1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير في شؤون البلقان لـ DW: من الضروري ضم كوسوفو لحلف الناتو

٦ أغسطس ٢٠٢٢

على ضوء التوترات الأخيرة بين كوسوفو وصربيا، يحذر الخبير في شؤون منطقة البلقان، كونراد كليفينغ في حوار مع DW، من تكرار نفس الأخطاء التي ارتكبت في الأزمة الأوكرانية ويدعو إلى ضم كوسوفو لحلف الناتو.

https://p.dw.com/p/4F4IR
نائب الأمين العام لحلف الناتو ميرسيا جيوان في لقاء مع رئيسة كوسوفو فيوزا عثماني في بريشتينا عاصمة كوسوفو
ضم كوسوفو لحلف الناتو سيضمن لها الأمن ضد تهديدات صربيا التي لم تعترف باستقلالها رسميا حتى الآنصورة من: Office of the President of Kosovo

دويتشه فيله: السيد كليفينغ ، في نهاية الأسبوع الماضي تجددت التوترات على الحدود بين صربيا وكوسوفو، ما تسبب في قلق حول العالم. هذا التوتر جاء بعد أن أرادت حكومة كوسوفو فرض قواعد سفر جديدة للمواطنين الصرب. نصت هذه القواعد على ضرورة استصدار وثيقة من سلطات كوسوفو تضاف إلى وثائق الهوية الصربية ولوحات ترخيص السيارات عند السفر.

وهو ما بررته حكومة بريشتينا بمبدأ المعاملة بالمثل في إشارة للقواعد المعمول بها في بلغراد. فصربيا لا تعترف بوثائق جمهورية كوسوفو وتطالب بإخفاء لوحات ترخيص السيارات القادمة من كوسوفو. حكومة كوسوفو أعلنت تأجيل تنفيذ القواعد الجديدة حتى 1 سبتمبر/أيلول 2022، وبالتالي تجنب التصعيد في الوقت الحالي.  هل ترون من خلال ذلك تهديدًا أمنيًا متزايدًا في كوسوفو ومنطقة غرب البلقان؟


كونراد كليفينغ: على المدى القصير، لا يوجد تهديد فعلي، لأن مهمة "قوات كوسوفو" العسكرية التي يقودها الناتو قادرة بالتأكيد على ضمان استقرار الوضع في الوقت الحالي.

 لكني أرى مشكلة كبيرة في حقيقة أن مهمة هذه القوات المنبثقة من قرار الأمم المتحدة لعام 1999 لا تتضمن بتاتا مهمة الدفاع عن الأمن الخارجي لكوسوفو. فالتوجه الأساسي لعام 1999 كان خلق بيئة سلمية وضمان حرية الحركة داخل كوسوفو.ومع ذلك، فإن هاتين النقطتين لا تكفيان على المدى الطويل لتسويةصراع محتمل بين صربيا وكوسوفو. ولهذا السبب ينبغي السعي لإيجاد حل عميق ومستقر لاحتياجات كوسوفو الأمنية الخارجية. وأنا لا أرى ذلك إلا من خلال عضوية الناتو.

حتى الآن، تدعم ألمانيا منظور الاتحاد الأوروبي لمنطقة غرب البلقان ككل والذي يتطلب أيضًا القضاء على النزاعات المجاورة. أليس هذا المنظور والحوار بين صربيا وكوسوفو الذي يشرف عليه الاتحاد الأوروبي كافيين لحل الصراع بين البلدين بشكل دائم؟

على عكس الناتو، لا يوفر الاتحاد الأوروبي نظامًا أمنيًا لأعضائه. في رأيي، الحوار الذي يقوده الاتحاد الأوروبي بين صربيا وكوسوفو ليس الإجراء المناسب لتسوية النزاع بين البلدين بشكل دائم. لأن الأمر هنا يتعلق بمسألة السياسة الأمنية:هل يجوز لصربيا أن تنفي وتعارض وجود دولة كوسوفو؟ أم هل يُسمح لكوسوفو بمراقبة الحدود وأن تطلب من مواطنيها (الصرب) قبول واستخدام وامتلاك أوراق صادرة عن كوسوفو، على الأقل عند التعامل مع مؤسسات دولة كوسوفو؟ لا أعتقد أن هذا الطلب غير واقعي، كما أنه ليس خاطئًا.

شاحنات تغلق طريقا في روداري بصربيا على الحدود مع كوسوفو
احتج الصرب على قواعد الدخول الجديدة لكوسوفو من خلال إغلاق شاحنات طريقا في روداري بصربيا على الحدود مع كوسوفوصورة من: Fatos Bytyci/REUTERS

لكن الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي يريدان تنفيذ هذه الإجراءات بالاتفاق مع صربيا. هل هذا واقعي؟

أعتقد أنه موقف ساذج. فهذه القضية الأساسية لا يمكن حلها وديًا بين صربيا وكوسوفو، طالما أن صربيا لا تريد الاعتراف بكوسوفو. وبصفتها الموطن الأم لصرب كوسوفو أو بصفتها القوة الحامية لصرب كوسوفو، يحق لصربيا التأكد من أن تصرفات دولة كوسوفو لا تهدد وجود صرب كوسوفو. لكن ما تريد كوسوفو تنفيذه هنا لا يشكل تهديدًا لوجودهم. رغم ذلك يتم تقديمه من قبل صربيا على هذا النحو.

هناك حقا حملة إعلامية كبيرة في صربيا منذ أسابيع. كانت هناك مادة إعلامية ضخمة تروج أن كوسوفو تستعد لطرد صرب كوسوفو في 1 أغسطس/ آب 2022. هذا في الواقع اتهام بشع ويمكن للمرء أن يرى من خلاله أيضًا أن صربيا في دعايتها الداخلية والخارجية وفي سيطرتها على الإعلام، لا يجب معاملتها حقًا كدولة ديمقراطية عادية بل هناك الكثير من أوجه التشابه مع الوضع الروسي في كيفية تعامل روسيا مع الرأي العام وترويجها لأكاذيب الدولة بدون خجل. هذا يخلق حالة من الذعر بين صرب كوسوفو ويسخرهم ليكونوا متوافقين مع الحكومة الصربية.

الوضع الآن ينبغي أن يكون بمثابة إشارة تحذير للحكومة الألمانية، حتى لا تعود إلى تلك الخطوط القديمة المتمثلة في عدم أخذ الأمور على محمل الجد وأنها خطيرة.

هل هذا يعني أن ألمانيا، كما حدث من قبل في الصراع بين روسيا وأوكرانيا،أنها تاخذ مصالح صربيا كثيرا بعين الاعتبار؟

ألمانيا والغرب بشكل عام حبيسا في نوع من أنواع "التفكير الامنياتي" بأن المطالب الإصلاحية، في هذه الحالة صربيا ضد كوسوفو وفي الحالة الأخرى روسيا ضد أوكرانيا، لا ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد. إذا كان هناك أي شيء، فقد يشيرون إلى أجزاء صغيرة من البلاد، مثل شبه جزيرة القرم في حالة أوكرانيا، أو شمال كوسوفو في حالة كوسوفو. وعلى هذا الأساس بالتحديد كان يتم التصرف دائمًا كما لو كان يتعين إسناد دور مركزي لصربيا في البلقان. أعتقد أن هذه السياسة ساذجة ويجب تغييرها على وجه السرعة.

كونراد كليفينغ باحث في معهد لايبنيز لدراسات شرق وجنوب شرق أوروبا
كونراد كليفينغ: الحوار الذي يقوده الاتحاد الأوروبي بين صربيا وكوسوفو ليس الإجراء المناسب لتسوية دائمة للنزاع بين البلدينصورة من: IOS Regensburg

ألن تؤدي عضوية كوسوفو في الناتو إلى لجوء المواطنين الصرب أكثر من الآن إلى حليفهم غير الرسمي روسيا، خاصة وأن كثيرين منهم لا يثقون كثيرا في الغرب؟

لا أرى أن هذا الخطر كبير، خاصة إذا استمرت صربيا في الحصول على فرصة عضوية الاتحاد الأوروبي، وربما أكثر من ذي قبل. وحسب السيناريو الخاص بي سوف تنضم كوسوفو للناتو وبالتالي سيكون لديها ضمان أمني تجاه صربيا. وفي ظل هذا الشرط، لن يعود من الضروري أن تعترف صربيا رسميًا بكوسوفو، وهو أمر غير مرجح لأن صربيا لن تكون قادرة بعد ذلك على فعل أي شيء يهدد وجودها بشكل غير رسمي، وفي الأمور الأمنية على أية حال. ومن خلال تقديم رؤية أوروبية حقيقية لصربيا والمنطقة، لا أعتقد أنه ستوجد أي مصلحة لصريبا في اختيار التحالف مع روسيا بشكل قطعي.

كونراد كليفينغ خبير في شؤون البلقان بمعهد لايبنيز لدراسات شرق وجنوب شرق أوروبا في ريغنسبورغ بألمانيا. درس التاريخ والاقتصاد في ميونيخ وفيينا وزغرب من 1986 إلى 1992. بعد حصوله على الدكتوراه في ميونيخ أصبح محررًا بمعهد أبحاث الجنوب الشرقي (SOI) من عام 1997 حتى عام 2007. من عام 2006 إلى نهاية عام 2011 كان نائب مدير SOI ومسؤولًا بشكل مشترك عن التوجيه العلمي في الفرع الجديد في ريغنسبورغ.

أنيلا شوكا (هـ.د)

لهذا فرضت كوسوفو جمارك بنسبة 100% على البضائع الصربية