1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير ألماني: السعودية ترسل قواتها إلى البحرين خوفا من انتقال العدوى إليها

١٥ مارس ٢٠١١

ينطوي التدخل العسكري السعودي في البحرين، وإن جاء بطلب من المنامة، على رسالة لشيعة السعودية، كما يعبر عن قلق دول الخليج من حدوث تغييرات كما في تونس ومصر كما يرى الخبير الألماني ميشائيل لودرز.

https://p.dw.com/p/10ZbS
جنود سعوديون "لحفظ الأمن في البحرين"صورة من: picture alliance/dpa

أكدت دول مجلس التعاون الخليجي اليوم الثلاثاء (15 آذار / مارس) أن قرارها إرسال قوة "درع الجزيرة" المشتركة إلى البحرين لا يعني "تدخلا أجنبيا" في شؤون البلاد وإنما "يمثل التزاما جماعيا بحفظ أمن البحرين ومواطنيها". إلا أنه رأب لا يتقاسمه على ما يبدو كل البحرينيين حيث تظاهر الآلاف منهم أمام السفارة السعودية في المنامة احتجاجا على نشر قوات سعودية وإماراتية في بلدهم. ويذكر أن هذه الخطوة جاءت بطلب من الأسرة الحاكمة في البحرين.

حول ابعاد هذا الموضوع ودور السعودية في المنطقة، التي تشهد بدورها احتجاجات شعبية، أجرت دويتشه فيله الحوار التالي مع ميشائيل لودرز، الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط.

دويتشه فيله: السعودية أرسلت ألف جندي على متن دبابات إلى البحرين، باعتبارها تشارك رسميا في قوة "درع الجزيرة" التي طلبت منها حكومة البحرين المساعدة. كيف ترى ذلك؟

ميشائيل لودرز: التحليل واضح، السعودية لا تريد النجاح للاحتجاجات الشعبية في صفوف شيعة البحرين ولا تريد إحداث أي تغييرات. السعودية تخشى من تطورات مماثلة داخل أراضيها وخاصة في المنطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعية. الحكومة في الرياض في حالة قلق شديدة من الاضطرابات التي تشهدها البحرين وبالتالي لا تريد، مهما كلف الأمر، أن يحذو الشيعة في شرقي البلاد حذو شيعة البحرين.

هل أفهم من كلامك هذا أن إرسال قوات سعودية إلى البحرين ينطوي أيضا على رسالة لشيعة المنطقة الشرقية السعودية الغنية بالنفط؟

نعم، هذا هو تحليلي للأسباب التي تقف وراء الخطوة السعودية. أعتقد أن الرياض أدركت درس ثورتي تونس ومصر وأبعاد التطورات الأخيرة في ليبيا. والأحداث الأخيرة تظهر أن القذافي تمكن من استعادة سيطرته على بعض المدن الليبية. وبالتالي أعنقد أن المسؤولين السعوديين يرون بأن الأداة العسكرية أو الأمنية هي الأسلوب الأفضل للتعامل مع المشاكل التي تواجههم في المنطقة.

Nahost Experte Michael Lüders
لودرز: السعودية قلقة من اندلاع احتجاجات شعبية في المنطقة الشرقية منها، ذات الأغلبية الشيعية.صورة من: picture-alliance/ dpa

هل يعني ذلك أن الأداة العسكرية أصبحت خيارا لإخماد الاحتجاجات الشعبية؟

نعم، الطبقات الحاكمة في المنطقة في قلق شديد إزاء المظاهرات. وقد تلجأ إلى اتخاذ إجراءات جديدة للتعامل مع التطورات الأخيرة.

إيران وصفت دخول القوات إلى البحرين بالأمر غير المقبول. هل من شأن ذلك تصعيد التوتر القائم في العلاقات بين السعودية وإيران؟

نعم، هو أمر محتمل. لكني لا أعتقد أن طهران تفكر بدورها في إرسال قوات إلى البحرين لمساندة الأغلبية الشعبية وبالتالي الدخول في مواجهة مفتوحة مع السعودية.

هل تعتقد انتقال عدوى الاحتجاجات الشعبية، التي تشهدها البحرين في صفوف الأغلبية الشيعية، إلى دول خليجية أخرى؟

كل شيء ممكن حاليا. ولكن هناك سيناريوهين محتملين، إما أن تتواصل الاحتجاجات الشعبية في البحرين إلى حين تحقيق أهدافها مثلما كان عليه الأمر في مصر، أو أن يتم اللجوء إلى الحل العسكري لإخمادها.

دول الخليج هي التي كانت حثت جامعة الدول العربية على المطالبة بفرض حظر جوي على ليبيا، وهي نفس الدول التي وافقت قوات إلى البحرين لإخماد الثورة فيها. كيف تفسر ذلك؟

طبعا، هذا تناقض واضح في المواقف: فمن جهة هم يدعون إلى ضرب القذافي حماية للمدنيين، ومن جهة أخرى، يبدون استعدادا واضحا لدعم الأسرة الحاكمة في البحرين ضد المتظاهرين فيها. وأعتقد أن السبب الرئيسي وراء هذه الخطوة يكمن في أن القذافي شخصية غير محبوبة وغير محترمة من قبل الحكام العرب.

ننتقل إلى موقف الغرب من السعودية، حيث اتسمت الانتقادات لحد الآن بالتحفظ سواء تعلق الأمر بالاحتجات فيها أو بأوضاع حقوق الإنسان والتمييز ضد المرأة، في حين أن الانتقادات الغربية كانت واضحة إزاء القذافي إلى درجة مساندة علنية للمعارضة ومناقشة فرض حظر جوي لدعم الثوار؟ كيف تفسر موقف الغرب؟

الموقف الغربي من السعودية غير واضح وغير موحد. ألمانيا مثلا موقفها يختلف عن الموقف الفرنسي. ولا أحد في أوروبا أو الغرب يريد فعلا أن تتوتر العلاقات مع السعودية، أحد أهم مصدري النفط في العالم، والكل في حاجة إلى ذلك. وعلى الرغم من كون هذا الأمر ينطبق أيضا على ليبيا، الغنية أيضا بالنفط،، إلا أن الغرب يقول إن سبل الحوار مع القذافي قد انقطعت تماما. على الأقل هذا هو الموقف الغربي حاليا. وقد يتغير بعد أشهر أو بعد نصف سنة، من يدري!

أجرت الحوار: شمس العياري

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد