1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ديستان.. المؤيد الشرس لأوروبا والأب المؤسس لمجموعة السبع

٣ ديسمبر ٢٠٢٠

بوفاة الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان، تفقد الساحة السياسية الأوروبية أحد أبرز الوجوه التي دافعت بشدة عن الوحدة الأوروبية. ديستان الذي وضع فرنسا على سكّة الحداثة يعتبر أيضا الأب المؤسّس لمجموعة السبع.

https://p.dw.com/p/3m9rd
الرئيس الفرنسي الراحل جيسكار ديستان
بوفاة فاليري جيسكار ديستان، تفقد الساحة السياسية الأوروبية أحد أبرز الوجوه التي دافعت بشدة عن فكرة الوحدة الأوروبية.صورة من: Stephane De Sakutin/AFP/Getty Images

إن "التاريخ لم ينصف بعد هذا الرئيس الذي أُسيء فهمه"، بهذه الكلمات نعت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية في عددها الصادر الخميس (الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2020) الرئيس الفرنسي الراحل فاليري جيسكار ديستنان، الذي وافته المنية عن عمر 94 عاماً في منزله بلوار-إيه-شير وسط فرنسا جرّاء إصابته بفيروس كورونا المستجدّ. واضافت الصحيفة أنّ الراحل كان "منسياً بعض الشيء" لدى مواطنيه على الرّغم من أنّه الرئيس الذي طوّر فرنسا "لكنّ الفضل في هذا لن يُنسب له أبداً".

أطاح بفرنسوا ميتران

وكان ديستان حين انتخب في 1974 أصغر رئيس في تاريخ الجمهورية الخامسة إذ كان عمره 48 عاماً عندما تسلّم مفاتيح قصر الإليزيه. وانخرط في الحياة السياسية في 1959، وأصبح وزيراً للمالية في 1969.

وتولّى جيسكار ديستان الرئاسة في 1974 بعدما فاز على الاشتراكي فرنسوا ميتران، الذي لم يلبث أن انتقم لهزيمته في 1981 حين فاز بالانتخابات وحرم الرئيس المنتهية ولايته من البقاء في سدّة الرئاسة لولاية ثانية.

القطيعة مع النزعة الديغولية

وشكّل عهد هذا الرئيس الوسطي قطيعة مع النزعة الديغولية المحافظة التي طبعت فرنسا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بدءاً بعهد شارل ديغول نفسه ومن ثم وريثه السياسي جورج بومبيدو. وأجرى جيسكار ديستان في فرنسا حملة إصلاحات جذرية تضمّنت تشريع الإجهاض وتحرير الطلاق وخفض سنّ الاقتراع إلى 18 عاماً.

وفي أوروبا، ساعد في الدفع قدماً نحو الاتحاد النقدي بالتعاون الوثيق مع المستشار الألماني هيلموت شميدت الذي أصبح "صديقاً" له. وعلى غرار شميدت كان الرئيس الراحل من المؤمنين بشدّة بأهمية الروابط القوية مع الولايات المتحدة.

المستشار الألماني السابق في استقبال لجيسكار ديستان عام 1980 في مدينة بتدن بادن الألمانية
المستشار الألماني السابق في استقبال لجيسكار ديستان عام 1980 في مدينة بتدن بادن الألمانيةصورة من: picture-alliance/dpa

الأب المؤسّس لمجموعة السبع

وحتى بعد خروجه من الإليزيه ظلّ هذا المؤيّد الشرس للوحدة الأوروبية يعمل في سبيل تحقيق التكامل الأوروبي، ولا سيّما حين عيّن في مطلع الألفية الثانية رئيساً للمؤتمر الأوروبي الذي وضع مشروع دستور أوروبي موحّد لكنّه لم يرَ النور. كما يُعتبر الأب المؤسّس لمجموعة السبع إذ إنّ قادة هذا النادي الذي يضمّ الدول الصناعية الأغنى في العالم اجتمعوا للمرة الأولى في 1975 بدعوة منه، في قمّة سرعان ما أصبحت موعداً سنوياً.

وحين كان سيّداً للإليزيه اشتهر الرئيس الراحل بانتهاجه أسلوب حياة أكثر تحرّراً وبساطة من أسلافه، إذ إنّه لم يتوان عن الظهور علناً وهو يلعب كرة القدم أو يعزف الأكورديون، كما لم يجد غضاضة في دعوة عدد من جامعي القمامة لتناول الإفطار أو في أن يحلّ ضيفاً يتناول العشاء في منازل مواطنين عاديين.

لكنّ خرّيح مدرستي البوليتكنيك والإدارة الوطنية، كان بقامته الطويلة والرشيقة وملابسه الأنيقة وتصرفاته الأرستقراطية جزءاً لا يتجزّأ من النخبة الفرنسية.

مواجهة اتهامات بالتحرش

وبعد فشله في الفوز بولاية رئاسية ثانية لم يعتزل السياسة بل ظلّ يمارسها، من تحت قبة البرلمان الفرنسي كما الأوروبي، وذلك حتى العام 2004 حين سقط في الانتخابات التشريعية، فاعتزل العمل السياسي.

وفي أيار/ مايو 2020 فتحت النيابة العامة الفرنسية تحقيقاً إثر ادّعاء صحافية ألمانية بأنّ الرئيس الأسبق تحرّش بها جنسياً عن طريق لمسها بشكل غير لائق مراراً في مكتبه في باريس بعد أن أجرت مقابلة معه في 2018. إلا أنّه نفى بشدّة هذه الاتهامات، واصفاً إياها بـ"البشعة".

يشار إلى أن ديستان التحق بصفوف المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية، وكان عمره 18 عاماً فقط، وشارك في تحرير باريس من المحتلّين النازيين في 1944، قبل أن يقاتل لمدة ثمانية أشهر في ألمانيا والنمسا.

ع.ش/ع.ج.م (أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد