1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عميل من حماس: كشفت سري مع المخابرات الإسرائيلية من أجل السلام

٢٨ فبراير ٢٠١٠

جندته المخابرات الإسرائيلية عام 1996 وظل يتعامل معها عشر سنوات. ثم اعتنق المسيحية وهاجر إلى الولايات المتحدة حيث سيصدر هذا الأسبوع كتاب يروي فيه سيرته الذاتية. إنه نجل حسن يوسف أحد مؤسسي حركة حماس المعتقل لدى إسرائيل.

https://p.dw.com/p/MERa
المعلومات التي قدمها مصعب إلى الجانب الإسرائيلي أفشلت الكثير من "العمليات الإنتحارية"صورة من: AP

اعتبر مصعب حسن يوسف نجل الشيخ حسن يوسف أحد مؤسسي حركة حماس وأحد أبرز قياداتها في الضفة الغربية والمعتقل حاليا لدى إسرائيل أن كشفه عن تعاونه مع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي/ شين بيت لأكثر من عقد من الزمان يعد محاولة لأن يتحمل القادة العرب والإسرائيليون مسئولياتهم "حتى نجد حلولا أفضل لشعبي ولمنطقة الشرق الأوسط".

وكانت صحيفة "ها آرتس" الإسرائيلية نشرت يوم الجمعة الماضي مقابلة مطولة مع مصعب الذي ظل يتعاون مع الشين بيت لأكثر من عقد من الزمان، حيث كان يعد أهم مصدر للمعلومات في قيادة حركة حماس. وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات التي أمد بها إسرائيل أدت إلى كشف عدد من الخلايا إضافة إلى منع العشرات من "التفجيرات الانتحارية ومحاولات الاغتيالات التي كانت تستهدف شخصيات إسرائيلية".

ومن المقرر أن تنشر السيرة الذاتية لمصعب الذي نجح الشين بيت في تجنيده أثناء اعتقاله بين عامي 1996 و 1997 في كتاب تحت عنوان "ابن حماس" في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، وشارك في كتابته المؤلف الامريكي رون براكين. وروى مصعب في كتابه كيف وافق على التعاون مع المخابرات الإسرائيلية التي قررت إبقاءه في السجن لعدة شهور كي لا يشك أحد في حال الإفراج المبكر عنه. وفي فترة سجنه كان يحظى بثقة سجناء حماس الذين أوكلوا إليه مهمة تسجيل اعترافات الجواسيس السجناء في صفوف الحركة.

مصعب حسن يوسف ساعد في إنقاذ بيريز من محاولة اغتيال

Palästinenser Israel Hamas Exilchef Chaled Maschaal in Damaskus
حظي مصعب بثقة كبار قادة حماس لكونه نجل حسن يوسف أحد مؤسسي الحركة وزعيمها في الضفة الغربيةصورة من: AP

وقال مصعب لـ "صنداي تليجراف" في تصريحات نشرتها اليوم الأحد (28 شباط/فبراير 2010) :"سواء بالمفاوضات أو الحرب، على قادة الجانبين أن يتحملوا مسؤولية كل ما يفعلونه .. ويتعين على مواطني الجانبين أن يعرفوا ما يفعله قادتهم". وروى مصعب للصحيفة كيف أنه ساعد في إنقاذ الرئيس الإسرائيلي الحالي ووزير الخارجية، في حينها، شيمون بيريز من محاولة اغتيال.

وقال إنه كان يعمل مساعدا وسائقا لوالده عندما زار القيادي البارز في حماس عبد الله البرغوثي، وروى كيف أن والده طلب من البرغوثي وقف عمليات القتل وذلك بعد هجومين كبيرين في تل أبيب و القدس لأنه كان يخشي أن ترد إسرائيل على ذلك باجتياح الضفة الغربية. إلا أن البرغوثي كشف أنه تم بالفعل إرسال أربع عبوات ناسفة لتفجير سيارة بيريز، وبإبلاغ مصعب جهاز الشين بيت تمكن من إحباط العملية. وأوضح أنه لا يخشى الانتقام وقال "لا أرى سببا للاختفاء، وعلي أن أعمل بجد أكثر من أي وقت مضى من أجل السلام".

وأكد مصعب في حديثه للصحيفة البريطانية على حبه لوالده، وقال: "كان ولا يزال بطلا في عيني. أحبه وأتمنى أن يتخذ موقفا شجاعا ضد العنف، كما ان بإمكانه تحقيق السلام لشعبه". واعتبر مصعب أنه ساهم في إنقاذ أرواح العديد من القادة الفلسطينيين من خلال الاشتراط على الجانب الإسرائيلي في تعاملاته معه أنه لن يوافق على اغتيالهم. وشدد على أنه سيعود يوما إلى وطنه باعتبار أنه "لا مكان في العالم مثل الوطن".

جدير بالذكر أن مصعب ترك المكان الذي كان يعيش فيه في الولايات المتحدة التي لجأ إليها بعد انكشاف أمره، ويعيش حاليا في مكان سري خوفا على سلامته بعد تصريحاته الأخيرة.

(ع.ع/د ب أ)­

مراجعة: ابراهيم محمد