1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل غابت بهجة عيد الأضحى في زمن كورونا؟

٣٠ يوليو ٢٠٢٠

كما في عيد الفطر الماضي يحتفل العالم العربي بعيد الأضحى هذه السنة بطقوس غير مألوفة فرضتها إجراءات الحظر والمنع بسبب فيروس كورونا. كيف تبدو هذه الطقوس مقارنة بسابقاتها، وكيف تتفاعل معها منصات التواصل الاجتماعي؟

https://p.dw.com/p/3gCAB
بسبب كورونا حصرت السعودية عدد حجاج هذا العام 2020 بنحو عشرة آلاف ما أثار الكثير من الجدل.
شعائر غير مألوفة في موسم الحج لهذا العام 2020 بسبب كوروناصورة من: Getty Images/AFP

في ظل أزمة كورونا التي يمر بها العالم لا شيء يبدو طبيعياً أو كما كان سابقاً. بعد  أن فرضت العديد من الدول حظراً شاملاً في عيد الفطر، يتم استقبال عيد الأضحى أيضاً بطقوس استثنائية هذا العام. فقد بدا المشهد غريباً ومختلفاً عما كان عليه في السنوات الماضية حين كان يحتشد مئات الآلاف من الحجاج قرب الكعبة ويدورون حولها وهم يتسابقون ويتدافعون أحياناً. غير أن مناسك حج 2020مختلفة تماماً وغير مسبوقة. إذ أعلنت السلطات السعودية تقليص عدد المشاركين في المناسك وعلى أن يكونوا من داخل المملكة فقط وسط إجراءات صحية احترازية فُرضت بسبب الوباء.

 

وذكرت وسائل إعلام محلية أن أعداد المشاركين اقتصرت على نحو 10 آلاف حاج مقارنة بنحو 2,5 مليون مسلم شاركوا في مناسك حج العام الماضي. وتوجب إخضاع المشاركين هذه السنة لفحص فيروس كورونا المستجد قبل وصولهم إلى مكة، كما سيتعين عليهم الحجر الصحي بعد الحج أيضاّ.

وحمل الحجاج في بداية الشعائر مظلات ملونة أثناء الطواف في حركة متناسقة مع إبقاء مسافة محددة بشعارات بيضاء على الأرض في مشهد تاريخي غير مألوف في أقدس أماكن المسلمين. وتصدر هذا المشهد منصات مواقع التواصل الاجتماعي حيث تفاعل كثير من المشتركين مع هذه المشاهد الاستثنائية.

وغرد أحد المشتركين في حسابه على موقع تويتر باسم صلاح بن لغبر معلقاً على ما أسماه بالمشهد التاريخي:

وشارك آخر باسم يوسف على حسابه في تويتر صوراً التقطت خلال مناسك الحج لهذا العام:

فيما غرد آخر في حسابه على موقع تويتر باسم محجوب محسن بمقارنة بين صور لموسم الحج في عام كورونا وبين الأعوام الماضية. 

البروفسور آصف أحمد مستشار رئيس جامعة ساوثهامبتون ومؤسس كلية أستون الطبية في بريطانيا يرى أن موسم الحج هذه السنة "آمن جداً" في المملكة على الرغم من تهديد فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 2700 من بين نحو 270 ألف إصابة مسجلة في السعودية.

كما وجد آخرون لكورونا جوانب إيجابية انعكست على مناسك الحج، فقد أشاد أحدهم أيضاً على حسابه في تويتر بالتنظيم الذي اتبع في موسم الحج لهذا العام في هذه التغريدة:

وبحسب استشاري الأمراض السارية الطبيب غانم الحجيلان، فإنّ موسم الحج الحالي "فرصةحقيقية للسلطات السعودية لمعرفة تأثير وأهمية ارتداء الكمامات للحد من انتشار الكثير من الأمراض الفيروسية والبكتيرية" في المستقبل.

وليست الأمراض وحدها مايقلق الحجاج عادة، نظراً للحوادث والكوارث التي تحدث نتيجة للأعداد الكبيرة كما حدث في 2015 أثناء طقوس رجم الشيطان في منى بالقرب من مكة الأمرالذي تسببّ بوفاة نحو 2300 من المصلين في أسوأ كارثة على الإطلاق في موسم للحج.

صلاة عيد الأضحى في زمن كورونا !

ومع الانتشار المتزايد والكبير لفيروس كورونا في بعض البلدان العربية، اتجهت بعض الحكومات إلى اتخاذ إجراءات عديدة لمنع تفشي الجائحة على مستوى أكبر خلال هذه المناسبة الدينية التي يقوم جوهرها على اللقاءات العائلية ولقاء الأصدقاء والاحتفالات.

ففي حين منعت بعض الدول العربية إقامة صلاة عيد الأضحى في المساجد والساحات، وحصرتها في المنازل أو مساجد محددة وفق ضوابط وقيود معينة، وافقت دول أخرى بشكل جزئي أو كلي على السماح بها. 

بالنسبة للسعودية، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية إقامة صلاة عيد الأضحى لهذا العام في الجوامع والمساجد المهيأة فقط دون الساحات المكشوفة. وحددت في وقت لاحق مئات المساجد في مختلف أنحاء المملكة لأداء الصلاة. كذلك سمحت مصر بأداء صلاة عيد الأضحى في أحد المساجد الكبرى بالبلاد فقط، وبعدد محدود.

في حين سمحت تونس للمصلين بدخول المساجد لأداء صلاة العيد مع التشديد على احترام واتباع البروتوكول الصحي.

 من جهة أخرى، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية المغربية، منع إقامة صلاة العيد في المساجد وجواز إقامتها في المنازل دون خطبة. وفي الجزائر، أعلنت اللجنة الوزارية للفتوى، في بيان، أن صلاة عيد الاضحى تؤدى في البيوت جماعة أو فرادى ودون خطبة.

وفي العراق تم فرض حظر تجوال شامل في البلاد خلال عطلة عيد الأضحى، للحيلولة دون تفشي الفيروس، ما يعني منع الصلاة في عموم المساجد والساحات.

أما في سوريا ونظراً لزيادة تفشي الوباء فقد أعلنت وزارة الأوقاف عدم إقامة صلاة عيد الأضحى المبارك في محافظتي دمشق وريف دمشق ضمن إجراءات احترازية. كما قررت الحكومة الفلسطينية إقامة صلاة عيد الأضحى، في الساحات العامة، مشددة على الالتزام بإجراءات الوقاية خلال إقامة الصلاة بالساحات، واختصار مدة الخطبة.

أضحية العيد

في عيد الأضحى، تعتبر الأضحية جزء لا يتجزأ من الطقوس المتبعة في هذه المناسبة الدينية. إذ يتوجه المسلمون إلى شراء أضحية العيد قبل حلوله بأيام لذبحها وفقاً للشعائر. وهو الأمر الذي لم يكن سهلاً هذا العام في ظل جائحة كورونا التي طالت تبعاتها الأوضاع الاقتصادية المعيشية من جهة والتدابير الاحترازية والإغلاق من جهة ثانية.

وكان عبد الوهاب بن زعيم، عضو مجلس الأمة الجزائري قد أطلق قبل أيام مبادرة تدعو إلى توجيه أموال الأضحية كصدقات للفقراء المتضررين من وباء كورونا. وكتب بن زعيم على حسابه في فيسبوك: "أعتقد أنه في ظل انتشار الوباء وجب على لجنة الفتوى النظر في إسقاط شعيرة الذبح يوم عيد الأضحى، لأنه لو تم الذبح مثلما تعوَّد عليه الجزائريون في الساحات وما تخلفه من دماء وفضلات واحتكاك العائلات والجيران والتغافر سيتمكن الفيروس من الملايين". الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في البلاد حول شرعية ذلك.

أما في المغرب وبعض الدول العربية الأخرى، فقد اتجهت المساعي إلى تخصيص سوق للأضاحي أو مسالخ خاصة تعمل ضمن تدابير وقائية ومعدات فحص خاصة بالجائحة.

وفي هذه الفترة تصدر وجه الخراف والماشية العديد من منصات مواقع التواصل الاجتماعي بين السخرية والجدية.

إذ نشر أحد المشتركين في موقع تويتر تغريدة طريفة حول أضحية العيد مشيراً إلى انتشار فيروس كورونا:

وغرد آخر معلقاً على الأوقات المناسبة لذبح الأضحية:

فيما نشر آخر باسم عبد العزيز صالح على موقعه في تويتر تغريدة يعبر عن إعجابه بالتنظيم في سوق الماشية:

كما غرد شخص باسم مشوح عبدالله المشوح على تويتر بهدف الإرشاد إلى الطريقة الصحيحة لذبح الأضحية في زمن كورونا :

وغردت مشتركة تتساءل إن كان من الأمان تبادل لحم الأضاحي كما جرت العادة:

فيما استخدم آخرون هذه المناسبة لتحضير مقاطع فيديو مضحكة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر:

الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية نشرت مجموعة من النصائح بمناسبة حلول عيد الأضحى، من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد. في تقرير إرشادي بعنوان "الممارسات المأمونة أثناء عيد الأضحى في سياق جائحة مرض كوفيد-19"، أشارت فيه إلى ملاحظة تزايد في عدد إصابات الفيروس نتيجة الأنشطة المرتبطة بشهر رمضان هذا العام، ولا سيما خلال الزيارات العائلية، والصلوات الجماعية والتجمعات الأخرى. وتمحورت النصائح حول أهمية التباعد الاجتماعي والنظافة الصحية، وارتداء الكمامة ومنع التجمعات في سياق أنشطة العيد، إضافة إلى إرشادات تتعلق بذبح الأضاحي وتوزيعها.

الكاتبة: ريم ضوا

 

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات