روما وباريس تطالبان بإنهاء "القمع العنيف" للمظاهرات في سوريا

استبعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التدخل في سوريا دون قرار من الأمم المتحدة. وأوضح ساركوزي اليوم الثلاثاء (26 أبريل/ نيسان)،عقب لقاء مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني في روما، أن استصدار قرار مشابه لما حدث مع ليبيا ليس مسألة سهلة. وفي هذا السياق أكد الرئيس الفرنسي أن فرنسا لن تتدخل في سوريا بدون قرار مسبق من مجلس الأمن الدولي.وأشار ساركوزي إلى أن "الوضع غير مقبول (...) لا ترسل دبابات والجيش لمواجهة متظاهرين. الوحشية غير مقبولة". وأضاف الرئيس الفرنسي "نقف إلى جانب الشعوب العربية في تطلعاتها إلى الحرية"، مؤكداً أنه "خيار تاريخي".

كما أطلق القياديان الأوربيان مناشدة مشتركة لإنهاء العنف ضد المتظاهرين في سوريا. من جانبه قال رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني: "معا نوجه دعوة قوية للسلطات في دمشق لوقف القمع العنيف للمظاهرات السلمية ونطالب جميع الأطراف بالعمل باعتدال"، معرباً عن قلقه إزاء الوضع في سوريا. يُذكر أن السلطات السورية اعتقلت اليوم الثلاثاء مئات المتظاهرين والمعارضين فيما طوق الجيش العديد من المدن والقرى، وفقا لما ذكره نشطاء سوريون.

أما فيما يتعلق بالحرب التي تدور رحاها في ليبيا بين الثوار والكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي فقد أكد ساركوزي على أنه "متفائل" بشأن نهاية النزاع في ليبيا.

تعديلات على اتفاقية شينغن

من جهة أخرى صرح رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني أن فرنسا وايطاليا تؤيدان إدخال "تعديلات" على اتفاقية شينغن "في الظروف الاستثنائية الحالية". وقال برلوسكوني: "في ظروف استثنائية نعتقد كلانا أنه يجب إدخال تعديلات على معاهدة شينغن قررنا العمل عليها معاً"، معلناً أنه قدم مع ساركوزي رسالة مشتركة إلى رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو يطلبان فيها "تعاونا اكبر" من الدول الأوروبية الأخرى على الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط. وقال الزعيمان إن اتفاقية شينغن التي تلغي الكثير من إجراءات الرقابة على الحدود يجب أن تعدل بشكل مؤقت للسماح للدول بالتعامل مع الظروف الاستثنائية. وطالبا بتشديد الرقابة على الحدود في الاتحاد الأوروبي للحد من تدفق المهاجرين من شمال إفريقيا.

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد وصل إلى روما اليوم الثلاثاء للقاء رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني متطلعاً لإنهاء خلاف بشأن الهجرة من شمال إفريقيا. ويريد ساركوزي، الذي يواجه ضغوطاً داخلية بشأن المهاجرين قبيل انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل، التوصل إلى اتفاق بشأن تشديد السيطرة على الحدود داخل الاتحاد الأوروبي مع برلسكوني قبل عرض مقترحات مشتركة على الشركاء في الاتحاد الأوروبي. وتأتي هذه الزيارة في أعقاب خلاف عميق بخصوص هذه المسألة بين باريس وروما.

(ع.غ/ د ب أ/ ا ف ب)

مراجعة:هبة الله إسماعيل