1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سفير الرياض الجديد ببرلين.. جاسر للهوة أن معمق للخلاف؟

١٢ فبراير ٢٠١٩

أثارت أنباء تعيين الأمير فيصل بن فرحان آل سعود سفيراً للسعودية في برلين جدلاً في الأوساط السياسية. فهناك من تفاءل بتعيين السفير المولود في ألمانيا ويجيد لغتها لرأب الصدع بين البلدين. لكن المعارضة السعودية أبدت قلقها.

https://p.dw.com/p/3DEeU
Screenshot Twitter Account von Faisal Bin Farhan Al Saud
صورة من: Twitter/FaisalbinFarhan

أكدت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أدى القسم أمام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ليكون سفيراً معيناً لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وذلك في وقت تمر فيه العلاقات بين ألمانيا والسعودية بمرحلة برود، على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مقر القنصلية السعودية باسطنبول.

وكان الأمير فيصل قد شغل منصب كبير مستشاري السفير السعودي بالولايات المتحدة، وأثيرت حوله شبهات بضلوعه في مخطط للإيقاع بالصحفي الراحل جمال خاشقجي.

ألمانيا - ترحيب "غير رسمي"

حتى هذه اللحظة، لم يصدر عن وزارة الخارجية الألمانية أي تعقيب بشأن التعيين الجديد، إلا أن من الواضح أن الموافقة الألمانية الرسمية لا تزال قيد الإجراءات الروتينية التي ترافق كل تعيين لسفير جديد.

حاولت DW التواصل غير مرة مع السفارة السعودية في برلين دون رد. لكن على الرغم من عدم وجود موقف رسمي، إلا أن حساب سفارة ألمانيا في السعودية "غرّد" بالعربية مهنئاً الأمير فيصل بن فرحان على منصبه الجديد، ليرد الأمير فيصل – الذي ولد في ألمانيا - على التهنئة باللغة الألمانية التي يجيدها:

على الجانب الآخر، كان هناك من هنأ الأمير فيصل على منصبه الجديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما كتب الأمير خالد بن سلمان، نجل الملك السعودي وشقيق ولي العهد وسفير المملكة في واشنطن على "تويتر":

مغردون سعوديون احتفلوا بالأمير والسفير الشاب:

ألمانيا والسعودية..من يجسر هوة الخلاف؟

تحيط أجواء من التفاؤل الحذر بمسألة تعيين الأمير فيصل سفيراً للرياض في برلين، مع توقعات بأن يسهم في جسر هوة الخلاف بين البلدين، والتي جاءت إثر تصريحات لوزير الخارجية الألماني السابق زيغمار غابرييل بشأن ما تردد عن احتجاز الرياض لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وإجباره على تقديم استقالته، إلى جانب الخلاف حول الحرب التي يخوضها تحالف تقوده الرياض في اليمن ومسألة تصدير السلاح الألماني للمملكة، ما جعل السعودية تستدعي سفيرها السابق الأمير خالد بن بندر بن سلطان للتشاور. لكن الرياض أعادت سفيرها مع تولي كل من هايكو ماس حقيبة الخارجية الألمانية وعادل الجبير وزارة الخارجية السعودية، ليتفق الطرفان على نبذ الخلافات بين الدولتين.

ويرى هاني نقشبندي، الإعلامي والكاتب والروائي السعودي، أنه على أهمية الدور المنتظر أن يلعبه السفير السعودي الجديد في برلين، "إلا أن المصالح المشتركة بين البلدين ستلعب دوراً أكثر أهمية في جسر هوة الخلاف بين البلدين والتي هي مع كل ذلك ليست بالكبيرة".

وأضاف نقشبندي، في مقابلة مع DW عربية، أنه "ومع طموح القيادة السعودية لتنفيذ رؤية 2030 فإنها، ستعمل على حل الخلافات مع الدول التي يهمها أن تساعد وتدعم تنفيذ تلك الخطة، وهي تستعين في ذلك بتغييرات جذرية، منها تعيين عدد من السفراء السعوديين الشباب في دول مختلفة، والذين يلعبون الآن دوراً مختلفاً للغاية عما كان يلعبه نظراءهم السابقون، ما يعطينا انطباعاً عن نظرة السعودية القادمة والتي تعتمد على الانفتاح على الجميع".

 ما الذي تخشاه المعارضة السعودية بألمانيا؟

كان الأمير فيصل بن فرحان آل سعود قد عمل بشكل مباشر مع سفير السعودية في واشنطن، الأمير خالد بن سلمان، ككبير مستشاريه. وكانت السفارة السعودية في واشنطن قد طالبت الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي بالتوجه إلى قنصلية المملكة في اسطنبول في تركيا لإنهاء أوراق زواجه، ما جعل وسائل إعلام أمريكية تشير إلى احتمال ضلوع الأمير فيصل بن فرحان مع السفير السعودي فيما كان يُرتب لخاشقجي.

خالد بن فرحان آل سعود الأمير السعودي المعارض والمقيم في ألمانيا
خالد بن فرحان آل سعود الأمير السعودي المعارض والمقيم في ألمانيا صورة من: DW

خالد بن فرحان آل سعود، الأمير السعودي المعارض والمقيم في ألمانيا، أكد خلال مقابلة له مع DW عربية أن السفير السعودي الجديد في برلين هو ابن عمه، وأضاف: "لا أستبعد مطلقاً أن يكون قد أُرسل إلى ألمانيا من أجل ملاحقة المعارضة ولا أنكر أنني أشعر بالتهديد، فقد أكون أنا المستهدف من تعيينه حتى إذا ما وقع لي مكروه لا تتورط كل الأسرة الحاكمة في الأمر ويبقى الموضوع داخل فرع عائلتنا فقط، خاصة وأنني على قائمة المطلوب اغتيالهم، وقد تعرضت بالفعل لأكثر من محاولة اغتيال واختطاف من قبل".

تعيين الأمير فيصل أيضاً أثار لدى على الدبيسي، مدير المنظمة السعودية الأوروبية لحقوق الإنسان في ألمانيا، المخاوف نفسها، مبدياً تشككه من إمكانية تعيين السفير الشاب في منصبه لفتح باب الحوار مع المعارضة السعودية بألمانيا.

وأضاف الدبيسي في مقابلة له مع DW عربية: "القيادة السعودية لا تتحلى بالحصافة في التعامل مع المعارضة، بل تحاول فقط إسقاطها بأساليب متعددة، وهي ليست في وارد استيعابها أو الحوار معها لأنها ترى في ذلك تناقضاً مع اعتدادها بنفسها ومحاولتها إظهار المعارضين على أنهم أشخاص ليس لهم تأثير. وبالتالي عندما تحاورهم فهي تقر بأن لديهم تأثيراً ومكانة وهي لا تريد ذلك أبداً".

قلق ألماني

من جانبه، يرى أولريش ليشته، عضو البرلمان الألماني عن حزب الديمقراطيين الأحرار، مبرراً لمخاوف المعارضة السعودية في ألمانيا، مضيفاً أن "سفارات وقنصليات المملكة العربية السعودية صارت تحت مراقبة خاصة في جميع أنحاء العالم بعد قضية خاشقجي".

وشدد ليشته في مقابلة له مع DW عربية على أنه "يجب أن يكون واضحاً لدى السعودية أن المجتمع الدولي لن يحتمل بأي شكل أن تتعرض حياة المعارضين السعوديين في الخارج للخطر، سواءً بالاختطاف أو غيره. ويجب أن يكون معلوماً أيضاً أن كل من هو على أرض ألمانيا مشمول بحماية الدولة الألمانية له وإذا ما شعرت الدولة بوجود أي تهديد لسلامة المعارضين السعوديين على أراضيها فسيتم تكثيف التدابير الأمنية لحمايتهم. وأكرر القول بأنه يجب احترام القواعد المؤسسة للعمل الدبلوماسي حول العالم".

أما سيفيم داجديليم، نائبة رئيس الكتلة النيابية لحزب اليسار في البرلمان الألماني وعضو لجنة العلاقات الخارجية، فقد أبدت قلقاً من تعيين الأمير فيصل بن فرحان في هذا المنصب الرفيع. وقالت داجديليم إن "مجرد الإشارة إلى احتمالات تورطه في قضية مقتل خاشقجي وكونه من الدائرة المقربة من ولي العهد السعودي أمر يبعث على الشك. كما يجعل تخوفات المعارضة السعودية في ألمانيا محل اعتبار"، مضيفة أن "الأمير فيصل - كعضو في الشركة السعودية القابضة للصناعات العسكرية - سيكون منوطاً به تمهيد الطريق لمزيد من صفقات السلاح بين السعودية وألمانيا".  

انتقادات حقوقية

"المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط” ـ وهي مؤسسة أوروبية تعنى برصد تفاعلات قضايا الشرق الأوسط في أوروبا ـ نشرت بياناً على موقعها الإلكتروني عن تحركات لمنظمات حقوقية في ألمانيا تهدف لمنع تعيين السفير السعودي الجديد لدى برلين.

وقال "المجهر الأوروبي" إن تلك المنظمات وجهت مطالبات للرئيس الألماني بمنع قبول قرار السعودية، مضيفاً أنه رصد تحركات جدية للمنظمات الحقوقية وتوجيه رسائل مباشرة إلى الرئيس الألماني لإطلاعه على "خطورة قبول تعيين الأمير فيصل وضرورة اتخاذ موقف ينسجم مع مسئولياته القانونية والأخلاقية في رفض هذا التعيين".

على الدبيسي مدير المنظمة السعودية الأوروبية لحقوق الإنسان في ألمانيا
على الدبيسي مدير المنظمة السعودية الأوروبية لحقوق الإنسان في ألمانيا صورة من: privat

مدير المنظمة السعودية الأوروبية لحقوق الإنسان في ألمانيا علي الدبيسي قال لـDW عربية إن العاملين في المجال الحقوقي بألمانيا وعدد من المعارضين البارزين "أشعروا الحكومة الألمانية بمخاوفهم من طبيعة عمل السفارة السعودية في برلين وأنها ضمن السفارات السعودية في العالم التي تمتلك عيناً مفتوحة على المعارضة، وأن من الواجب على الحكومة الألمانية أن تنتبه للأمر باعتباره يدخل في نطاق أمنها القومي، لأن هذا السلوك ليس مرتبطاً بالسفير السعودي الجديد بشخصه، وإنما هو سلوك موجود منذ أيام السفير السابق، حيث أن واحدة من مهمات السفارة السعودية بألمانيا متابعة ملف المعارضين".

من هو الأمير فيصل بن فرحان؟

لا تتوفر معلومات كثيرة بشأن السفير السعودي الجديد في ألمانيا. لكن ابن عمه الأمير السعودي خالد بن فرحان، المعارض البارز المقيم في ألمانيا، قال إن "الأمير فيصل قضى أغلب وقته خارج المملكة وتعلم في الخارج وحصل على درجة الدكتوراة من الولايات المتحدة ويجيد الإنجليزية والألمانية، وهو مرتبط بشدة بالملك وولي عهده".

وكان الأمير فيصل بن فرحان قد شغل منصب عضو مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات العسكرية. كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة السلام لصناعة الطائرات، وعمل لفترة مستشاراً في الديوان الملكي السعودي.

عماد حسن

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد