1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير: حقبة ميركل شارفت على الانتهاء إلا إذا فعلت التالي..

٢٠ نوفمبر ٢٠١٧

بإعلان فشل مفاوضات تشكيل ائتلاف "جامايكا"، دخلت ألمانيا في أزمة سياسية وربما ينتظرها مزيد من الاستقطاب. لماذا وصلت الأمور إلى هنا؟ وكيف يمكن الخروج من عنق الزجاجة؟ وماذا عن مصير صورة ميركل ومصيرها الذي أصبح في مهب الريح؟

https://p.dw.com/p/2nwan
Berlin nach dem Ende der Sondierungsgespräche -  Merkel
صورة من: picture-allianc/dpa/M. Kappeler

جاء إعلان رئيس "الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي)، كريستيان ليندنر، صباح يوم الإثنين (20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017) عن فشل مفاوضات تشكيل ائتلاف "جامايكا" ليثير بذلك العديد من الأسئلة ويخلق أزمة سياسية قد لا تستطيع ألمانيا ومستشارتها "الحديدية"  الخروج منها بسرعة وبخسائر قليلة.

DW عربية حاورت رشيد أوعيسى، أستاذ العلوم السياسية في "مركز دراسات الشرق الأدنى والأقصى" في "جامعة ماربورغ" الألمانية، عن أسباب ما حدث وتداعياته على صورة ألمانيا ومستقبل انغيلا ميركل السياسي، وأفق حل الأزمة السياسية.

DW عربية: كيف سيؤثر ما حدث على صورة ميركل التي اكتسبت بريقاً في أعين العرب، وخاصةً بعد فتح الأبواب للاجئين؟

رشيد أبوعيسى: صورة ميركل في العالم العربي إيجابية وستبقى إيجابية بسبب موقفها التاريخي مع اللاجئين العرب. ظهور ميركل بصورة أنها دفعت ثمن موقفها الشجاع في استقبال اللاجئين سيرفع من مكانتها في العالم العربي.

وكيف ينعكس ما حدث مؤخرا على صورة ألمانيا كقاطرة للاتحاد الأوروبي؟

مما لا شك فيه أن ما حدث بالأمس سيضر بصورة ألمانيا في الاتحاد الأوروبي وسيشكل مشكلة كبيرة لأوروبا أيضاً؛ إذ أن ألمانيا تلعب دوراً رائداً في الكثير من الملفات الأوروبية وتأخر تشكيل الحكومة سيعيق عمل مؤسسات الاتحاد. بدون ألمانيا لا يمكن حل أي مسألة في الاتحاد.

Professor Rachid Ouaissa Universität Marburg
أستاذ العلوم السياسية في "مركز دراسات الشرق الأدنى والأقصى" في "جامعة ماربورغ" الألمانية رشيد أوعيسىصورة من: Rachid Ouaissa

وما هي تأثيرات الفشل على صورة ألمانيا في العالم؟

لن يكون له تأثيراً كبيراً؛ فالنظام الديمقراطي الألماني قوي، وماكينة السياسية ما زالت تعمل. على سبيل المثال وزير الخارجية (زيغمار غابرييل) كان بالأمس في زيارة  خارج البلاد (بالرغم من الأزمة الحاصلة). بيّد أنه لا بد من الإشارة إلى أن قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات كبيرة أصبحت محدودة.

ما هي الأسباب الجوهرية لفشل المفاوضات؟

لب المشكلة هو جمع أربعة أحزاب متباعدة ايديولوجياً عن بعضها البعض، أي كمن يجمع الصيف والشتاء تحت سقف واحد. وهذا يحمل معه مخاطر تحول المفاوضات إلى بازار؛ أي بمعنى أعطني شيئاً وخذ بمقابله شيئاً آخر. تخلي أي حزب عن مبادئه في سبيل الوصول لتسويات وتوافقات قد يؤدي إلى تهديد الحزب على المديين المتوسط والطويل. التباعد كان كبيراً بين "حزب الخضر" و"الحزب المسيحي الاجتماعي" (البافاري).

يسود الحديث عن أن سبب فشل المفاوضات هو موضوع اللاجئين، ما رأيك بذلك ؟

هذا خطأ. الكل يتحدث عن ملف اللاجئين ولمّ الشمل كسبب الفشل. بالتأكيد ذلك سبب أساسي؛ غير أن هذا الأمر ليس السبب الوحيد. لا بد من الإشارة إلى أن هناك أيضا ملفات كبيرة أخرى قادت للفشل كملف التربية والطاقة والبيئة.

يدور الحديث اليوم عن أن ألمانيا أمام ثلاث سيناريوهات محتملة للخروج من الأزمة وهي كما يلي:

أولا: تشكيل حكومة أقلية تحت قيادة ميركل مع "حزب الخضر" أو "الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي). مع الأخذ بعين الاعتبار أنها ستكون كالبطة العرجاء ولن تستطيع تمرير قرارات سياسة كبرى في البرلمان؟

هذا الأمر ليس من التقاليد السياسية الألمانية وأجده مستبعداً ولن يكون هو الحل.

ثانيا: الذهاب لانتخابات جديدة؟

الألمان ينظرون للأمور قبل كل شيء من الناحية الاقتصادية. تكلفة الانتخابات توازي 94 مليون يورو. ولن تؤدي نتائج أية انتخابات جديدة بشكل أتوماتيكي إلى نتائج جديدة.

ثالثا: تشكيل ائتلاف مع شريكهم في الائتلاف الحالي(المنتهية ولايته) "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"؟

الاشتراكيون الديمقراطيون يرفضون حتى الآن ذلك. غير أن الرئيس فرانك شتاينماير قادر على الضغط في هذا المجال، وهو له ثقله في الحزب.

ما وصلني من المناقشات الداخلية في صفوف "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" هو أنه قد يتفاوض لتشكيل ائتلاف مع "الحزب المسيحي الديمقراطي" ولكن ليس مع شقيقه "الحزب المسيحي الاجتماعي" البافاري. وهنا قد يبرز تقليد جديد في السياسة الألمانية: هل سيقبل "الحزب المسيحي الديمقراطي" بالتخلي عن تحالفه التاريخي مع شقيقه البافاري؟ وإن حصل ذلك فإني أجده حلاً جيداً. وقد يكون الحل هو رئاسة للحكومة بالتساوي، بمعنى عامين لميركل وعامين للاشتراكيين. كما فعلها شولتس في البرلمان الأوروبي. ودستورياً لا يوجد ما يمنع ذلك.

الفترة الذهبية لميركل كانت بتحالفها مع "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"؛ فهي من الجناح اليساري في "الحزب المسيحي الديمقراطي" وبالتالي قريبة من الاشتراكيين. كما أن الحزبين معاً يمثلان قطاعاً كبيراً من المجتمع الألماني.

ميركل تعلن فشل مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية

بالرغم من خسارتهم الكبيرة في الانتخابات، يملك الاشتراكيون الآن أوراق بيدهم؛ إذ أن الرئيس منهم. كما أن حزبهم يمكن أن ينقذ الوضع في حال موافقته على الائتلاف مع حزب ميركل، هل توافقني الرأي؟

هذا صحيح، إلا أنه يسود رأي في الحزب بضرورة البقاء بعيداً عن الحكم ليعيد تنظيم صفوفه. ويرى ذلك الرأي أن مشاركة الحزب في الحكم أفقدته الكثير من طاقاته وضيعت فلسفته السياسية. بالطبع، هناك قطاع آخر في الحزب أكثر براغماتية وقد يسعى للحكم من جديد.

هل يمكن أن يضحي "الحزب المسيحي الديمقراطي" بميركل في سبيل التوصل لتسوية مع الاشتراكيين؛ إذ أن شخصية ميركل الطاغية تغطي على كل الشخصيات السياسية في ألمانيا؟

لا أظن ذلك. ميركل هي أكثر شخصية مقبولة في حزبها من قبل الاشتراكيين؛ فهي تنتمي إلى الجناح اليساري من "الحزب المسيحي الديمقراطي". ولكن قد يستغل الأكثر محافظة في حزبها ذلك للتخلص منها. بقي أن نشير إلى أنه وفي واقع الحال لا توجد شخصية منافسة لميركل حتى اللحظة في الحزب تستطيع إبعادها.

ولا حتى وزيرة الدفاع، أورزولا فون دير لاين؟

بالتأكيد، لا؛ فهي "ابنة" ميركل سياسياً. إذا تم التخلص من ميركل، فلن يحل محلها إلا شخصية من المحافظين داخل حزبها.

ما هي الأوراق المتبقية بيد ميركل؟ وهل شارفت حقبة ميركل السياسة على الانتهاء؟

بالتأكيد فقدت ميركل الكثير من أوراقها. أظن أن ما حدث بالأمس هو بداية نهاية كل من ميركل ورئيس "الحزب المسيحي الاجتماعي" البافاري، هورست زيهوفر. إلا إذا ما تشكل ائتلاف مع الاشتراكيين.

قبل قليل، رحب حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي بفشل المفاوضات، قائلاً: "الائتلاف كان سيبقي الوضع كما هو"، وأضاف أن "ميركل فشلت".

هل سيؤدي ما حدث إلى ارتفاع أسهم اليمين الشعبوي والأجنحة الأكثر محافظة في الحزبين المسيحي وربما الاشتراكي؟

بكل تأكيد. ولكن هذا سيقود إلى تشكل كتلتين كبيرتين في البرلمان والحياة السياسية في ألمانيا: كتلة المحافظين وكتلة اليساريين والخضر. وقد يؤدي ملف اللاجئين والملفات الاجتماعية الحادة إلى استقطاب إيديولوجي حاد.

أخذ الكثيرون على ميركل أنها كانت بارعة في إبعاد منافسيها وخصومها، بحيث لم تسمح ببروز خليفة لها يحمل تراثها ويكون استمراراً لها. هل تدفع ميركل اليوم ثمن مع جنته يداها؟

هذا صحيح، غير أن الصف الثالث من الحزب فيه أسماء كبيرة يمكن أن تحل محل ميركل. بيد أن هذا يعني عملياً الانتظار أربع سنوات ليعيد "الحزب المسيحي الديمقراطي" ترتيب صفوفه، بما يسمح ببروز تلك الشخصيات.

أجرى الحوار: خالد سلامة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد