1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سياسة ألمانيا الخارجية وتحولات دول الربيع العربي

كيرستن كنيب/ وفاق بنكيران٢١ ديسمبر ٢٠١٢

انطلقت قبل عامين شرارة الثورات العربية في تونس وامتدت بعدها إلى بلدان أخرى، لتضع العالم بما في ذلك ألمانيا الاتحادية أمام تحديات جمة لمراجعة سياستها الخارجية تجاه ما أطلق عليها فيما بعد بدول الربيع العربي.

https://p.dw.com/p/176Ok
epa03086286 German Foreign Minister Guido Westerwelle (L) meets with the leader of the Muslim Brotherhood's Freedom and Justice Party (FJP) Mohammed Morsi (R) in Cairo, Egypt, 30 January 2012. The FJP won the majority of the Egyptian parliament seats in the latest elections, the first ones since the ousting of former President Hosni Mubaral. Westerwelle is on a four-nation regional tour EPA/mohamed omar
صورة من: picture-alliance/dpa

إلى أين تسير الثورات في بلدان الربيع العربي؟ سؤال يصعب التكهن بإجابته، لكن من المؤكد أن موجة الاحتجاجات في البلدان العربية الثائرة أخذت منحى مختلفا عما كان متوقعا. ورغم ذلك، استطاعت السياسية الخارجية الألمانية اتخاذ مسار ينطلق من دعم الثورات. هذا ما أكده أندرياس بيشكه المتحدث الرسمي عن الخارجية الألمانية ردا على أسئلة موقع DW. بيشكه قال إن "بلاده دعمت الثورة التونسية عند انطلاقها". وكما هو معلوم انطلقت من تونس الشرارة الثورية الأولى التي بلغت مصر واليمن وليبيا وسوريا والبحرين وغيرها.

وأضاف المتحدث أن بلاده أكدت باستمرار على ضرورة احترام حقوق الإنسان مهما بلغ عمق التغيرات الاجتماعية، فالحكومات الجديدة "مطالبة باحترام حقوق جميع الطبقات الاجتماعية والفئات السياسية داخل المجتمع، إضافة إلى احترام الأقليات الدينية، وكذا احترام الحقوق الأساسية للفرد".

أسس السياسة الخارجية الألمانية

في موازاة ذلك، تقودنا هذه الثورات على الجانب الآخر إلى تقييم السياسة الألمانية الخارجية في زمن ما قبل الربيع العربي، للنظر إلى طريقة تعامل برلين مع الأنظمة السابقة والتي انتفضت ضدها الشعوب. لقد كان هناك تعاون مشترك بين ألمانيا ونظامي بن علي ومبارك، سواء على مستوى أمن الحدود وملف الهجرة أو التبادل التجاري. هذا التعاون دفع بالبعض، حسب هايو لانز من مؤسسة فريدريش إيبرت المقربة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض، إلى توجيه انتقادات لاذعة إلى الحكومة الألمانية متهمة إياها بأنها "قدمت العون" إلى تلك الأنظمة وساهمت في "إطالة عمرها". ويؤكد الخبير أن احترام مبادئ حقوق الإنسان، والنزاهة وحق المشاركة السياسية وحرية التعبير والإعلام وغيرها، أُهملت في سبيل تمرير التعاون المشترك في القضايا المذكورة آنفا.

الموقف ذاته عبر عنه روبريشت بولانز عن الحزب الديمقراطي المسيحي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني حين أوضح أن سياسية بلاده الخارجية تعمل وفق خمسة أسس وهي: التعاون الاقتصادي، والتعاون المشترك في قضايا الهجرة وأمن الحدود ومحاربة الإرهاب الدولي، بالإضافة إلى "حماية حدود إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، تهدف إلى العيش بسلام في محيطها الإقليمي في إطار حل الدولتين". وفي نهاية المطاف الدفع نحو الإصلاح والدمقرطة وبناء دولة القانون واحترام حقوق الإنسان. ومنذ انطلاق الثورات العربية، بلورت ألمانيا سياستها الخارجية على هذا الأساس، باستثناء حقوق الإنسان والإصلاح التي نالت اهتماما بسيطا فقط.

Residents demand Tunisia's President Moncef Marzouki to step down, during a protest in the central town of Sidi Bouzid December 17, 2012. Protesters hurled rocks at Marzouki and Parliament Speaker Mustapha Ben Jaafar, following a speech marking the 2nd Anniversary of protests sparked by the Dec 17 self-immolation of Mohamed Bouazizi in Sidi Bouzid, that led to the ousting of President Zine El Abidine Ben Ali 28 days later on January 14, 2011. REUTERS/Mohamed Amine ben Aziza (TUNISIA - Tags: POLITICS CIVIL UNREST ANNIVERSARY)
من سيدي بوزيد انطلقت موجة الاحتجاجات، لتشمل مصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا...صورة من: Reuters

ما حدث في السابق، يستدعي اليوم حسب بولانز "العمل على ترسيخ مبدأ حقوق الإنسان وأسس دولة القانون". ويمكن تحقيق ذلك عبر الحوار خاصة في الحالة المصرية، إذ يقول الأخير إن الألمان "مقتنعون بأن هذه المبادئ تصب في مصلحة المصريين أيضا، كما أنها كانت تشكل أحد مطالب الثورة". وعطفا عن ذلك، هناك "اهتمام كبير من قبل الحكومة الألمانية بأن يسود الأمن مصر، فالحركة السياحية على سبيل المثال لا يمكنها أن تشهد انتعاشا إلا إذا عاد الأمن وعمّ الأمان". ولهذا السبب تنتظر ألمانيا من أن تتحول مصر إلى ديموقراطية تمثيلية بمعناها الواسع. وهذا يعني حسب بيشكه أنه وبغض النظر عن نتائج الاستفتاء على مشروع الدستور، فإن من الواجب أن يحترم الدستور الجديد جميع الفئات الاجتماعية والأقليات الدينية.

الملف السوري

في المقابل تواجه الخارجية الألمانية مشاكل مختلفة في الملف السوري، إذ مازال العنف سيد الموقف هناك. ولا يوصي الخبير من مؤسسة فريدريش إيبيرت بأي تدخل عسكري في سوريا "نظرا للتحالفات الدولية والإقليمية المعقدة". لكنه في الوقت ذاته ينصح بدعم ائتلاف المعارضة ومدها بالسلاح، لأنه "من الصعب التمادي في غض الطرف عن انتهاكات الجيش النظامي والتي هي أقرب من جرائم الإبادة الجماعية".

ومن المعروف أن الحكومة الألمانية اعترفت بائتلاف المعارضة السورية. وبينت برلين لممثلي الائتلاف بوضوح أن عليه أن يتحول لمنبر يضم جميع قوى المعارضة بمشاربها المختلفة بما في ذلك المسيحيين والعلويين والأكراد. وأوضح الخبير أن "الألمان يطالبون الائتلاف باستغلال نفوذه لحماية المدنيين وتكريس ثقافة حقوق الإنسان".

الصراع بالشرق الأوسط

أما فيما يتعلق بملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فقد أرسلت برلين رسالة قوية إلى تل أبيب عندما امتنعت عن التصويت لصالح فلسطين "كدولة مراقبة غير عضو" في الأمم المتحدة، لأن الامتناع في حد ذاته يعتبر غزلا للطرف الفلسطيني. وأوضح بولانز بهذا الصدد أنه لم يكن بوسع بلاده "رفض المطلب الفلسطيني لأنه يتماشى مع مقررات الرباعية الدولية، بما في ذلك الاعتراف بحدود 67. وهذا يعني أن الطلب فرصة للتوصل إلى حل للنزاع". وورد في تصريح للخارجية أنه "لا يمكن التصويت ضد طلب، يعبر عن ذات الموقف الذي نتبناه من ناحية المضمون وإن جاءت صياغته اللغوية مغايرة لما رددناه في السابق".

ويعتبر لايو لانز أن التصويت بالرفض كان من شأنه إرسال رسالة خاطئة، بينما كانت الموافقة مستبعدة لكونها كانت ستشكل ضربة قوية للجانب الإسرائيلي، لكن الأهم بالنسبة للخارجية الألمانية إرسال إشارات ذات دلالات يمكن استيعابها بسهولة".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات