1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير أوروبي: الجماعات الإسلامية في سوريا سبب في تعقيد الأزمة

حاوره: كيرستن كنيب/ ترجمة: ريم نجمي٢٤ أكتوبر ٢٠١٢

لماذا اعتمدت المعارضة السورية على المجموعات الجهادية؟ وما تأثير هذه الجماعات على إمكانية تدخل دولي؟ الخبير بيتر هارلينغ يحلل دورالجماعات الإسلامية في المشهد السوري. وكيف تتخذها بعض الدول شماعة لعدم التدخل في سوريا.

https://p.dw.com/p/16V5t
epa03318505 Syrian rebels patrol near Aleppo, Syria, 26 July 2012. According to media reports, Syrian rebels and government forces on 26 July 2012 fought fierce battles for control of Syria's two largest cities of Damascus and Aleppo, opposition activists said. EPA/SINAN GUL/ANADOLU AGENCY TURKEY OUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES/NO ARCHIVES +++(c) dpa - Bildfunk+++
صورة من: picture-alliance/dpa

DW- عربية:  بيتر هارلينغ، أنت مدير مشروع "مجموعة الأزمات الدولية" من أجل العراق ولبنان وسوريا. نشرت مؤخرا وثيقة بعنوان " محاولات جهادية: المعارضة السورية الأصولية"، حيث توثق لوجود مجموعات إسلامية مختلفة في سوريا. ما هي الجماعات التي شملتها الدراسة؟

بيتر هارلينغ: أولا أتحدث عن القوى المنبثقة من المجتمع السوري نفسه، والمنتمية إلى الطبقة المحافظة، وهي الفئة التي ينتمي إليها معظم المقاتلين المحليين. هؤلاء ينتمون إلى طبقة فقيرة ومهملة اجتماعيا. هذا النوع من المقاومة هو غير رسمي، وينظمون أنفسهم بأنفسهم. هؤلاء الناس يميلون إلى نموذج محافظ. وهذا ما ساهم في تشكيل عناصر هذه المعارضة.

Peter Harling is Senior Analyst with the Middle East Program of the International Crisis Group and is based in Damascus. His research at Crisis Group is focused on Iraq, where he lived and worked over 7 years. He also conducts and supervises research in Lebanon and Syria.
بيتر هارلينغ مدير مشروع "مجموعة الأزمات الدولية" من أجل العراق ولبنان وسوريا.صورة من: International Crisis Group

هناك جماعات إسلامية، على سبيل المثال جماعة "جبهة النصرة لأهل الشام"- المذكورة في التقرير- التي لا تريد فقط إسقاط نظام الأسد وإنما تريد أيضا فرض أجندة عسكرية سلفية، كما ألقيت عليها المسؤولية فيما يخص هجمات انتحارية على مناطق مدنية في الغالب.  هذه الجماعة - كما كتبت- أقرب إلى " القاعدة في العراق" من المعارضة السورية الأصلية. ما هو موقف المقاتلين السوريين تجاه هذه الجماعة الجهادية والجماعات الجهادية الأخرى؟

الكثير من القوى هي ذات توجه علماني، وليس لها اهتمام كبير بالدين. مع ذلك فقد ساروا باتجاه المجموعات الإسلامية المسلحة، لأنها تتلقى الدعم من شبكات إسلامية خارجية. وأغلب الدعم يأتي من دول الخليج. ينبغي أن نشير أن هؤلاء في حالة حرب، وهم في حاجة إلى السلاح والذخيرة. والمال الذي يحتاجونه لذلك يحصلون عليه من دول الخليج، وخاصة الشبكات الإسلامية الموجودة هناك، والتي تنظم نفسها حول المساجد. كما أن المال يأتي أيضا من رجال أعمال سوريين أثرياء يعيشون هناك. كل هذه العناصر تشكل هوية المعارضة المسلحة، والتي تبدو في بعض الأحيان أنها تنهج طريقة انتهازية. في الكثير من الأحيان المقاتلون أنفسهم  ليسوا مقتنعين بما يصدر عنهم من كلام، غير أنهم مدركون أنها الطريقة التي سترضي الجهات الداعمة.

كيف أصبح المعارضون لنظام الأسد يعتمدون على الجماعات الإسلاميين؟ 

في الأصل الثورة السورية مستلهمة من الربيع العربي. لقد أريد من خلال الاحتجاجات الكبرى إظهار لا شرعية النظام السوري. ولقمع هذه المظاهرات كان رد فعل النظام عنيفا جدا. في ظل هذا الوضع خلُص الثوار إلى ضرورة الدفاع عن النفس. فأمنوا المواقع التي أرادوا التظاهر فيها. لهذا الغرض تم إنشاء الجيش السوري الحر. وللبحث عن خيارات أخرى اقترب الثوار من الأصوليين الإسلاميين. وكذلك اتجهوا إلى العنف على نحو متزايد، فاستخدموا حتى القنابل، التي تسببت في خسائر كبيرة للمدنيين. كما كانت هناك عمليات خطف وسلوكات إجرامية أخرى، تم تبريرها بمقاومة النظام.

إذن هو تطور لا إرادي نحو مقاومة دينية؟

نعم. عموما تأثر تطور المعارضة بشكل كبير برد فعل النظام العنيف في التصدي  للاحتجاجات الأولى التي شهدتها سوريا. وهذا التطور صار تلقائيا. فكلما تداخلت المعارضة مع القوى الإسلامية، كلما قل عدد الناس المستعدين لدعمها. ومع ذلك لاحظنا أمرا عكس الاتجاه: هناك سوريون في بعض المناطق يقاتلون بعنف النظام السوري ويدعمون كل من يقاتله أيضا.

A Syrian rebel fighter shows what appears to be cluster bomblets which they accuse government forces of using in attacks on rebel-held areas in the northwestern town of Maaret al-Numan on October 19, 2012. The insurgents told AFP that Syrian regime warplanes have dropped cluster bombs in sorties against rebels in Maaret al-Numan. AFP PHOTO/BULENT KILIC (Photo credit should read BULENT KILIC/AFP/Getty Images)
للمعارضة السورية جهات دعم متعددةصورة من: TAUSEEF MUSTAFA/AFP/Getty Images

هل يمكن أن نقول بهذا المعنى أن ضعف الدعم المقدم من الغرب للمقاومة السورية هو ما دفعها للاتجاه نحو الإسلاميين؟

نعم. كان السوريون يفترضون في البداية أن المجتمع الدولي سيتدخل عند مرحلة معينة. اعتقدوا أنه لن يتخلى عنهم في نهاية المطاف. وقد جاءت فعلا إشارات كثيرة من المجتمع الدولي تشجع المجموعات المسلحة المعارضة على تصعيد الوضع.  لقد كانت هناك إشارات عديدة تعبر عن الدعم الدولي.  لكن كل ذلك لم يتبعه أفعال. وكلما تحقق هي مجرد عقوبات أضرت بالمدنيين أكثر ما أضرت بالنظام. وعندما وُجد دعم فعلي لم يساهم في حصول تلك الجماعات على السلاح الذي يحتاجونه في القتال. وفي نفس الوقت توالت الإشارات المحفزة للثوار بعدم تقديم أي تنازلات سياسية، كان من الممكن أن تحرك العملية السياسية.

وفي نفس الوقت يمنع  وجود الجماعات الجهادية الإسلامية المجتمع الدولي من تقديم الدعم للثوار السوريين.

نعم. وهذا التواجد الإسلامي الجهادي هو ما ترتكز عليه روسيا والعراق وإيران لتبرير مواقفهم السياسية. لكن هذه المواقف ستتراجع عندما لا يبقى لهذه الجماعات الإسلامية وجود في سوريا. لكن الغرب أيضا يميل إلى تبرير تحفظه بوجود المجاهدين. في هذا السياق يُقال أن الشأن السوري هو شأن معقد. فسوريا تقع في منطقة غير مستقرة وشديدة الحساسية. وهذا كله يجعل من الصعب اتخاذ نفس التدخلات العفوية التي تم اتخاذها في ليبيا.

ما الذي يمكن نهجه سياسيا لإنهاء العنف في سوريا؟

حاليا أصبح التحاور والتفاوض والوساطة أمورا شبه مستحيلة. فالكراهية كبيرة والدم الذي أريق كذلك. سيستغرق الأمر وقتا طويلا حتى يجلس الطرفان على نفس الطاولة. وليحصل ذلك ينبغي على التحالفات الخارجية أن تغير موقفها. المعارضة المسلحة مجزأة جدا. والمجموعات الفردية تشكل وحدة، لكن في نفس الآن تتنافس مع بعضها البعض. وسيكون عاملا مساعدا إذا استطاعت المجموعة الدولية التنسيق بين هذه المجموعات، وبالتالي أن تتمكن من السيطرة على الموارد المتدفقة عليها. لكن في نفس الوقت كل مجموعة مسلحة لها جهة دعم مختلفة عن الأخرى وبرنامج مختلف. وهذا يرجعنا إلى الحديث عن الانقسام  الحاصل داخل المعارضة السورية.

هل يمكن أن يساهم أنصار الأسد في وقف العنف في سوريا؟

نعم، يمكنهم المساعدة بإضفاء الطابع المؤسساتي والرسمي على قوات النظام. لأنه حتى الآن قام النظام بتجنيد مقاتلين خاصين يتولون الأعمال الأمنية. ولهذه الغاية أصبح لهؤلاء المقاتلين حرية مطلقة. ولذلك انتهجوا سلوكا سيئا، فارتكبوا المجازر دون أن يحاسبوا. هنا يمكن لحلفاء النظام أن يمارسوا نوعا من الضغط. وهذا من شأنه خلق نوع من الاعتدال في المشهد السوري.

بيتر هارلينغ هو مدير مشروع " مجموعة الأزمات الدولية" من أجل العراق ولبنان وسوريا. وهي مؤسسة خاصة ومستقلة لمنع وحل الصراعات العنيفة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد