1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فيضانات القرن.. كم يبلغ حجم الأضرار والخسائر؟

٢٢ يوليو ٢٠٢١

أعلنت الحكومة الألمانية وحكومات الولايات عن مساعدة فورية طارئة للمناطق المنكوبة وضحايا الفيضانات الأخيرة. حتى الآن لا يمكن تقدير حجم الأضرار والخسائر بدقة. لكن التقديرات الأولية تشير إلى أنها كبيرة وفادحة جداً.

https://p.dw.com/p/3xmyJ
آثار الفيضان في منطقة آرفايلر
اضرار جسمية وخسائر فادحة خلفتها فيضانات ألمانيا والحكومة تقدم مساعدة فورية طارئة للضحاياصورة من: Sebastian Schmitt/dpa/picture alliance

كثير من البيوت جرفتها الفيضانات في منطقتي آرفايلر وآيفل، لكن كم عددها وكم عدد البيوت التي صمدت ولكنها تضررت بشكل كبير ولم تعد صالحة للسكن؟ هذا ما يتضح تدريجياً مع انحسار المياه وفتح الشوارع. وماذا عما جرفته المياه معها من متاع وأثاث؟ فالكثير من قطع الأثاث والمفروشات عالقة في وحول الشوارع.

مئات المباني تهدمت، حسب مجلس بلدية منطقة آرفايلر، والكثير من الناس لم يكونوا قد أمنوا على بيوتهم وأغراضهم، إذ يقول يورغن بفيلر، عضو مجلس البلدية: "كثيرون فقدوا كل ممتلكاتهم". فكم تبلغ قيمة هذه الممتلكات؟

بالنسبة للشركات، ربما يكون حساب خسائرها أسهل. ففي مدينة باد نوينآر، غرقت شركة "FZ" لتصنيع قطع السيارات في مياه الفيضان، التي وصل ارتفاعها في مبنى الشركة إلى مترين. الشركة التي كانت تشغل حوالي 280 عاملاً ستتوقف عن الإنتاج لعدة أشهر، حيث تدفقت المياه إلى مستودعاتها وصالات الإنتاج، وجرفت معها 13 سيارة وخلفت على أرض المصنع طبقة سميكة من الطمي.

دمار شامل

تتوالى أخبار الشركات والمصانع التي دمرتها الفيضانات. ففي منطقة باد مونستر آيفل، التي تضررت كثيراً أيضاً بالفيضانات، جرفت المياه إحدى الصالات الكبيرة لبيع الألبسة، التي كانت تشغل 50 عاملاً، واختفت من المنطقة! كما أن فندق "دورينت" في باد نوينآر قد "دمر تماماً"، حسب مدير الفندق يورغ بوكلر، إذ وصلت المياه إلى الطابق الثاني. وفي مدينة ليفركوزن تم إغلاق مستشفى يعمل فيه 2500 موظف وطبيب، بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

لقد دمرت الفيضانات البيوت والمصانع والبنية التحتية، التي يقصد بها بالدرجة الأولى الشوارع وسكك الحديد. فقد أفادت شركة السكك الحديدية الألمانية "دويتشه بان" بتضرر حوالي 600 كيلومتر من السكك الحديدية بشكل جسيم في مناطق الفيضانات، من ضمنها إشارات التوجيه والجسور التي تعبرها القطارات. كم تضررت 80 محطة وموقف بسبب المياه والطمي والأنقاض. وعلى الأقل ستبقى 20 قاطرة وعربة خارج الخدمة لشهور عديدة.

أما في منطقة وادي نهر الآر، التي لم يعد بالإمكان الوصول إليها بالقطار الآن، ذلك أن سبعة جسور لعبور القطارات على الأقل، و20 كيلومتراً من سكة الحديد، قد دُمرت، و"لم تعد السكة موجودة" حسب "دويتشه بان". كما أن خط السكة الحديدية بين مدينتي ترير وكولونيا مغلق بالكامل. وحتى الآن لم تستطع الشركة تحديد كل الخسائر والأضرار التي لحقت بشبكة السكك الحديدية هناك، فالعديد من المناطق "لا يمكن الوصول إليها بعد". كما أن الشوارع والجسور المدمرة والمتضررة ستعرقل حركة المرور لوقت طويل، رغم أن الكثير من الشوارع قد تم تنظيفها وفتحها في المناطق المنكوبة.

مياه وبيوت باردة!

عملية إعادة البناء وإصلاح الأضرار ستتطلب وقتاً طويلاً. فقد أوضحت شركة توريد الغاز في منطقة آرفايلر بأن إعادة تزويد المنطقة بالغاز قد يستغرق أشهراً في أسوأ الأحوال. وقال الناطق باسم الشركة: "إن أنبوب الغاز قد اقتلع، لقد تدمر". كما يجب إعادة بناء ومد عدة كيلومترات من أنابيب الغاز "وهذا مع الأسف سيستغرق أسابيع أو أشهر حتى يتم تزويد المنطقة بالغاز مجدداً. وهذا يعني بالنسبة للمواطنين: الحصول على المياه الباردة فقط، وإذ جاء البرد ستبقى بيوتهم باردة (بدون تدفئة)". كما تسببت الفيضانات في تعطل شبكة الهاتف والإنترنت، وبالتالي عدم إمكانية الاتصال بالمناطق المنكوبة لفترة ما، حيث جرفت المياه أعمدة شبكة الهاتف وصناديق التوزيع في الشوارع.

الكل يحسب الأضرار، حيث تتوقع شركات التأمين أن تكلفها الأضرار التي وقعت جراء الفيضانات حوالي خمسة مليارات يورو، بحسب ما قال رئيس اتحاد صناعة التأمين، يورغ أسموسن، الأربعاء. وأضاف أسموسن أن "الخسائر المؤمن عليها تتراوح قيمتها بين أربعة وخمسة مليارات يورو". 

من جانبها، شكلت وزارة النقل لجنة خاصة لإعادة إعمار وإصلاح الشوارع والجسور وسكك الحديد وأعمدة شبكة الهاتف الجوال. هذا وتقدر الحكومة الاتحادية قيمة الأضرار التي لحقت بسكة الحديد والشوارع بما لا يقل عن ملياري يورو. كماأعلن وزير المالية عن رصد 400 مليون يورو كمساعدة فورية طارئة للمناطق المنكوبة مناصفة مع حكومات الولايات، كما سيتم إنشاء صندوق لإعادة الإعمار وآخر للتعافي. 

لكن كم ستدوم عملية إعادة الإعمار والإصلاح وعودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المنكوبة؟ بعد فيضانات نهر إلبه عام 2002 "استغرق إصلاح الأضرار الكبيرة ثلاثة أعوام، واحتاجت المناطق المنكوبة خمسة أعوام حتى عادت إلى طبيعتها وبدت على ما يرام"، بحسب ما يقول راينهارد كفاست، رئيس اتحاد شركات البناء في ألمانيا. وحتى الآن يتم مقارنة الفيضانات الأخيرة مع فيضانات عامي 2002 و2013، حيث لم تتضح بعد نتائج كارثة الفيضانات الحالية. وبعد الفيضانات الماضية رصدت الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات، علاوة على المساعدات الفورية الطارئة، مبلغ 8 مليارات يورو لإعادة البناء على المدى الطويل. لكن الفيضانات الأخيرة أكثر فداحة، فقط عدد الضحايا بلغ 164 قتيلاً حتى يوم الاثنين (19 تموز/ يوليو 2021) وليس من المستبعد العثور على المزيد من الجثث وارتفاع عدد الضحايا، هذا ناهيك عن مئات الجرحى.

اندرياس روستك/ ع.ج