوط الأمامية لمواجهة الجائحة، بات يتعين عليها تحمل وطأة النقاش مع الناس خاصة فيما يتعلق بتدابير كورونا واللقاحات مما يمثل عبء إضافيا على كاهل هذه الأطقم.

وفي مقابلة مع DW، قال: "في بعض الأحيان يتصل الناس بالعيادات لطرح أسئلة ويبدو أنهم لا يفرقون بين الطبيب والسياسي. منذ بداية تفشي الوباء، ينخرط الأطباء والأطقم الطبية بشكل يومي في نقاشات لا تتصل بعملهم وهذا يأتي في الوقت الذي يخاطرون فيه بصحتهم. بالتأكيد هذا أيضا يعيق عملهم في علاج الأمراض الأخرى."

التهديدات لن تردعنا

ورغم ذلك، أكد فولفجانج كريشر - رئيس رابطة الأطباء في برلين وبراندنبورغ – أن مثل هذه التهديدات لن تردعه عن المضي قدما في عمله كطبيب خاصة في ظل تفشي وباء كورونا. ولم يتوقف الأمر عند خطابات التهديدات، بل قال كريشر إنه تعرض لمواقف صعبة خلال عمله إذ أبلغته إحدى المريضات ذات مرة أنها تأمل "في أن يُعاقب الجميع بسبب دفع الناس إلى التطعيم". وقال إنه لاحظ بأن هناك مرضى يأتون للتطعيم لأنهم مجبرون على تلقيه ما يجعلهم في حالة إرتباك،مضيفا "إنهم لا يرغبون في معرفة معلومات حول اللقاحات، بل يريدون فقط تلقي التطعيم ثم الانصراف، بل يمكن القول إنهم يتعرضون للضغوط لتلقي التطعيم". ورغم كل هذا، إلا أن كريشر يؤكد أن مثل هذه التهديدات لن تثنيه والطاقم الطبي الذي يعمل معه عن الاستمرار في تطعيم الناس، مضيفا "معظم المرضى ممتنون للغاية لتلقي التطعيم".

بن نايت / م ع

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد