1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سياسة الناتو الجديدة: تكثيف التدريبات

كارلا بلايكر/ تقى هلال٢ نوفمبر ٢٠١٣

تتوجه منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد سحب قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان إلى تكثيف التدريبات، فالتدريب الذي سيجري في نوفمبر من هذا العام هو الأكبر منذ سبع سنوات وبعيداً عن أراضي حلف الناتو.

https://p.dw.com/p/1A9Dg
epa02614763 Spanish Marines ride a Super Cat semi-rigid speedboat during a military drill off coast Almeria, southern Spain, on 04 March 2011. They are taking part in the 'Noble Mariner 2011' manoeuvres that the NATO Response Force (NRF) is carrying out in the Alboran Sea in southern Spain. The NRF manoeuvre aims at verifying their level of military preparedness to participate in a possible war or a humanitarian crisis. EPA/Carlos Barba +++(c) dpa - Bildfunk+++ pixel
صورة من: picture-alliance/dpa

اثنا عشر عاماً بلغت فترة تعاونهم في أفغانستان: الإيطاليون والألمان، والبولنديون والأمريكيون، والأتراك واللاتفيون. كثير من التغيرات طرأت على حياة قوات الناتو في أفغانستان المعروفة باسم "إيساف"، بعد مرور أكثر من عقد من الزمان من العمل المشترك والحوار المتبادل. ويبلغ عدد هذه القوات 130.000 رجلاً وامرأة من 28 دول أعضاء.

انسحاب قوات الناتو من الأراضي الأفغانية في عام 2014 يعني النهاية لغالبية هؤلاء الأشخاص. ولذا، وبهدف المحافظة على التعاون، ستبدأ الناتو في السنوات القادمة بتكثيف التدريبات العسكرية. فوفقاً لرئيس الأركان العامة للناتو، فيليب بريدلوف، فإن الإستراتيجية الحديثة هي التحول " من استخدام القوات إلى المحافظة عليهم في حالة التأهب".

"Steadfast Jazz": تدريب قوات من 6000 جندي

أكبر التدريبات العسكرية للقوات من هذا النوع تتواجد منذ سبع سنوات في بولندا ولاتفيا و منطقة بحر البلطيق بين الثاني والتاسع من نوفمبر. ويشارك في هذه التدريبات المعروفة باسمSteadfast Jazz "ستيدفاست جاز" حوالي 20 دولة عضو في الناتو والبلاد المشاركة في هذا المشروع كالسويد وفنلندا وأوكرانيا، حيث تتوفر تحت أيدي 6000 جندي متدرب 350 وسيلة نقل و60 طائرة عادية ومروحية وغواصة واحدة.

وفي حوار له مع DW، أشار ضابط في الناتو إلى أنه لابد من التدرب على الوظائف الإنسانية التي تتولاها الناتو، إضافة إلى مكافحة القراصنة والإرهاب والدفاع عن أراضي حلف شمال الأطلسي. كما سيتم إعدادهم لصد هجمات عبر الإنترنت صممت محاكاةً لتلك المحتملة مواجهتها في مكاتب المدراء التنفيذيين.

The US aircraft carrier Carl Vinson (R) and the cruiser USS Bunker Hill (L) sit anchored off Manila Bay after arriving on May 15, 2011 for a four-day port of call accompanied by three other warships. The Carl Vinson is making a port call in the Philippine capital after its crew buried Osama bin Laden's remains in the Arabian Sea AFP PHOTO / JAY DIRECTO (Photo credit should read JAY DIRECTO/AFP/Getty Images)
توفر قوات الناتو في إطار تدريبات "ستيدفاست جاز" كمية ضخمة من المعدات العسكرية.صورة من: Jay Directo/AFP/Getty Images

تركز التدريبات في "ستيدفاست جاز" على قوات رد الناتو، أي فرق التدخل السريعة الممكن توجيهها إلى كل مكان، كإعصار كاترينا في الولايات المتحدة الأمريكية أو الزلزال الكبير في باكستان عام 2005.

توطيد الصلة عبر تكثيف التدريبات

يوضح خبير الناتو كارل هاينز في حوار له مع DW فائدة هذه التدريبات، إذ يمكن لقوات الرد معرفة فرص النجاح في هذه العمليات في محور ضيق. وتخدم هذه القوات الناتو من خلال استخدامهم للتجارب المتعلقة بالتغيرات التي ستطرأ على قوات إيساف ومن ثم التحالف.

" التعاون الدائم بين الدول الأعضاء والبالغة عددها 28 ميزة لقوات الناتو المقاتلة في أفغانستان وفقاً لسياسيي الحلف"، يقول كامب المنتظر تسميته مديراً أكاديمياً لأكاديمية أمن الدولة الاتحادية في برلين في الرابع من نوفمبرمن هذا العام. أما بالنسبة لعمله السابق، فقد احتل كامب لستة سنوات منصب مدير الأبحاث في كلية الدفاع التابعة للناتو في روما. " يتحلى الناتو في أفغانستان بميزات لا يملكها غيره، فاللغة ذاتها والعمليات وقوانين القيادة نفسها. فالأمر أشبه باستخدام برنامج كمبيوتر واحد بدلاً من 28".

NATO Secretary General Anders Fogh Rasmussen talks to the media during a monthly news conference in Brussels September 2, 2013. Rasmussen said on Monday he had seen evidence about an Aug. 21 attack in Syria that had convinced him that the Syrian authorities were responsible for a chemical weapons strike. REUTERS/Francois Lenoir (BELGIUM - Tags: MILITARY POLITICS)
يتوجه راسموسين إلى ضمان استمرارية تعاون قوات الناتو مع بعضها في أفغانستان.صورة من: Reuters

وبما أن هذه الأنظمة المشتركة ستتغير بعد 2014، أطلق الأمين العام للناتو، أندرس فوغ راسموسين، مبادرة "القوات المتصلة" في عام 2012 والتي تهدف إلى الحفاظ على الصلة بين القوات القتالية للبلاد العضوة في الناتو وذلك عبر تدريبات مشتركة ومكثفة، تبعاً لصفحة الناتو.

روسيا ليست العدو

يركز بريدلوف القائد الأعلى لقوات حلف الناتو على أن تواجد تدريبات "ستيدفاست جاز" في لاتفيا وبولندا على مقربة من روسيا بعيداً عن مناطق الناتو لا يهدف إلى إرسال أي رسالة كانت إلى روسيا، فمحور "ستيدفاست جاز" هو "تدريب القوات المقاتلة كأي جيش آخر". يُذكر أن الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو العسكري كانا العدو الأكبر للناتو في الحرب الباردة.

" حين يتدرب المرء، يسأل نفسه عن الحالة التي يتدرب من أجلها ومن الجهة المفترض هجومها"، يقول إيكه هارد بروسه، العالم غير المتفرغ في مؤسسة العلوم والسياسة ونائب سفير الناتو الألماني سابقاً في بروكسل. " في حالة كان التدريب في أوروبا، فإن الإجابة المباشرة على الجهة المعتدية هي روسيا". لكن الإجابة هي لا قطعياً وذلك بدليل كون روسيا من أكثر الشركاء المقربين اليوم إلى الناتو.

رسالة المشروع

Ekkehard Brose Ekkehard Brose hat mir jetzt ein Foto von sich geschickt, zu dem er die Rechte hat. ist zur Zeit Gastwissenschaftler bei der Stiftung Wissenschaft und Politik in Berlin. Er war bis vor kurzem stellvertretender deutscher NATO-Botschafter in Brüssel. Das Bild ist für einen Artikel über die NATO Übung "Steadfast Jazz".
بروسه: التدريب ليس ضد روسياصورة من: Ekkehard Brose

أجرى كل من جيش روسيا وروسيا البيضاء تدريباتهم الخاصة لقواتهم في سبتمبر، فموقع تدريب "زاباد" من ضمن آخرين على الحدود البولندية وبلاد البلطيق. وتواجدت الناتو في هذه التدريبات لأغراض المراقبة وذلك بدعوة من الجهات المتدربة. في المقابل، وجهت الناتو دعوة لروسيا لمراقبة "ستيدفاست جاز"، فمن المفروض تنفيذ كل شيء بشفافية.

إلا أن الأمور تعقدت بعد أن صرحت روسيا في بداية العام عن نيتها إنشاء قاعدة جوية في روسيا البيضاء على الحدود البولندية والليتوانية. وهذا ما يدفع بولندا وبلاد البلطيق إلى رؤية "ستيدفاست جاز" إيجابياً، وفقاً لخبير الناتو كامب:" يرسل الناتو عبر هذا المشروع الإشارة إلى البلاد المتخوفة من اعتداء عسكري عليها بأنها ستحميهم". ويضيف:" يركز التدريب في جوهره على الداخل، لا الخارج بالنسبة للناتو، فهو علامة على تأمين الدعم".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد