1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رائف بدوي...حرية ثمنها ألف سوط

٢٩ أكتوبر ٢٠١٥

أثار الحكم على المدون السعودي المعتقل رائف بدوي بالجلد استياء عالميا، فقد وصفته وزيرة خارجية السويد بأنه "أسلوب من القرون الوسطى"، لكن كل ما أراده بدوي هو أن يتحدث الناس بحرية وأن تُحترم حقوق المرأة في بلده.

https://p.dw.com/p/1GwbS
Raif Badawi Amnesty International Demo
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz

يُعرف عن المدون السعودي المسجون رائف بدوي الذي فاز الخميس (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) بجائزة سخاروف، بأنه المدافع عن حرية التعبير المحكوم عليه بالسجن عشر سنوات وبألف جلدة بالسوط في بلاده بتهمة الإساءة إلى الإسلام. وأثار الحكم ردود فعل منددة في العالم أجمع. فقد اعتبرت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم العقوبة "أسلوباً من القرون الوسطى"، في حين وصفه المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد الحسين بـ"القاسي وغير الإنساني".

وحكم على بدوي (31 عاماً) بألف جلدة بمعدل خمسين في الأسبوع على امتداد 20 أسبوعاً، ونُفذت الوجبة الأولى من الحكم للمرة الأولى في التاسع من كانون الثاني/ يناير الماضي. لكن بعد موجة السخط الدولي، أرجأت السلطات السعودية تنفيذ حكم الجلد ببدوي. غير أن زوجته إنصاف حيدر، أعلنت الثلاثاء الماضي عن خشيتها من استئناف عملية جلد بدوي خلال الأيام المقبلة.

ولد رائف بدوي في 13 كانون الثاني/ يناير عام 1984، تزوج من إنصاف عام 2001 ولهما بنتان وإبن. إنصاف المقيمة في كيبيك الكندية مع أطفالها الثلاثة قالت لوكالة فرانس برس إن رائف "شخص محترم جداً كما أنه والد حنون ورجل رائع". ومهدت كيبيك الطريق لبدوي للذهاب إلى كندا عبر تصنيفه كمهاجر له الأولوية لأسباب إنسانية.

وقالت زوجته إنه درس الاقتصاد وكان يدير معهداً للغة الانكليزية والمعلوماتية. لكن بدوي الذي يقرأ كثيراً عثر على ضالته في الكتابة مدافعاً بشغف عن حرية التعبير. وأوضحت إنصاف حيدر أنه "أراد أن يتحدث الناس بحرية وأن تكون حرية التعبير متاحة للجميع وأن يتم احترام حقوق المرأة والناس بشكل عام. وهذا ما شكل حافزاً دائماً له"، ولهذا أسس مع الناشطة سعاد الشمري الشبكة الليبرالية السعودية.

وكانت مؤسسة دويتشه فيله DWللأعلام قد منحت في 25 فبراير/ شباط الماضي المدون السعودي "جائزة حرية التعبير" في نسختها الأولى، وتسلمتها نيابة عنه زوجته إنصاف حيدر.

ووصفت منظمة "مراسلون بلا حدود" في باريس التي منحت بدوي جائزة حرية الصحافة لعام 2014 موقع الشبكة الليبرالية بأنه "منتدى هدفه تشجيع النقاش السياسي والديني والاجتماعي في السعودية".

صابر تحت السياط والحشد يصرخ " الله أكبر"

بدوي موقوف منذ عام 2012، بعد أن أغلقت السلطات السعودية موقعه. وهو مسلم سني على غرار غالبية السعوديين لكن موقعه الالكتروني طالب بوضع حد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة، التي تسهر على تطبيق الرؤية الوهابية الصارمة عن الإسلام.

في 2013، حكمت محكمة في جدة على بدوي بالسجن سبع سنوات و600 جلدة بتهمة الإساءة للإسلام وتأسيس شبكة ليبرالية. لكن محكمة الاستئناف شددت الحكم إلى السجن عشر سنوات وألف جلدة. وأيدت المحكمة العليا القرار في حزيران/ يونيو، بحسب حيدر. وقال شهود حضروا جلسة الجلد الأولى في جدة، أن بدوي لم يصرخ ولم يبك.

من جانبه يقول فيليب لوثر، مدير منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط، إن "بدوي سجين رأي جريمته الوحيدة هي إنشاء موقع على شبكة الإنترنت لتشجيع النقاش العلني".

وفي أول رسالة له من السجن نشرتها مجلة "دير شبيغل" الألمانية في آذار/ مارس الماضي شرح بدوي كيف أنه "نجا بأعجوبة من 50 جلدة". ويتذكر بدوي كيف كان محاطاً بحشد كان يصيح "الله أكبر" خلال عملية الجلد".

بدوي ختم رسالته بالقول: "كل هذه المعاناة حدثت لي فقط لأنني عبرت عن رأيي".

ع.غ/ م.م (آ ف ب، DW)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد