رأسمال كارل ماركس على المسرح

أبدعت فرقة "ريميني بروتوكول" المسرحية نوعاً جديداً من العروض المسرحية لتغني بذلك المشهد المسرحي الألماني. الفرقة التي تم تكريمها سابقاً على ضوء إبداعاتها لم تتوقف عن تقديم مسرحياتها عن طريق ممثلين هواة يؤدون أدوارهم بتوجيه من المخرجين هيلدغارد هاوغ ودانيال فيتزل.

تقديم 25 فصلاً في 100 دقيقة

آخر إبداعات أو صرعات الفرقة مسرحيتها الجديدة بعنوان: "كارل ماركس: الرأسمال – الجزء الأول"، نعم المقصود بذلك كتاب مؤسس الفكر الشيوعي كارل ماركس ذاته. المسرحية ليست جديدة من حيث النص المطروح، وإنما من ناحية التقديم الذي يختلف عن الشكل التقليدي المعروف. ولعل الملفت في هذا الخصوص إشراك الجمهور في صنع الحدث من خلال توزيع الكتاب عليه لقراءته والتعليق عليه. وتعرض المسرحية حاليا في مدينة دوسلدورف، وهي تدور حول الكتاب والمال ورأس المال في نفس الوقت.

آميلي نيرماير مديرة مسرح دوسلدورف مخرجة معروفة في المانيا ترى ان المسرحية تتناول المواضيع التي تشغل المجتمع الآن. أما المؤرخ الاقتصادي وناشر الكتاب توماس كاتشنسكي فيتحدث عن النص المسرحي بلغة الأرقام: "الجزء الأول من الطبعة الألمانية لكتاب رأس المال يتضمن 25 فصلاً أو 750 صفحة. لدينا فقط 100 دقيقة من الوقت لعرضه، وهذا يعني 4 دقائق لكل فصل أو دقيقة لكل سبع صفحات ونصف الصفحة. أما من حيث المضمون فإن المسرحية تتحدث عن قوانين الإنتاج الرأسمالي وتبادل السلع. ويرى كاتشنسكي أن المخرجين قد نجحا في تقديم كارل ماركس وكتابه على المسرح بشكل جيد.

إعادة الحياة إلى انجيل الشيوعية

"فشل رأس المال" يمكن ان يكون كذلك عنواناً ثانياً مناسباً للمسرحية، وعلى

خشبة المسرح نشاهد منظراً بانورامياً لإحدى جدران غرفة الجلوس مليئة بالكتب وآلة قمار وتلفاز ونسخ من الجزء 23 للكتاب. ويتم توزيع هذه النسخ على المشاهدين اثناء عرض المسرحية من أجل قراءتها.

ومن خلال عملها يمكن القول إن الفرقة أعادت الحياة إلى انجيل الشيوعية، وقدمت مادة جديدة للجدال الدائر الآن حول العمل والمال والرفاهية والعولمة.

كارين فيشر/ إعداد عارف جابو