1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كوب ـ 26 ـ اتفاق غلاسكو للمناخ بين التحفظ والتفاؤل الحذر

١٤ نوفمبر ٢٠٢١

تباينت ردود الفعل بشأن الاتّفاق الذي تبنّته قمّة كوب 26 بغلاسكو لتسريع مكافحة ظاهرة الاحترار العالمي بين التفاؤل والحذر. وصلت ما يقرب من 200 دولة للاتفاق بعد مفاوضات مكثفة على مدى أسبوعين على أمل تجنب الأسوأ لكوكب الأرض.

https://p.dw.com/p/42yAS
مؤتمر كوب 26 في غلاسكو للمناخ
أنهى المفاوضون اتفاقية تضع قواعد لأسواق الكربون ويحتمل أن تؤدي لإنفاق تريليونات الدولارات لحماية الغاباتصورة من: Christoph Soeder/dpa/picture alliance

أقرت اتفاقية كوب 26 للمناخ في  غلاسكو بأن التزامات تعهدت بها الدول حتى الآن لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض ليست كافية لمنع تجاوز ارتفاع درجة حرارة الكوكب 1.5 درجة فوق درجات حرارة ما قبل الثورة الصناعية.

وفي محاولة لحل هذه المشكلة، تطلب الاتفاقية من الحكومات تعزيز تلك الأهداف بحلول نهاية العام المقبل بدلاً من كل خمس سنوات كما كان مطلوباً سابقاً.

والتقاعس عن تحديد والوفاء بأهداف أكثر صرامة لخفض الانبعاثات سيكون له عواقب وخيمة. ويقول العلماء إن تجاوز ارتفاع الحرارة 1.5 درجة مئوية من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع كبير في مستوى سطح البحر وكوارث من بينها الجفاف الشديد والعواصف العاتية وحرائق الغابات التي هي أسوأ بكثير من تلك التي يشهدها العالم بالفعل. وقال أولوك شارما رئيس قمة الأمم المتحدة للمناخ "أعتقد أنه يمكننا اليوم أن نقول بمصداقية إننا أبقينا 1.5 درجة مئوية في متناول اليد. لكن نبضها ضعيف ولن نعيش إلا إذا أنجزنا وعودنا".

المشكلة لا تزال بعيدة عن الحل..

وبهذا الصدد، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ "الكارثة المناخيّة لا تزال ماثلة" رغم  التوصّل إلى اتّفاق  السبت في مؤتمر كوب 26 للمناخ في مدينة غلاسكو. واعتبر في بيان أنّ المؤتمر العالمي للمناخ انتهى بـ "خطوات إلى الأمام مرحّب بها، لكنّ ذلك ليس كافيًا". وقال "لسوء الحظ، لم تكن الإرادة السياسيّة الجماعيّة كافيةً للتغلّب على التناقضات العميقة" بين الدول و"حان الوقت للانتقال إلى وضعيّة طوارئ". وعدّد غوتيريش الأهداف "التي لم تتحقّق"، على غرار المساعدة الماليّة لأفقر البلدان و"إنهاء دعم الوقود الأحفوري والتخلّص من الفحم، وتحديد سعر الكربون".

وبدوره حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أنه رغم أن الاتّفاق يعتبر "خطوة كبيرة إلى الأمام"، إلا أنّ هناك عملًا "كثيرًا يتوجّب فعله". وقال بعد القمّة "لا يزال هناك عمل كبير هائل يتوجّب فعله في السنوات المقبلة". وأضاف "لكنّ اتّفاق اليوم خطوة كبيرة إلى الأمام. وما يهمّ هو أنّ لدينا الاتّفاق الدولي الأوّل على الإطلاق لخفض استخدام الفحم، وخريطة طريق للحدّ من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئويّة". وتابع رئيس الوزراء البريطاني "طلبنا من الدول أن تقوم بالتعبئة من أجل كوكبنا في كوب-26، وقد لبّت النداء". وأردف "آمل في المستقبل بأن نعتبر (قمّة) كوب-26 في غلاسكو كبداية لنهاية التغيّر المناخي، وسأواصل العمل بلا كلل لتحقيق هذا الهدف".

من جهتها  اعتبرت رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنّ الاتّفاق يُشكّل "خطوة في الاتّجاه الصحيح"، لكنّها شدّدت على أنّ "العمل لم ينته بع". وقالت في بيان إنّ هدف الحدّ من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئويّة يبقى "في متناول اليَد". واعتبرت أنّ "ميثاق غلاسكو" قد "أبقى على أهداف اتّفاق باريس (لعام 2015) حيّةً، من خلال منحنا فرصة للحدّ من ظاهرة الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئويّة".

ألمانيا: نعيش لحظة تاريخية..ولكن!

اعتبرت وزيرة البيئة في الحكومة الألمانيّة المنتهية ولايتها، الديموقراطيّة الاجتماعيّة سفينيا شولتس "أنّنا نعيش لحظة تاريخيّة بالفعل".  وأضافت "بدأ الآن التخلّص التدريجي من الفحم في كلّ أنحاء العالم" وظهر "نموذج عمل جديد". أما الناشطة السويديّة غريتا ثونبرغ، فأبدت أسفها لما انتهى إليه مؤتمر كوب 26 للمناخ السبت في غلاسكو، معتبرة أنّه لا يعدو كونه "ثرثرة". وكتبت الناشطة على تويتر إثر اختتام المؤتمر العالمي للمناخ أنّ "العمل الفعلي يتواصل خارج تلك القاعات. ولن نستسلم أبدا، أبدا". وقبل أيام قليلة، حذّرت الناشطة من أنّ أيّ اتّفاق مناخي يتحدّث عن "خطوات صغيرة في الاتّجاه الصحيح، وعن إحراز بعض التقدّم، أو التقدّم تدريجيّا"، هو اتّفاق "يُعادل الخسارة".

وتتضمن الاتفاقية لأول مرة لغة تطالب الدول بتقليل اعتمادها على الفحم والتراجع عن دعم الوقود الأحفوري وهي خطوات تستهدف مصادر الطاقة التي يقول العلماء إنها الدافع الأساسي لتغير المناخ من صنع الإنسان. وقبيل اقرار اتفاقية غلاسجو طلبت الهند أن تدعو الاتفاقية الدول إلى "التخفيض التدريجي"، بدلا من "التخلص التدريجي" من الفحم بلا هوادة. وأثار هذا التغيير الطفيف للكلمة الكثير من القلق في القاعة العامة لكن الوفود وافقت على طلب إنقاذ الاتفاقية.

المدفوعات للدول الفقيرة والمعرضة للخطر

حققت الاتفاقية بعض التقدم في مطالب الدول الفقيرة والمعرضة للخطر بأن الدول الغنية هي المسؤولة عن تمويل معظم الانبعاثات. والاتفاقية، على سبيل المثال "تحث أطراف (الاتفاقية) من الدول المتقدمة على مضاعفة توفيرها الجماعي للتمويل المناخي.. بحلول عام 2025." كما ذكرت، ولأول مرة، ما يطلق عليه "الخسائر والأضرار" في قسم التغطية بالاتفاقية. وتشير الخسائر والأضرار إلى التكاليف التي تواجهها بعض الدول بالفعل بسبب تغير المناخ، وقد أرادت هذه الدول لسنوات أموالا للمساعدة في التعامل معها. وبموجب الاتفاقية وافقت الدول المتقدمة بشكل أساسي على مواصلة المناقشات حول هذا الموضوع. وسوف نرى إلى أين يقودنا ذلك.

كما أنهى المفاوضون اتفاقية تضع قواعد لأسواق الكربون ويحتمل أن تؤدي لإنفاق تريليونات الدولارات لحماية الغابات وبناء مرافق للطاقة المتجددة ومشاريع أخرى لمكافحة تغير المناخ. ودفعت شركات وكذلك دول بها غطاء واسع من الغابات في غلاسجو نحو التوصل لاتفاق قوي بشأن أسواق الكربون التي تقودها الحكومة على أمل إضفاء الشرعية أيضا على أسواق التعويض الطوعية العالمية سريعة النمو. وبموجب الاتفاقية سيتم تنفيذ بعض الإجراءات لضمان عدم احتساب الائتمانات مرتين في إطار أهداف الانبعاثات الوطنية، لكن التجارة الثنائية بين البلدان لن يتم فرض ضرائب عليها للمساعدة في تمويل التكيف مع المناخ - الذي كان مطلبا أساسيا للبلدان الأقل تقدما.

ح.ز/ ع.غ (رويترز/ أ.ف.ب)