1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

­ طنطاوي "كان يدعم العلاقة الوطيدة بين المسلمين والمسيحيين"

١٠ مارس ٢٠١٠

توفي اليوم الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي الإمام الثاني والأربعين في تاريخ الأزهر الشريف عن عمر ناهز الثانية والثمانين عاما بعد حياة حافلة شغل خلالها الكثير من المناصب الدينية الرفيعة وأثار الكثير من الجدل.

https://p.dw.com/p/MOl4
رحيل شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي بنوبة قلبية في الرياضصورة من: AP

ولد طنطاوي في 28 تشرين أول/أكتوبر من عام 1928 في قرية سليم الشرقية في محافظة سوهاج. تعلم وحفظ القرآن في الإسكندرية، وحصل على الدكتوراه في الحديث والتفسير عام 1966 وتُدرج في التدريس الجامعي في الكليات الدينية. وكان طنطاوي من أغزر علماء الأزهر علما وله العديد من الكتب، يدًرس بعضها في المعاهد الأزهرية.

وكان الشيخ محمد سيد طنطاوي عين في 1996 شيخاً للازهر بموجب مرسوم أصدره الرئيس المصري حسني مبارك بعد أن كان مفتيا للديار المصرية منذ 1986.

وتعتبر جامعة الأزهر المرتبطة بالجامع والتي أسست في القرن العاشر أهم مركز لتعليم الإسلام في العالم. وتصدر مؤسسة الأزهر فتاوى عدة لإرشاد المسلمين.

وتتصدى هذه المؤسسة "القريبة" من السلطة المصرية لتصاعد التطرف الإسلامي من خلال دعم المؤسسات العامة المعتدلة.

انتقادات لبعض المواقف

Imam Muhammad Sayyed Tantawi
طنطاوي ساهم في الحفاظ على الوئام بين المسلمين والأقلية المسيحية في مصرصورة من: AP

غير أن الشيخ، الذي اتسم بملامح طيبة ونبرة هادئة في خطبه الدينية ،أثار الكثير من الجدل، سواء في مصر أو في العالمين العربي والإسلامي بشأن بعض مواقفه، ويصنف العديد من المراقبين الشيخ طنطاوي على أنه من المنفتحين مقارنة بالشيوخ الذين تعاقبوا على مشيخة الأزهر، إلا أن الدكتور ضياء رشوان المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية قال في تصريح لدويتشه فيله "إن فتواه ومواقفه تجاه عدد من القضايا التي جاءت أقرب إلى موقف الحكومة المصرية أخرجته من التصنيف التقليدي (المنفتح و المحافظ) ووضعته في تصنيف آخر و هو القرب من الدولة."

ففي أغسطس عام 2003 أصدر طنطاوي الذي وصفه البعض بأنه "شيخ الحكومة" قراراً بوقف الشيخ نبوي محمد العش رئيس لجنة الفتوى، لأنه أفتى بعدم شرعية مجلس الحكم الانتقالي العراقي وحرم التعامل معه وهو ما كان يتماشى مع موقف الحكومة المصرية من الحرب في العراق. وقامت الدنيا ولم تقعد عندما أدلى رجل الدين المصري الأبرز بدلوه في الجدل السياسي في مصر عام 2007 وأصدر فتوى "جلد الصحفيين" عقب نشر أخبار تناولت صحة مبارك. وأثارت هذه الفتوى غضبا شديدا من قبل الصحفيين المصريين والرأي العام وتصاعد الوضع لدرجة أن الصحفي والنائب مصطفى بكري طالب بعزل شيخ الأزهر.

مصافحة بيريز

ولم يكد الجدل يتوقف بعد هذه الفتوى إلا وتجدد مرة أخرى، ففي خريف عام 2008، وبعد واقعة مصافحة طنطاوي للرئيس الإسرائيلي الحالي شيمون بيريز خلال مؤتمر لحوار الأديان في نيويورك، واجه شيخ الازهر انتقادات زادت من حدة الجدل والنقد الموجه له حيث أن شيخ الأزهر برر هذه المصافحة بأنه "لا يعرف شكل بيريز".و يقول ضياء رشوان في مقابلة مع دوتشه فله "إن شيخ طنطاوي دافع بحجج كثيرة عن هذا اللقاء، ومن أبرزها أن الدولة عقدت صلحا أو سلاما مع إسرائيل، و هو جزء من الدولة باعتباره معيناً من طرف رئيس الجمهورية، و بالتالي فهو ملتزم بقرارات الدولة"

قضية الحجاب و النقاب

Ägypten verschleierte Frauen
واجه طنطاوي انتقادات من بعض الإطراف الإسلامية لمواقفه المتعلقة بالحجاب و النقابصورة من: AP

وكان اسم الشيخ طنطاوي تصدر عناوين الصحف عام 2003 بعد أن أدلى برأيه في مسألة منع فرنسا للحجاب في المدارس عقب استقبال وزير الداخلية الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي، وقال طنطاوي إن من حق السلطات الفرنسية منع الحجاب في مدارسها ومؤسساتها الحكومية باعتبار الأمر شأنا داخليا.

وقوبل هذا الرأي بانتقادات شديدة من المسلمين في مصر وخارجها ولكنه كان محل ترحيب بشكل غير مباشر من المسئولين المصريين الذين رأوا أيضا أن القرار شأن داخلي وأن الخلاف بين العلماء فيه رحمة. وأثار طنطاوي الجدل مرة أخرى العام الماضي، وهذه المرة حول النقاب الذي منع ارتداءه داخل الفصول الدراسية فى معاهد الفتيات وهو الجدل الذي بدأ بعد أن أمر تلميذة في المرحلة الإعدادية خلال جولة تفقدية قام بها في أحد المعاهد الأزهرية بخلع النقاب، وقال لها إن النقاب مجرد عادة ولا علاقة له بالدين الإسلامي من قريب أو بعيد."

"لكل دينه والوطن للجميع."

و يرى المراقبون أن شيخ طنطاوي ساهم في الحفاظ على الوئام بين المسلمين والأقلية المسيحية في مصر، و يقول الدكتور نبيل صموئيل المدير العام للهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية أن الشيخ محمد سيد طنطاوي "كان يدعم باستمرار العلاقة الوطيدة بين المسيحيين و المسلمين و ذلك بصورة جيدة جدا، و تمثل ذلك في لقاءاته المستمرة مع قيادات الكنيسة في مصر" و يقول صموائيل الذي عرفه عن قرب ان كان يردد دائما عبارة "الكل له دينه و الوطن للجميع " .

ويشير العديد من المراقبين إلى العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه بالبابا شنودة الثالث، بابا الأقباط الأرثوذكس، والتنسيق الدائم الذي كان بينهما سيما في وقت الازمات، و يضيف الدكتور صموئيل أن" طنطاوي كان يرفض التطرف و الإرهاب سواءا داخل مصر أو خارجها، و كان يدعم السلام و الوئام بين البشر"

(ي ب / د ب ا، رويترز)

مراجعة: منى صالح