1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حزب الله: أداة لتحقيق توازن الرعب دون تغيير موازين القوى

هشام العدم٢٠ يوليو ٢٠٠٦

ما طبيعة الأسلحة التي يملكها حزب الله؟ وما عددها؟ وما المفاجآت التي يتحدث عنها؟ أسئلة كثيرة تدور في خلد الناس. نحاول الإجابة على هذه الأسئلة بمساعدة خبير ألماني في الشؤون العسكرية في حوار خاص مع DW-WORLD.DE.

https://p.dw.com/p/8pcY
صواريخ الكاتيوشا: سهلة النقل والاخفاءصورة من: AP

لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن ترسانة الأسلحة التي يملكها حزب الله ومدى قوته العسكرية وعن طبيعة الأسلحة التي يملكها ونوعيتها. وكل ما قيل في هذا الموضوع يستند إلى معلومات استخبارية إسرائيلية وغربية، الأمر الذي قد لا يعطي إجابة شافية لهذه التساؤلات أو تقييما واقعيا لحقيقة قوة حزب الله عسكريا. هجمات حزب الله على إسرائيل كانت ذا قيمة استراتيجية وتكتيكية في الوقت ذاته، كونه استخدم وسائل قتالية متطورة تقع ضمن إمكانيات دول لا أحزاب أو مليشيات وكذلك توسّعته دائرة الحرب على امتداد كل الشريط الحدودي الفاصل، لتطال هجماته وقذائفه حيفا وعكا ونهاريا. وقد بلغ القلق الإسرائيلي أوجه بتهديد حزب الله بقصف تل أبيب، الأمر الذي يعكس طبيعة الأسلحة التي يملكها ومدى فاعليتها. وان لم يكن بمقدور الحزب تحقق توازن على الصعيد التسليحي والعسكري، الا انه نجح في تحقيق ما يعرف في العقيدة العسكرية "بتوازن الرعب".

قادة الجيش الإسرائيلي ومخططوه قد تكون فاجأتهم هذه القوة التي يمتلكها حزب الله وأخذوا يمعنون النظر في مفاجآت أخرى قد لا تكون ضمن الحسبان. لقد دأب حزب الله خلال فترة الصراع الطويلة مع إسرائيل على إطلاق صواريخ الكاتيوشا على شمال إسرائيل، حيث شكلت تهديدا خطيرا لأمن سكان تلك المنطقة، فارضا بذلك نفسه كسلاح فاعل ضمن منظومة أسلحة الردع التي قد تساهم في إعادة صياغة قواعد اللعبة بين الأطراف المتحاربة.

قصة نشأة صاروخ الكاتيوشا

Teil einer Katjuscha Rakete, die in ein Haus geschlagen ist
حزب الله يعول كثيرا على الكاتيوشا في هجماته ضد إسرائيلصورة من: picture-alliance/dpa

وتعود جذور إنتاج هذا الصاروخ واستخدامه إلى الحرب العالمية الثانية، حين أخذ الجيش الأحمر يمطر أعداءه بسحب من هذه الصواريخ. فخلال هذه الحرب، استخدم الاتحاد السوفيتي قاذفات صواريخ من طراز «بي إم 8»، و«بي إم 13» عرفت فيما بعد بالكاتيوشا. هذه الصواريخ كانت تسمى في بداية الأمر "كيت الصغيرة"، حيث كانت تركب قاذفة صواريخ متعددة الأفواه على شاحنة وتطلق زخة من الصواريخ تصل إلى 48 صاروخاً. وقد شكلت هذه الصواريخ أيضا خطرا حقيقيا على الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية نظرا لفعاليتها في ساحات القتال الضيقة والجبلية. وقد أطلق الالمان عليها اسم "سيمفونية ستالين" نظرا للتابع انطلاقها وصوتها المتناغم. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ أصول هذه التسمية "الكاتيوشا" تعود إلى أغنية شعبية ذائعة الصيت في روسيا، تدور حول فتاة تنتظر عودة حبيبها من الحرب. وكلمة "كاتيوشا" هي صيغة التدليل لاسم "كاترينا"، أحد أكثر أسماء الإناث شيوعا وانتشارا في روسيا. ومن ميزات الكاتيوشا سهولة تحريكه وسرعة إخفائه وهو كغيره من الصواريخ يتكون من رأس حربي وجسم يتضمن الوقود الذي يولد الطاقة اللازمة لطيرانه وذيل يحوي المحرك. ومنذ الإنتاج الأول لهذا الصاروخ وما مرّ به من مراحل تطورية متعددة مازال يعد عنصرا مهما في كثير من الحروب، لاسيما من قبل ميليشيات أو ثوار وليس دولا.

10.000 صاروخ كاتيوشا لدى حزب الله

Verwundete Israelis werden nach einem Bombenattentat in Tel Aviv ärztlich behandelt Israel Selbstmordaschlag
صاروخ الكاتيوشا شكل هاجسا خطيرا للأسرائليينصورة من: AP

وحسب تقديرات الخبراء، يملك حزب الله صواريخ معدلة ومطورة للكاتيوشا تستطيع أن تصل إلى العمق الإسرائيلي دون أن يملك الجانب الإسرائيلي قدرة حقيقية على اعتراضها. كما يملك صاروخ "فجر-3" و"فجر-4" و"فجر-5" من صنع إيراني ويبلغ مدى الصاروخ الأخير منها 45 كيلومترا ويستطيع حمل رؤوس متفجرة قد تصل إلى 200 كلغم.

وفي حوار لموقعنا مع الخبير الألماني في الشؤون العسكرية، يوخن هبلر، أشار إلى أنّ هناك تقديرات تدلل على أنّ حزب الله يملك ما بين 8000 إلى 10.000 صاروخ كاتيوشا، قد يصل مداها إلى 20 كلم وأن بعضها قد يصل مداه إلى 70 كلم. وقال الخبير الألماني: "إن حزب الله يشكل تهديدا حقيقيا لما يملكه من إمكانات عسكرية." وعن عدد أفراد حزب الله المؤهلين عسكريا، أشار الخبير إلى أن عددهم "يتراوح ما بين 2000 إلى 5000 عنصر، بينهم 500 إلى 700 مقاتل على درجة عالية جدا من التدريب والتأهيل العسكري."

الخوف من أسلحة بيولوجية

لقد كانت مدينة حيفا التي تبعد حوالي 30 كلم عن الحدود اللبنانية مسرحا لصواريخ حزب الله، فقد قصفت بصواريخ "رعد 2 " و"رعد 3". وهي صواريخ إيرانية يصل مداها ما بين 150 و350 كلم. وكذلك يمتلك حزب الله صواريخ سورية من عيار 220ملم يتراوح مداها بين 100 إلى 200كلم. وتكمن خطورة هذه الصواريخ في أنها قد تصل إلى تل أبيب وحتى القدس. وفي هذا السياق، أشار الخبير الألماني إلى أن قيام الحزب بالفعل بضرب تل أبيب سيشكل نقلة نوعية في طبيعة الصراع، إذ إنّ قصفها "يشكل دلالة استراتيجية وكذلك رمزية" لنقل الحرب إلى دائرة أوسع وأشمل.

Nord- und Südkoreanische Raketen
بعض التقديرات تشير إلى أن حزب الله يمتلك صواريخ قادرة على حمل رؤوس بيولوجيةصورة من: AP

وكان تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية قد أشار إلى أن إيران قد زودت حزب الله بصواريخ من طراز "زلزال 2" قد يصل مداها إلى 200كلم ، قادرة على حمل رؤوس متفجرة تصل زنتها إلى 600 كلغم. ومن ميزات هذه الصواريخ قدرتها على حمل صواريخ بيولوجية. وعن طبيعة الدور الإيراني في دعم حزب الله وتسليحه، أوضح السيد هبلر بأنّ "الدعم المادي الإيراني لحزب الله أمر لا جدال فيه." وأما عن الدعم العسكري الإيراني المباشر لحزب الله، أوضح الخبير الألماني أنّ هذا الأمر فيه كثير من النقاش، نظرا لعدم وجود دليل ملموس على إمداد إيران حزب الله بالصواريخ مباشرة أو اذا ما تمّ ذلك عن طريق وسيط. وفي ضوء هذه القدرات الصاروخية فإن الباب مفتوح على مصراعيه أمام مزيد من المفاجآت التي قد يفجرها حزب الله في معاركه مع إسرائيل.

صواريخ مضادة للبوارج

لعل أهم المفاجآت حتى الآن كان قيام حزب الله بإطلاق صاروخ من طراز "ساعر5" على بارجة إسرائيلية مما أدى إلى تدميرها. والصاروخ المستخدم هو ايراني الصنع من طراز "C-802". وهذا النوع من الصواريخ لا يمكن مقارنته بالكاتيوشا، إذ يعد خطرا حقيقيا على السفن الحربية الإسرائيلية. ويعود تطوير هذا الصاروخ إلى الصينيين الذي عرف عندهم باسم " ينج-جي-802" وهو ما أطلق عليه في حلف الناتو بصاروخ "سكاد". يملك هذا الصاروخ سرعة تصل إلى حد سرعة الصوت ويستطيع حمل رؤوس متفجرة من زنة 165 كلغ. وحسب تقديرات الفدرالية الأمريكية للعلماء فإن قلة من السفن الحربية تملك مضادات ضد صواريخ "C-802" وهي تستطيع التحليق ما بين 5 إلى 7 أمتار فوق سطح الماء بنسبة إصابة للهدف تصل إلى 98 بالمائة.

وحسب التقديرات فإنّ إيران تملك حوالي 75 صاروخا من هذا الطراز فقط، بسبب الضغوط التي مارستها أمريكا على الصين لمنعها من بيع هذه الصواريخ إلى إيران. ولكن من ناحية أخرى، فإنّ تعاونا ما بين كوريا الشمالية وإيران قد بدأ بهذا الشأن، الأمر الذي قد يرفع عدد هذه الصواريخ التي قد تملكها إيران. وتملك إسرائيل نظاما دفاعيا يمكنه التصدي للصواريخ ذات المدى الطويل عن طريق نظام الدفاع الصاروخي "باتريوت". أما بالنسبة للكاتيوشا فلا تستطيع إسرائيل تحصين نفسها ضدها نظرا لقصر مدى هذه الصواريخ وعدم طول فترة تحليقها في الهواء. أن كل ما يمكن فعله هو تدميرها من خلال سلاح الجو وهو أمر يشكل خطورة أيضا، لأنَ حزب الله يطلق هذه الصواريخ على مناطق مأهولة بالسكان مما يحد من نشاط تصدي الطيران الإسرائيلي لها وفعاليته في تدميرها. وإذا ما تمّ اعتراضها في الجو فإنّ الخطر الناتج عن ذلك قد يكون أكبر بكثير من الخطر الذي قد يتسبب فيه الكاتيوشا نفسه. ولكن الحل قد يكمن في تكنولوجيا طورتها شركة أمريكية من خلال استخدام الليزر، إلا أنّ نظام الاعتراض هذا لا يخلو من مشاكل مثل توجب شحن الجهاز المنتج للإشعاع بعد بضع طلقات وهو أمر قد يحد من فعالية هذا النظام وكذلك ارتفاع نظام تكلفته التشغيلية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد