1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حلف الناتو أمام تحد بسط الأمن في أفغانستان

عبده جميل المخلافي ٦ أكتوبر ٢٠٠٦

بعد تسلم حلف الناتو قيادة القوات الدولية في أفغانستان يزداد الجدل حول قدرته على بسط الأمن في جميع أنحاء البلاد حدة، لاسيما في ظل عودة إرهاب الطالبان وارتفاع وتيرة العنف والتذمر لدى المواطنين الأفغان.

https://p.dw.com/p/9Db9
الناتو يتسلم من الولايات المتحدة المهمة في افغانستانصورة من: AP

بعد خمس سنوات من إسقاط نظام الطالبان الإرهابي في حرب أفغانستان أصبحت قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) هي المسئولة عن بسط الأمن في جميع أنحاء أفغانستان بعد توليه اعتبارا من يوم أمس الخميس قيادة القوات الدولية المتواجدة في شرق البلاد (الإيساف) من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة. وكانت قوة المعاونة الأمنية الدولية التابعة للحلف تتولى بالفعل قيادة القوات في الشمال والغرب والجنوب الى جانب العاصمة كابول، التي تميزت بتمتعها بأمن نسبي. وبضم القوات الأمريكية في الشرق فان حجم قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان سيصل إلى نحو 31 ألف جندي. ويأتي ذلك وسط تصاعد أعمال العنف في أفغانستان في ظل عودة إرهاب الطالبان، الذي أدى إلى وقوع مواجهات عسكرية شرسة شبة يومية بين القوات الدولية ومقاتلي طالبان.

غير أن هذا التطور الجديد يلقي الضوء على مدى فاعلية التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب وقدرته على فرض الأمن والسلام بعد خمس سنوات من سقوط حكم طالبان. كما انه يضع قدرات وكفاءت حلف الناتو أمام اختبار صعب. الجدير بالذكر هنا أن مهمة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان لم تكن فقط الأكبر في تاريخه، بل إنها شكلت نقطة تحول في تاريخه وعكست تحولا مهما في إستراتيجيته بعد تلاشي التهديد السوفيتي.

حرب أفغانستان نقطة تحول في تاريخ الناتو

Afghanistan Bombenanschlag in Kabul NATO Soldat getötet
تصاعد العنف في افغانستانصورة من: AP

لاشك أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 والتهديدات الإرهابية المتلاحقة منذ ذلك التاريخ قد كشفت عن تحديات جديدة للدول الأعضاء في الحلف الأمر، الذي دفع هذه الدول إلى إضافة مهام جديدة وبالتالي توسيع نطاق عمليات الحلف إلى خارج حدود أوروبا انطلاقا من مفهوم جديد للأمن والدفاع. وبالإضافة إلى مهامه التقليدية أصبحت إستراتيجية حلف الناتو الجديدة تتضمن مواجهة الخطر في أرضه قبل أن يصل إلى أراضي الدول الأعضاء فيه. وهذا يعني عمليا أن أوربا لم تعد المسرح الرئيسي لعمليات الحلف على الأقل منذ حرب كوسوفو. وفي الواقع مثلت حرب أفغانستان نقطة تحول مهمة في إستراتيجية الحلف وفي سرعة التعامل مع الخطر أينما كان. وبصرف النظر عن الخلاف في رؤية كل من الأوروبيين والولايات المتحدة لمهام الحلف في القرن الحادي والعشرين، فإن المتابع يلاحظ أن الحلف أخذ يتولى مهام دولية خارج نطاق أوروبا ويقوم بدور حفظ السلام والأمن الدوليين انطلاقا من رؤية جديدة لمفهوم الأمن والسلام الدوليين.

وهنا لابد من التذكير بأن حلف شمال الأطلسي كان قد تأسس في بداية النصف الثاني من القرن العشرين في ظل ظروف دولية معينة، وكان الهدف منه آنذاك مواجهة الخطر الشيوعي والتهديد السوفيتي. لكن بعد انتهاء الحرب الباردة وزوال الخطر وتلك التهديدات بعد انهيار المعسكر الشرقي وسقوط حلف وارسو تغير مفهوم الدفاع عن الغرب و أوربا. ومن هنا كان لابد من أن يغير الحلف من استراتيجيته وفقا لمقتضيات الواقع الدولي الجديد ويعيد بالتالي صياغة اولوياته.

صعوبة تحديد دور الناتو السياسي

NATO-Übung
اعتبارا من يوم الخميس تولى الناو قيادة القوات الدولية المتواجدة في شرق البلاد (الإيساف)صورة من: AP

هناك دول أعضاء في الحلف مثل فرنسا وألمانيا (في حرب العراق على سبيل المثال) تعرقل طموحات الأعضاء الآخرين، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، الهادفة إلى تحويل الحلف إلى شرطي عالمي. هذا طبعا بالإضافة إلى الصعوبات الفنية التي يواجهها الناتو في تنفيذ مهام دولية في ظل إمكانياته العسكرية والفنية والمالية الحالية. ولعل الصعوبات التي واجهها ويواجها الحلف في أفغانستان وعدم قدرته على فرض الأمن والنظام هناك تكشف جليا عن انه لا يمتلك القدرات اللازمة لتنفيد مهام على المستوى العالمي. في هذا السياق حذرت فرنسا، على لسان وزيرة دفاعها ميشيل اليو ماري، في وقت سابق من هذا العام من أن الناتو يواجه تهديدات متزايدة، مشيرة إلى أن هناك "إغراءات عند البعض حتى نقوم بما يتجاوز امكاناتنا"، وذلك بإسناد مهام الى الحلف غير مجهز لها عسكريا وفنياً.

وفي السياق نفسه حذرت الوزيرة الفرنسية من تحول الحلف الغربي إلى "منظمة مكلفة بنشر الديمقراطية في العالم في مواجهة الشرق الأوسط الكبير أو الصين أو روسيا". وعكست هذه التصريحات أيضا الاختلاف مع الطموحات الأوسع لواشنطن، العضو الأقوى في الحلف والتي تريد الخروج بالحلف من دوره الأصلي كحلف للدفاع مقره أووربا . كما أنها ـ أي تصريحات الوزيرة الفرنسية ـ تعارضت مع تصريحات الجنرال الأمريكي جيمس جونز، القائد الأعلى للحلف في أوروبا، الذي قال إن بإمكان الحلف أن "يمنع صراعات مستقبلية ويحسن من فرص نشر الديمقراطية" في الدول التي تسعى للحصول على مزيد من الحرية، حسب تعبيره.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد