1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صدمة وهزة سياسية كبرى تنبئ بتغييرات جذرية في الشرق الاوسط

خالفت النتائج الأولية غير الرسمية جميع التوقعات. المجتمع الفلسطيني منقسم وصدمة على المجتمع الدولي. حماس تتحدث عن "شراكة سياسية" وترفض الحديث مباشرة عن تشكيل الحكومة. استقالة الحكومة الفلسطينية والأنظار تتجه إلى عباس

https://p.dw.com/p/7rEC
فلسطين إلى أين بعد فوز حماس؟صورة من: AP

أعلنت لجنة الانتخابات في الأراضي الفلسطينية اليوم الخميس فوز حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية لتتفوق بذلك على خصمها السياسي الرئييسي حركة "فتح" التي هيمنت على مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني. وبحسب المختصين، فإن فوز الحركة الإسلامية بأغلبية أصوات الناخبين يعتبر زلزالا سياسيا قد يدفن فرص إقامة سلام مع إسرائيل. وقال المراقبون إن فوز "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية والتي أقرت بها "فتح" قبل إعلان النتائج الرسمية لن يقود بشكل تلقائي للإطاحة بالرئيس محمود عباس الذي انتخب العام الماضي رئيسا للفلسطينيين. من جانبه، أعلن عباس أنه قد يقدم استقالته إذا لم يتمكن من مواصلة سياسته السلمية. هذا ومن المتوقع أن يدفع فوز "حماس" إسرائيل إلى اتخاذ المزيد من الخطوات أحادية الجانب بعد انسحابها من قطاع غزة العام الماضي لرسم حدودها النهائية على الاراضي الفلسطينية المحتلة التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم المستقبلية عليها.

Wahlen in Palästina Machmud Abbas
هل يتحول الرئيس الفلسطيني الى رئيس فخري للتشريفات فقط؟صورة من: AP

وأكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اليوم الخميس أنه يجب على الجميع "احترام نتائج الانتخابات التشريعية" التي جرت الاربعاء في الأراضي الفلسطينية وفازت فيها حركة المقاومة الاسلامية "حماس" على ما يبدو. وقال عباس في بيان رسمي تلاه الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة "أدعو جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون والقبول بإرادة الشعب الحرة". وأضاف أن الانتخابات "جرت بنزاهة و شفافية ونطلب من الجميع احترام هذه نتائجها".

حكومة قريع تستقيل

Palästinenser Regierung in Ramallah
حكومة قريع تستقيل في رام اللهصورة من: AP

وبعد أن تأكد فوز حركة "حماس" بالانتخابات، قدم رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع استقالة حكومته. وقبل الرئيس عباس هذه الاستقالة، قائلا إنه يدرس الآن أمر تكليف "حماس" بتشكيل الحكومة. وأعلن مسؤول إسرائيلي أن رئيس الوزراء بالوكالة أيهود أولمرت سيدعو اليوم الخميس إلى اجتماع أمني طارىء لبحث تداعيات فوز حركة المقاومة الاسلامية في الانتخابات التشريعية. ويقول المراقبون إن احتمال تشكيل حكومة بقيادة الحركة الاسلامية هو أكبر أزمة سيواجهها رئيس الوزراء بالوكالة منذ توليه السلطة إثر تعرض رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون لوعكة عقبها معاناته من مشاكل صحية كبيرة تطلبت نقله إلى المستشفى في 4 كانون الثاني/يناير. وقال المسؤول الإسرائيلي إن أولمرت سيدعو كبار مسؤولي الجيش والأمن وكذلك وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ووزيرة الخارجية والعدل تسيبي ليفني لبحث عواقب نتيجة الانتخابات. وكانت إسرائيل حذرت من أن فوز "حماس" في الانتخابات سيؤدي الى بقاء عملية السلام مجمدة.

"شراكة سياسية"

Wahlen in Palästina Hamas Ismail Hanijeh
إسماعيل هنية اليوم في غزةصورة من: AP

من ناحيته، حرص قيادي الحركة الإسلامية إسماعيل هنية في معرض تعليقه على نتائج الانتخابات على التركيز على لفظ مصطلح "الشراكة السياسية"، محاولا تجنب استخدام لفظ "حكومة". وسيتضح في الأيام والأسابيع القادمة ما هو تصوره لمفهوم "الشراكة السياسية". وردا على سؤال في مؤتمر صحافي حول موقف "حماس" من تشكيل الحكومة المقبلة بعد استقالة أحمد قريع، قال هنية إن موضوع الحكومة "ستوليه حماس أهمية بالغة في الفترة القادمة." وأضاف "سنبدأ بإجراء مشاورات مكثفة مع أبو مازن وفتح وبقية القوى على صيغة الشراكة السياسية القادمة". وتابع "سنبدأ في القريب العاجل مشاورات على أوسع نطاق داخل الساحة الفلسطينية (...) سنجري مشاورات مكثفة مع الأخ الرئيس أبو مازن والأخوة في "فتح" وبقية القوى والفصائل حتى نتفق على صيغة وشكل وطبيعة الشراكة السياسية في المرحلة القادمة". وأكد هنية أن "حماس "خاضت الانتخابات لتعزيز مبدأ الشراكة". وتابع "نحن لا ننظر أن طرفا سيأتي وطرفا يذهب وأن فتح تذهب وحماس ستأتي. نريد أن نأتي معا ونعمل من أجل مواجهة التحديات المفروضة على الشعب الفلسطيني والمعركة ما زالت طويلة". واستطرد قائلا "من المبكر أن نقول إن "حماس" أصبحت سلطة. "حماس" أصبحت جزءا من المجلس التشريعي وحصلت على الاغلبية في هذا المجلس (...) والمجلس التشريعي أعلى سلطة في النظام السياسي الفلسطيني". وأكد مجددا على "الشراكة السياسية مع الاخوة في "فتح" مع الأخوة في الجهاد ومع الجبهتين الشعبية والديموقراطية ومع كل أطراف المقاومة، عازيا ذلك إلى أن الشعب ينتظر تحولات ايجابية". وفيما يتعلق بمفاوضات السلام قال أحد مسؤولي "حماس" إنه لا يرى من الضروري أن نضع أنفسنا وشعبنا في هذا الخندق المظلم الذي لن يحقق شيئا." لكن مسؤولا بارزا من "فتح" قال اليوم إن الحركة التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ترفض الاشتراك في أي حكومة ائتلافية تشكلها "حماس" بعد فوزها في الانتخابات. وكانت نتائج ثلاثة استطلاعات رأي للخارجين من مراكز الاقتراع قد توقعت فوزا بفارق ضئيل لفتح في التنافس على مقاعد المجلس التشريعي البالغ عددها 132 مقعدا. وبلغت نسبة المشاركة 78 بالمئة.

ردود فعل: احترام التجربة وصدمة بالنتائج

Präsident Bushs Rede in New Orleans
العالم بانتظار موقف أمريكي رسمي من فوز حماسصورة من: AP

وفي معرض الحديث عن ردود الفعل الدولية، قال الرئيس الامريكي جورج بوش أمس الأربعاء إنه "لن يتعامل مع حماس ما لم تعترف بوجود دولة اسرائيل." ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن بوش قوله "في رأيي أن الحزب السياسي ينبغي له كي يكون حزبا سياسيا وأن يدعو إلى السلام حتى يحافظ على هذا السلام." ونقلت الصحيفة عن بوش قوله "ومن هنا يمكنكم استنتاج الطريقة التي سأتعامل بها مع حماس إذا انتهى بها الأمر إلى وضع تتولي فيه مسؤولية. والإجابة هي لن نتعامل معهم إلا إذا تخلوا عن رغبتهم في تدمير إسرائيل." وعلى الرغم من ظهور مؤشرات في وقت سابق هذا الاسبوع على أن "حماس" قد تكون مستعدة لفتح حوار غير مباشر مع إسرائيل فقد عادت أمس الاربعاء لتؤكد نهجها المتشدد بالقول إنها "لن تغير ميثاقها ولن تلقي السلاح." من جهته أعلن منسق السياسة الأمنية والخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا اليوم الخميس أن فوز "حماس" في الانتخابات الفلسطينية، إذا تأكد "يمكن أن يضع الاتحاد الاوروبي أمام وضع جديد كليا." أما الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان فقد قال "أي جماعة تريد المشاركة في العملية الديمقراطية يجب أن تنزع سلاحها في نهاية الأمر لأن هناك تناقضا جوهريا في حمل السلاح والمشاركة في عملية ديمقراطية والجلوس في البرلمان. وأنا واثق أن "حماس" تفكر في ذلك أيضا."

دويتشه فيله / وكالات

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات