1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حظر الإخوان.. حل سياسي أم دفع الجماعة نحو مزيد من التطرف؟

نيلز ناومان/ ابتسام فوزي١٩ أغسطس ٢٠١٣

تقول الحكومة المصرية إنها تخوض حربا ضد التطرف وتفكر في حظر جماعة الإخوان المسلمين. بيد أن بعض الأصوات ترى أن هذا الحظر قد يدفع بالجماعة إلى التطرف أكثر وأن هذا القرار لن يخلو من تبعات خطيرة قد تمتد للمنطقة بأكملها.

https://p.dw.com/p/19S9p
A member of the Muslim Brotherhood and supporter of ousted Egyptian President Mohamed Mursi shouts slogans, in Cairo August 16, 2013. Thousands of supporters of Mursi took to the streets on Friday, urging a "Day of Rage" to denounce this week's assault by security forces on Muslim Brotherhood protesters that killed hundreds. The army deployed dozens of armoured vehicles on major roads in Cairo, and the Interior Ministry has said police will use live ammunition against anyone threatening state installations. REUTERS/Louafi Larbi (EGYPT - Tags: POLITICS CIVIL UNREST)
صورة من: Reuters

قبل أسابيع قليلة كانوا يمسكون بمقاليد السلطة. ولأول مرة في تاريخهم وصلوا إلى الرئاسة من خلال محمد مرسي، أحد أبرز شحصياتهم. أما اليوم فقد تغير كل شيء وفقد الإخوان المسلمون الحكم، ليس هذا فحسب، بل أضحى وجودهم السياسي مهددا أيضا.

تسارعت في الأسابيع الأخيرة التطورات التي بدأت بعزل الرئيس مرسي واعتقال عدد من قيادات الإخوان وأخيرا فض اعتصامات أنصاره بالقوة مما أسفر عن مقتل المئات. وبالرغم من هذه الأحداث يؤكد الإخوان عزمهم على مواصلة التحدي أو ما يسمونهم تمسكهم بالشرعية وإصرارهم على إعادة الرئيس المعزول، إذ ترفع العديد من مظاهراتهم شعارات مثل "بالروح بالدم نفديك يا مرسي".

على الصعيد الآخر تؤكد قيادات الجيش والحكومة الانتقالية أن مصر حاليا في حالة "حرب ضد الإرهاب" في إشارة إلى جماعة الإخوان. وعلى الصعيد السياسي أعلن رئيس الوزراء حازم الببلاوي في أكثر من مناسبة أن حكومته تفكر بفرض حظر على نشاط جماعة الإخوان المسلمين، مبررا ذلك بعدم "إمكانية التسامح مع من تلوثت أيديهم بالدماء".

Policemen move into a mosque during clashes with supporters of deposed Egyptian President Mohamed Mursi inside a room of the al-Fath mosque in Cairo August 17, 2013. Mursi supporters exchanged gunfire with security forces inside the Cairo mosque on Saturday, three Reuters witnesses said.The gunmen opened fire on security forces from a second floor window in the Fath mosque, where hundreds of Mursi supporters have been taking refuge since protests turned violent on Friday. REUTERS/Muhammad Hamed (EGYPT - Tags: POLITICS CIVIL UNREST RELIGION)
وجه الغرب انتقادات لطريقة فض اعتصام أنصار مرسيصورة من: Reuters

انتقاد من الغرب

يوجه الغرب انتقادات شديدة للتعامل مع معتصمي الإخوان وهو ما بدا واضحا في بيان مشترك للاتحاد الأوروبي والذي جاء فيه حرفيا: "لا يمكن تبرير أو الصمت على العنف والقتل الذي حدث في الأيام الأخيرة". وفي الوقت نفسه حذرت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو، من مغبة حظر جماعة الإخوان مشيرة إلى أن هذا الأمر من شأنه الدفع بهم إلى العمل السري وتقوية الجناح المتطرف بداخلهم. وشددت الوزيرة على أن انتشار الفوضى في مصر سيكون له تبعات على المنطقة كلها.

ويتفق غونتر ماير، الباحث الألماني المتخصص في قضايا العالم العربي مع رأي وزيرة الخارجية الإيطالية ويقول: "سيساهم هذا في زيادة شعور الإخوان بالمرارة فهم يرون أنهم على حق، فهم يقولون إنهم وصلوا للسلطة عن طريق انتخابات ديمقراطية وفي حل حظر نشاطهم سيواصلون النضال وهنا تكمن خطورة حظر الإخوان إذ من الممكن أن يقوموا بالعمل السري وتنفيذ هجمات".

Die Erfolgsaussichten der künftigen Syrien-Kontaktgruppe werden vom deutschen Nahost-Experten Günter Meyer (undatiertes Handout) skeptisch beurteilt. Die geplante Aufwertung des Syrischen Nationalrats (SNC) als Vertretung der Opposition werde an der Lage in Syrien nichts ändern, sagte der Professor an der Johannes-Gutenberg-Universität Mainz in einem Gespräch mit der Nachrichtenagentur dpa. Trotz des monatelangen brutalen Vorgehens gegen Regimegegner habe Machthaber Baschar al-Assad immer noch die Mehrheit der Bevölkerung hinter sich. Foto: Privat dpa (Nur zur redaktionellen Verwendung bei Nennung der Quelle)
يحذر الخبير غونتر ماير من خطورة حظر جماعة الإخوان.صورة من: Privat

ويوضح ماير، الأستاذ في جامعة ماينز، أن المظاهرات المؤيدة لمرسي كانت سلمية إلى حد كبير وبالرغم من ذك اختلطت معها عناصر مسلحة متطرفة ستكثف نشاطها بالطبع حال تم حظر الإخوان. ويشير الباحث الألماني إلى التواجد الواسع للجماعة في الشارع المصري والذي تكون من خلال النشاط الإخواني في المجتمع المصري عبر السنوات من خلال المدارس ودور العبادة ومؤسسات مساعدة الفقراء.

ولا تقتصر خبرة الإخوان على الجانب الاجتماعي فحسب بل تمتد للعمل السياسي أيضا. فتاريخهم الممتد عبر 85 عاما شهد تغيرات عديدة تنوعت بين المشاركة المقيدة في العمل السياسي والمواجهة مع الدولة. كما أن خبرة الإخوان في السجون كبيرة فالعديد من قادتهم قبعوا لسنوات في السجون ومن بينهم الرئيس المعزول نفسه.

اتساع الفجوة يبعد فكرة الحل

طالب وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي الذي يعد الرجل الأقوى حاليا في مصر، الإخوان يوم الأحد الماضي بالتوقف عن التظاهر ودعاهم للمشاركة في العملية السياسية. وشدد السيسي في الوقت نفسه على أن قوات الأمن ستتعامل بكل حسم مع أعمال العنف وأنه لن يقف صامتا أمام من يرغب في تدمير البلاد.

لا يعتقد الخبير غونتر ماير بإمكانية التوصل لحل سريع بين الجيش والحكومة الانتقالية وبين جماعة الإخوان ويقول: "هذه الاضطرابات ليست النهاية لكن لا يمكن القول إن الحل السياسي السلمي بات وشيكا لاسيما مع اتساع الفجوة بين أنصار ومناهضي مرسي".

Police escort Muslim Brotherhood members through supporters of the interim government installed by the army from the al-Fath mosque on Ramses Square in Cairo August 17, 2013. Supporters of deposed President Mohamed Mursi fought a gunbattle with security forces in a Cairo mosque on Saturday, while Egypt's army-backed government, facing deepening chaos, considered banning his Muslim Brotherhood group. REUTERS/Amr Abdallah Dalsh (EGYPT - Tags: POLITICS CIVIL UNREST)
تصاعدت حدة الأوضاع في مصر بشكل كبير في الأيام الأخيرةصورة من: Reuters

نشطاء حقوق الإنسان ينتقدون عنف الشرطة

وتوضح الأحداث أن حقوق الإنسان هي الضحية لكل ما يحدث في مصر في الوقت الحالي إذ يقول ماير:"هذه القضية لا تلعب أي دور لأي طرف" وهو ما يتضح من العدد الكبير لضحايا فض الاعتصام وأيضا ضحايا الهجوم على عناصر الأمن.

من جانبه يتهم فيليب لوتر خبير الشؤون المصرية بمنظمة العفو الدولية قوات الأمن بـ "استخدام مفرط للعنف" ضد المتظاهرين. ويقول لوتر إن بعض المتظاهرين أيضا استخدموا العنف لكن رد الشرطة لم يكن مناسبا ولم يفرق بين المتظاهرين السلميين ومن يحملون السلاح كما أن عنف الشرطة وصل لأشخاص تصادف وجودهم في أماكن الأحداث ولم يشاركوا فيها.

وتجول فريق من منظمة العفو الدولية خلال الأسبوع الماضي داخل العديد من المستشفيات وأماكن تشريح الجثث واستمعوا إلى أقوال شهود على الأحداث أكدوا أن الكثيرين قتلوا برصاصات استهدفت الرأس والصدر. وتطالب منظمة العفو الدولية بتحقيق مستقل وشامل لطريقة فض قوات الأمن لاعتصامات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بالإضافة إلى السماح لمبعوث أممي ببحث الأمر داخل البلاد. وبالنظر إلى الهجمات الأخيرة على الكنائس طالب المنظمة بتوفير حماية للمسيحيين وللأقليات الأخرى في البلاد.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد