1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قساوسة أجانب في خدمة الكنائس الألمانية

أمين بنضريف/ أندرياس كورتسيفسكي٩ نوفمبر ٢٠١٢

تشهد ألمانيا نقصا ملحوظا في عدد المتخرجين من القساوسة الكاثوليك. ومن أجل سد هذه الفجوة تقوم ألمانيا بجلب القساوسة من دول مختلفة مثل الهند وبولندا. ولكن رجال الدين الوافدين يعانون من بعض الصعوبات اللغوية والثقافية.

https://p.dw.com/p/16fSG
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb

يقيم الأب تيتوس كاريكاسيري القداس في كثير من الأحيان مرتين في اليوم . فالقسيس يتجول بين أبرشية الكنائس الكاثوليكية الأربعة في غرب مدينة ترويسدورف الألمانية حيث يجري نقاشات مع أعضاء الدائرة الكنيسة ويقدم لهم الدعم ويقف بجانبهم في ظروفهم الصعبة. جدير بالذكر أن الأب كاريكاسيري جاء من الهند وهو أمر أضحى مألوفا في الأبرشيات الألمانية. فعلى سبيل المثال ينشط فقط في أبرشيته مدينة كولونيا 55 من رجال الدين الذين ينحدرون من الهند، كما أن هناك أيضا 136 من القساوسة من دول مثل بولندا ونيجيريا وكوريا الجنوبية. فحوالي واحد من كل سبعة من رجال الدين في المنطقة جاء من دول أجنبية. وهذا ينطبق أيضا على العديد من الأبرشيات الألمانية.

الأب تيتوس كاريكاسيري الذي ينتمي إلى الرهبنة الكرملية لم يتردد عندما سأله رؤسائه إذا كان مستعدا للخدمة في الخارج. ويريد كاريكاسيري الذي يبلغ من العمر 44 عاما تخصيص جزء من دخله للمساعدة في تنشئة القساوسة في جنوب الهند. وجاء رجل الدين الهندي في عام 2006 إلى ألمانيا وعندها لم يكن يتحدث اللغة الألمانية.

اختيار عن طريق القرعة

الأب ماتيو سيلسو سانشيز روزاريو الذي يبلغ من العمر 35 سنة كانت له تجربة مماثلة. حيث جاء هو الآخر من جمهورية الدومينيكان. و كان يريد في الأصل أن يصبح مبرمج كمبيوتر إلا أنه اختار في ما بعد دراسة الدين المسيحي: "هناك طُلب مني إن كنت على استعداد للذهاب إلى بلد آخر حيث هناك خصص في القساوسة، فقبلت بالعرض." ويضيف روزاريو سانشيز أن قرار ذهابه إلى ألمانيا جاء بعد إجراء القرعة. ومنذ عام 2010 يعمل في بلدة فاختبرغ قرب مدينة بون في ولاية شمال الراين وستفاليا.

Importpriester in Deutschland
الأب تيتوس كاريكاسيري من الهند أحد القساوسة الأجانب في الكانئس الألمايةصورة من: DW/A.Gorzewski

في الأبرشيات الألمانية هناك نقص في القساوسة المتخرجين. ففي عام 2011 لم يدخل سوى 108 قس ألماني إلى الأبرشيات على صعيد ألمانيا، في الوقت الذي دخل في سنة 1990 أكثر من 300 رجل دين إلى الرهبانية. بالإضافة إلى ذلك فإن العديد من القساوسة الألمان اقتربوا من سن التقاعد، ومن أجل الحفاظ على الخدمات الروحية والرعوية فإن الكنائس الكاثوليكية في ألمانيا في حاجة ماسة إلى قساوسة إضافيين.

ويأتي أغلب القساوسة الجدد من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. ووفق دراسة أجريت بتكليف من مؤتمر الأساقفة، فإن 1312 من رجال الدين الأجانب كانوا في الخدمة سنة 2007 في ألمانيا، وأكبر مجموعة تأتي من الهند، على الرغم من أن حوالي 17 مليون فقط من الكاثوليك يعيشون هناك. وتأتي بعدها بولندا كثاني دولة ترسل القساوسة ورجال الدين إلى ألمانيا.

مشاكل التواصل بين الكهنة ودائرة الكنيسة

مهمة رجال الدين الأجانب ليست سهلة. فالاحتفال بالقداس باللغة الألمانية يمكن التمكن منه بعد قليل من الممارسة، ولكن عمل القس الروحي يحتاج إلى إتقان اللغة الألمانية حتى يستطيع التحدث مع الناس عن مشاكلهم الشخصية والوصول إلى وجدانهم. وعلاوة على ذلك فهناك بعض الحواجز في ما يتعلق بالهوية والعقلية والثقافة الداخلية للبلد المضيف وذلك رغم من التحضيرات والاستعدادات النظرية التي يقوم بها الكهنة قبل مجيئهم. فالممارسة العملية تختلف بكثير. الأب روزاريو سانشيز يتذكر: "الشيء الذي كان على المصلين التعود عليه هو لغتي الألمانية التي كانت لا تزال في المراحل الأولى، إذا جاز التعبير."

Importpriester in Deutschland
الأب ماتيو سيلسو سانشيز روزاريو الذي يبلغ من العمر 35جاء من جمهورية الدومينيكان تم اتخير للعمل في الكنيسة بعد إجراء قرعة.صورة من: DW/A.Gorzewski

انتقاد القساوسة الأجانب لا يقتصر فقط على المشاكل اللغوية والثقافية، فهناك من يعتبر جلب رجال الدين عائقا أمام إصلاح الكنيسة وانفتاحها، خاصة في ما يخص فكرة فتح الباب القساوسة النساء أو المتزوجين وغيرها من الإصلاحات. ومن الأمور التي فاجأت الأب كاريكاسيري هو حقيقة أنه لا يمكنه التوجه إلى أعضاء الكنيسة دون موعد سابق: "في بلدي الأصلي لم أكن بحاجة لموعد لزيارة الأسر. كنت أذهب تلقائيا وأقول مرحبا. في حين أن زيارة في قرية في منطقة الراين يجب التسجيل لها قبل أسبوع. وهذا بالنسبة لي أمر صعب بعض الشيء".

ألمانيا ..أرض للدعوة والتبشير

بالإضافة إلى ذلك فإن ظاهرة الفردية وتراجع الانتماء للكنيسة والتدين في المجتمع الألماني تثير استياء رجال الدين الأجانب. فعصر نشر العقيدة الكاثوليكية من أوروبا إلى العالم قد ولى كما يقول كابلان-روزاريو سانشيز. "التبشير في أمريكا جاء من أوروبا. ولكن الأمر أصبح عكس ذلك الآن. أوروبا أصبحت أرض التبشير، إذا جاز التعبير". ويضيف رجل الدين الشاب بأسى: "لا أجد هذا جيدا، إنها حالة طوارئ".

القس الكرملي كاريكاسيري لديه وجهة نظر مماثلة: "لقد أصبحت بالفعل أرضا للتبشير"، ومع ذلك، فإن شروط الدعوة والتبشير في ألمانيا أكثر صعوبة مما كان عليه في وطنه. حيث يمكن في الهند التبشير بعقيدة جديدة بسهولة "ولكن هنا الأمور مختلفة جدا". ويضيف الأب:"إن الناس يعرفون الله. ما يفتقرون إليه ليس الإيمان، ولكن كيف يعيشون هذا الإيمان.". وهذا ما لم يعد موجودا في ألمانيا على حد تعبيره، وذلك بسبب تراجع الانشغال بالعبادات الدينية وتطبيقها.