1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دبلوماسي ألماني لـDW: الغرب وصدام تصارعا على حساب شعب العراق

٢٠ مارس ٢٠٢٣

يفتح الدبلوماسي الألماني السابق هانس فون شبونيك دفتر مذكراته لـDW عن حرب العراق عام 2003 . في الجزء الأول يتحدث كيف تصارع "صدام حسين والغرب على حساب الشعب العراقي"، وكيف كان موقف الأمم المتحدة ضعيفا.

https://p.dw.com/p/4Oqr8
في الصورة عراقيون من البصرة يبحثون عن ملجأ آمن مع دخول القوات الأمريكية للبلاد (28/3/2003 )
عانى العراقيون كثيرا من الحروب المتتالية التي خاضها نظام صدّام حسين. هنا في الصورة عراقيون من البصرة يبحثون عن ملجأ آمن مع دخول القوات الأمريكية البلاد (28/3/2003 )صورة من: Nicoletti/dpa/picture alliance

هانس فون شبونيك هو دبلوماسي ألماني سابق تولّى ما بين عامي 1998 و2000 منصب منسق الشؤون الإنسانية للمنظمة الأممية في العراق، والمشرف على إدارة برنامج "النفط مقابل الغذاء" بالعراق. وفي ذكرى مرور عشرين عاماً على حرب العراق لعام 2003 وإسقاط نظام صدام على يد القوات الأمريكية في إطار تحالف دولي ضم بجانب الولايات المتحدة كلا من بريطانيا، أستراليا وبولندا، ضمن مع عرف بـ"تحالف الراغبين"؛ يفتح فون شبونيك أوراقه متحدثا عن فترة صعبة منذ عام 1990، وخصوصا قبيل حرب عام 2003.

انتهاك يعقبه انتهاك

يتطرق فون شبونيك متحدثاً إلى DW إلى البدايات الفعلية لهذه الحرب باحتلال صدام للكويت والتحركات الدولية التي رافقت ذلك. ويقول في هذا السياق: "بدأت هذه الأزمة في عام 1990 في انتهاك صارخ للقانون الدولي، باحتلال  صدام حسين  لدولة الكويت، كلنا نعرف ذلك. لكن ما لا يؤخذ في الاعتبار هو أن أزمة العراق انتهت أيضا بعد 13 عاما، في انتهاك آخر للقانون الدولي، مع الغزو الأمريكي للعراق، وبعد ذلك علينا تصور ما حدث بالفعل في هذه السنوات الـ 13 حتى عام 2003. ما الذي حدث؟ ماذا جرى هناك في العراق؟". ويوضح أكثر بالقول : "كان لدينا دائما، كلا الجانبين، صدام حسين والغرب، تصارع الطرفان على حساب الشعب العراقي".

هانز فون شبونيك : "كان لدينا دائما، كلا الجانبين، صدام حسين والغرب، تصارع الطرفان على ظهر الشعب العراقي".
هانز فون شبونيك في العراق عام 1998 صورة من: AFP/dpa/picture-alliance

وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارات كثيرة تجاه العراق بعد احتلال نظام صدام حسين لدولة الكويت في الثاني من أغسطس/ آب عام 1990، وتعرض العراق إلى عقوبات وحصار دولي على بيعه النفط وعمليات الاستيراد والتصدير وكل ما يتعلق بما يدخل العراق ويخرج منه.

وبحسب كثير من المراقبين لم يعانِ النظام السابق في العراق بسبب الحصار بقدر ما كانت آثار الحصار مؤلمة جدا بحق الشعب العراقي نفسه. ويقول الدبلوماسي الألماني السابق حول ذلك: "في البداية كانت دبلوماسية كرة الطاولة، ولم يفكر أحد بمصير الشعب العراقي. كان الأمر يتعلق بكسب النقاط هنا أو هناك، ولم يربح أحد أي نقاط، استمر السكان فقط في المعاناة .. الإحصائيات والحقائق تظهر ذلك بشكل واضح جدا".

القطب الأمريكي الأوحد

وينتقد في هذا السياق موقف المنظمة الأممية أيضا، ويوضح بالقول: "أظن أن ما هو غير معروف، هو أن مجلس الأمن والجمعية العامة، وعلى أي حال الأمين العام، كانت لهم خيارات خلال سنوات العقوبات هذه. كانت لديهم بدائل من شأنها أن تعزز القانون الدولي وتحمي الشعب العراقي، وهذا لم يتم".

لم يعاني النظام مع الحصار بقدر ما عانى الشعب العراقي
لجان الأمم المتحدة كانت في زيارات دائمة للعراق. وصور صدام حسين كانت تحتل كل شوارع العراق وساحاتها!صورة من: Ahmad Al-Rubaye/dpa/picture-alliance

ويشرح فون شبونيك كيف أثرت أحادية القطب في قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن: "في الأساس، هناك حقيقة يرثى لها وهي أن القوى الخمس التي تمثل مجلس الأمن، والتي تمثل سياسة الجمعية العامة بأكملها، لم تنجح في القيام بذلك في كل السنوات خلال هذه الأزمة، ولكن أيضا قبلها وحتى الآن أيضا، لعبت كلمة الجيوسياسي مرة أخرى لعبتها. استمرت اللعبة الكبرى وأصبح القانون الدولي محاصرا. إنه أيضا جزء من البحث الذي أجريته والذي أظهر لي، أنه كان يجب أن تكون الخيارات متوفرة على كل الأصعدة، بما في ذلك صدام حسين".

ويرى الدبلوماسي الألماني السابق أن "اللعبة الجيوسياسية في التسعينيات وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ظهرت بقوة فيها الولايات المتحدة ، كقوة مهيمنة في عالم أحادي القطب. وظهرت فكرة تغيير النظام (نظام صدام)، أو العودة إلى عصور ما قبل التاريخ والتي تم تسويقها لاحقا إلينا، لانطلاق الحرب ضد العراق".

ويضيف "في ذلك الوقت، كان هناك الكثير من الحديث عن أسلحة الدمار الشامل التي زُعِم أن صدام حسين يمتلكها. كان هناك حديث عن علاقة مزعومة لصدام حسين بالقاعدة. وزاد الخطر بشهادات ملفقة من عراقيين فروا. على سبيل المثال، مهندس كيميائي عراقي هارب، جرى التحقيق معه من قبل الاستخبارات الاتحادية الألمانية، وهو المهندس الذي اختلق قصصا، وحذر الألمان بشأنها الأمريكيين على وجه التحديد. جرى خلط كل ذلك مع بعضه بعضا".

طلاب دراسات دينية يتظاهرون مؤيديين للنظام.
كان النظام يجبر العراقييين على التظاهر وكان الشعب العراقي يعاني من تسلط نظام صدام حسين والعقوبات الغربية معا. صورة من: Karim Sahib/dpa/picture-alliance

النفط ولعب دور القائد

لم تكن حرب عام 2003 وليدة اللحظة وأحداث 11 سبتمبر 2001، بل إن "قانون تحرير العراق" تم تمريره بالفعل في الولايات المتحدة عام 1998، وهو قانون يبنى على عدوانية نظام صدام حسين منذ عام 1980 وحتى  احتلال الكويت عام 1990، وفيه يجب دعم القوى السياسية المعارضة  لصدام حسين  واستبداله بقوى ديمقراطية. ويقول فون شبونيك: "كان هذا إشارة واضحة للغاية، أنهم يريدون تغيير النظام". لكنه يعتقد "أن هذا مرتبط أيضا بحقيقة أن الأمريكيين اعتقدوا، أن زعيما قادما يتحداهم على السلطة والهيمنة في الشرق الأوسط، وهو أمر خطير. كان هذا الرجل القوي يرغب في تقديم نفسه خارج حدوده، كقائد، كزعيم، كرئيس للعالم العربي. ربما كان هذا دافعا".

لكن فون شبونيك لا يستبعد أيضا الاهتمام بمصادر النفط، ويشرح وجهة نظره بالقول: "بالطبع، كان الدافع الآخر هو أن الأمريكيين، الذين لم يكونوا مستقلين بأي حال من الأحوال عن النفط، في ذلك الوقت يهتمون بقضية ألا وهي: كيف يمكننا الاحتفاظ بالسيطرة على النفط؟" وهذا كان من أهم محاور سياسة الجمهوريين في ذلك العقد، بحسب قوله.

وفي العودة إلى "قانون تحرير العراق" يوضح أن "ذلك القانون وقّعه بيل كلينتون، الرئيس الأمريكي الأسبق عن الحزب الديمقراطي، وجرى الموافقة عليه من قبل الجمهوريين في الكونغرس. لم يكن القرار جمهوريا فحسب، بل كان من الحزبين".

ماتياس فون هاين/ عباس الخشالي

ولد الدبلوماسي الألماني السابق هانس فون شبونيك في مدينة بريمن الألمانية عام 1939. اشتغل لأكثر من ثلاثين عاماً لصالح منظمة الأمم المتحدة. وتولّى ما بين عامي 1998 و2000 منصب منسق الشؤون الإنسانية للمنظمة الأممية في العراق، والمشرف على إدارة برنامج "النفط مقابل الغذاء" بالعراق.

في عام 2003، ساهم مع الصحفي الألماني أندرياس تسوماخ في نشر كتاب تحت عنوان "العراق – أو حرب كانت مقصودة". وفي عام 2005 صدر له كتابه آخر بعنوان "الحرب الأخرى - نظام العقوبات الأممي في العراق".