1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دور ألمانيا في السياسة الدولية: "قوة عظمى خائفة تتأرجح بين المثالية والبراغماتية"

١١ أبريل ٢٠٠٧

منذ بداية العام الحالي تتولي ألمانيا الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي في ظل تغير ملحوظ تشهده موازين القوى العالمية. موقعنا شارك في لقاء جمع نخبة من المختصين للتعرف على طبيعة التحديات التي تواجهها سياسة ألمانيا الخارجية.

https://p.dw.com/p/AEUn
السياسة الخارجية الألمانية أمام معضلة الموافقة بين نزعة المثالية الألمانية وضرورة مواجهة تحديات الحاضرصورة من: Marco Siebertz

تتباين آراء الخبراء وصناع القرار السياسي من ناحية وغالبية الألمان من ناحية أخرى حول طبيعة الدور، الذي ينبغي أن تلعبه ألمانيا بصفتها "قوة عظمي متوسطة"، على الصعيدين الأوروبي والعالمي. ففي الوقت، الذي لا تزال فيه غالبية الألمان تميل إلى رفض العسكرة والتدخل في الصراعات الدولية والإقليمية بشكل مباشر وتفضل أن تنأى دولتهم بنفسها عن لعب دور عالمي فعال يمكن أن يهدد أمنها، تشدد غالبية الباحثين الإستراتيجيين على ضرورة تكيف السياسة الخارجية والأمنية الألمانية مع التغيرات التي تشهدها منظومة العلاقات الدولية في الوقت الراهن.

ومن أجل التعرف على طبيعة التحديات التي تواجهها السياسة الخارجية الألمانية في المستقبل القريب دعت مؤسسة كونراد أديناور، بالتعاون مع مؤسسة العلوم والسياسة والرابطة الألمانية للسياسة الخارجية، نخبة من المختصين بالسياسة الخارجية والدولية إلى المشاركة في سلسلة من الحلقات الدراسية حول هذا الموضوع في برلين.

"شرخ بين النخبة السياسية وعامة الألمان"

Karl Heinz Kamp KAS Leiter AG Außenpolitik
كارل هاينز كامب، رئيس فريق العمل الخاص بالسياسة الخارجية في مؤسسة كونراد اديناوو ومستشار المستشارة ميركلصورة من: KAS

في مستهل افتتاحه للفعالية الأولى لفت كارل هاينز كامب، رئيس فريق العمل الخاص بالسياسة الخارجية في مؤسسة كونراد اديناوو ومستشار المستشارة ميركل، انتباه المشاركين إلى "التغير الملحوظ في منظومة العلاقات الدولية، الذي يعود إلى ديناميكية العولمة وعدم قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على مواجهة كل الصراعات الإقليمية في ظل غياب سياسة أوروبية خارجية مشتركة". كما أشار كامب إلى "ضرورة الابتعاد عن المثالية وعودة العقلانية إلى آلية صياغة السياسة الخارجية الألمانية من أجل تفعيل ثقل ألمانيا أوروبيا وعالميا"، في إشارة تٌعد بمثابة تحذير من نزعة المسالمة السائدة لدى غالبية الألمان.

أما فيما يتعلق بملامح سياسة حكومة المستشارة ميركل الخارجية فأشار كامب إلى "أسلوب ميركل الجديد الذي يختلف قلبا وقالبا عن أسلوب المستشار السابق شرودر، لأن ميركل تتجنب الطابع الشخصي والدعائي خلال تعاملها مع شركائها وتركز اهتمامها على النقاط الجوهرية الهامة لألمانيا ولأوروبا". وفي ختام محاضرته المعمقة دعا كامب إلى "نشر الوعى لدى عامة الألمان بأهمية الاهتمام بالسياسة الدولية، لأنه لا يمكن فصل السياسة الخارجية في عالم اليوم عن السياسة الداخلية"، مشددا على أن "حماية مصالح ألمانيا يتطلب الخروج من فخ الخوف والتقوقع وصوغ سياسة ألمانية خارجية واضحة المعالم."

"التنين الصيني سيغير وجه عالم المستقبل"

Überall und Nirgendwo
المشاركون خلال النقاش حول خطر حرب باردة جديدةصورة من: Loay Mudhoon

وفيما يتعلق بتداعيات صعود الصين كلاعب جديد في حلبة السياسة الدولية عرض الباحث شتيفان هايد جملة من السيناريوهات التي تقدم دلائل واضحة على أن "الصين تمثل تحديا جديدا من نوعيه لضفتي الأطلسي، لأن طموح النخبة الصينية الحاكمة لا يقتصر على المشاركة في صياغة ملامح عالم المستقبل فقط، بل يمتد ليشكل نوعا جديدا من الهيمنة، التي تذكر بحقبة الاستعمار الأوروبي لدول العالم الثالث وهو ما يظهر جليا في سياسة الصين تجاه القارة السوداء".

غير أن الخبير في الشؤون الصينية حذر في الإطار نفسه من "التعامل بخوف مع تزايد نفوذ الصين"، لأن الصين تمثل "منافسا قويا يجبر النخبة الغربية على دفع عجلة الإصلاح في بلادها من اجل رفع قدراتها التنافسية". وعلاوة على ذلك حذر هايد من "تراكم ديون الدول الغربية، الذي يحد من قدرتها على مواجهة انقلابات الأسواق العالمية". وفي ختام تقييمه المفصل أشار هايد إلى أن "النخبة الأمريكية تتعاطي بشكل أكثر جدية مع التحدي الصيني من نظيرتها الأوروبية"، لذلك ينبغي على "ألمانيا العمل على تطوير استراتيجية أوروبية مشتركة ُتخرج أوروبا من فخ التحجيم الذاتي".

"نظام عالمي جديد ـ قديم"

Markus Kaim PD wissenschaftlicher Mitarbeiter der SWP
ماركوس كايم، باحث في السياسة الدولية لدى مؤسسة العلوم والسياسة البرلينيةصورة من: SWP

وعلي صعيد التحديات الراهنة قدم الباحث في السياسة الدولية لدى مؤسسة العلوم والسياسة البرلينية ماركوس كايم تحليلا رصينا للتغيرات التي شهدها عالمنا في آخر عقدين، والتي تميزت "بازدياد نسبة الحروب الإقليمية وعدد الدول المارقة وتغير نوعية النزاعات وازدياد تعقيدها، علاوة على عولمة الإرهاب". كما وضع كايم الحرب على العراق وآثارها الجيوسياسية تحت المجهر، مشيرا إلى أنها "سلطت الضوء على حدود القوة الأمريكية، التي لم تستطع فرض إرادتها في بلاد الرافدين". هذا "النظام العالمي القديم ـ الجديد"، على حد تعبير كايم، يتطلب ترميما كاملا للعلاقات بين ضفتي الأطلسي، ووضوحا في "مهام حلف شمال الأطلسي (الناتو) وطبيعة تعاونه مع الإتحاد الأوروبي، خاصة بعد ان ازداد الإهتمام في الولايات المتحدة الأمريكية بتفعيل دوره كأداة للحفاظ على الامن والإستقرار في العالم". ومن هذا المنطلق يتمثل التحدي الأكبر أمام السياسة الخارجية لألمانيا "بصفتها دولة من أغنى دول العالم وقوة عظمى خائفة في ترتيب البيت الأوروبي وتطوير سياسة أوروبية خارجية مشتركة، توفق بين الاحتياجات الأوروبية والأمريكية".

لؤي المدهون ـ برلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد