1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تداعيات محتملة لتمدد تنظيم القاعدة

ملهم الملائكة ١٢ أبريل ٢٠١٣

إعلان مزعوم لوحدة بين تنظيم القاعدة في العراق وبين جبهة النصرة في سوريا ، سرعان ما تنكّر له تنظيم النصرة وبايع أيمن الظواهري. كيف سيبدو المشهد العراقي في ظل هذه التطورات، وكيف تنظر دول الشرق الأوسط غير العربية إليه؟

https://p.dw.com/p/18EzW
صورة من: picture-alliance/AP

خلال هذا الأسبوع ( الثاني من شهر نيسان/ابريل 2013) أعلن تنظيم يدعو نفسه "دولة العراق الإسلامية" وهو جناح تنظيم القاعدة في العراق أنه قد اتحد مع ما يسمى بجبهة النصرة المعارضة في سوريا لتشكيل جبهة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. بعد يوم من هذا البيان بايع التنظيم المسمى جبهة النصرة الإسلامية في سوريا، بايع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الولاء، لكنها تنصلت في الوقت نفسه من إعلان الفرع العراقي للتنظيم دمجهما تحت راية واحدة.

هذا الوضع وتداعياته يسلط الضوء على ما يجري في مناطق غرب العراق التي يُخشى أن يكون تنظيم القاعدة الإرهابي قد استعاد نفوذه فيها، وهو يكشف عن تهديد قد يصبح إقليميا للمكون الأكبر في العراق.

المحلل السياسي هاشم إبراهيم العراقي تحدث إلى مايكروفون برنامج العراق اليوم في DW عربية من مكتبه في بغداد معتبرا أن الحديث عن دمج التنظيمين ، سواءا تحقق هذا الدمج أم لم يتحقق ، لا يضيف شيئا للحقيقة التي مفادها أن التنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة وعلى مساحة الامتداد الغربي العراقي والشرقي السوري طالما عملت بتنسيق متزامن مع تطورات الأزمة في سوريا مشيرا إلى " أن هناك تنظيمات بمسميات في الغالب دينية، ولكنها في الغالب أوجه متعددة لتنظيم القاعدة".

Syrien Bürgerkrieg Kämpfer von Al Nusra Front
تنظيم النصرة في سوريا له علاقات ويقة مع القاعدة في العراق.صورة من: picture-alliance/AP

غرب العراق وشرق سوريا: " جيوبولتيك واحد وهو المكون السني"

المنطقة الغربية من العراق شهدت بين أعوام 2004 و2008 نشاطا قاعديا محموما، بل تحولت محافظة الانبار وديالى والموصل إلى مناطق نفوذ مطلق لتنظيم القاعدة.

وخرجت تقريبا عن سلطة حكومة المركز في بغداد. وقد نجحت قوات الائتلاف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية في تجنيد آلاف من أبناء محافظة الانبار في تنظيم مسلح أطلق عليه صحوة الأنبار، وتمكنت من خلال هذا التنظيم الذي دعمته استخباريا وجويا من القضاء تماما على تنظيم القاعدة وعلى حاضناته الخطرة في المنطقة.

ويرجح الخبراء في شؤون الإرهاب وشؤون المنطقة، أن خلايا التنظيم وقياداته قد انسحبت في الغالب إلى سوريا، بعد أن كانت قد قدمت في الغالب من سوريا أيضا. الباحث في شؤون مكافحة الإرهاب جاسم محمد شارك في حوار برنامج العراق اليوم في DW عربية مشيرا إلى أنّ التمدد الجغرافي لتنظيم القاعدة بين العراق وبين سوريا كان حاصلا منذ سنوات ، ولكنه اتسع مع اندلاع الأحداث في سوريا ، وهذا يحدث دائما حين " تستغل القاعدة الجغرافية لتتمدد، كما حصل بين السعودية واليمن ( بعد انهيار سلطة حكومة اليمن)، وبين اليمن و الصومال ( حيث كلا البلدين يعيشان انهيارا سياسيا وامنيا خلق أرضا رخوة تصلح لنشاط التنظيم) ".

وكشف الخبير محمد أن قناعات القاعدة وإيمانها بالخلافة الافتراضية، يوفر لخلاياها قدرة التمدد عبر الحدود بما يتسق مع الخلفية النظرية التي تدعم عقائد التنظيم، ومشيرا إلى أن " جغرافية المنطقة تتوفر على جيوبولتيك واحد وهو المكون السني".

تركيا جزء من المشروع

نشاط تنظيم القاعدة في منطقة الجزيرة ( الحدود العراقية السورية) يضع أسئلة على تأثيرات إقليمية غير عربية محتملة لهذا النشاط، وخاصة في تركيا وإيران وإسرائيل. و اعتبر المحلل السياسي هاشم إبراهيم العراقي أن تركيا لا تشعر بأي قلق من وصول القاعدة إلى حدودها الجنوبية، معتبرا أن ذلك هو جزء من اللعبة السياسية التي تشترك فيها " وفي تركيا نظام يجري تأهيله ليتزعم الاصطفاف الطائفي المقبل".

Kindersoldaten - Irak
اطفال في تنظيم العراق كما ظهروا في فيلم فيديوصورة من: picture-alliance/ dpa

وتطرق العراقي إلى موقف إيران من تنظيم القاعدة مبينا أن التاريخ قد شهد أكثر من مناسبة لتعاون جمهورية إيران الإسلامية مع تنظيم القاعدة، رغم الخلاف العقائدي بين الجانبين، وعاد العراقي واستدرك" أن هذه الحقيقة لا تعني أن إيران تنظر بعين الارتياح إلى تنامي منطقة نفوذ القاعدة".

وخلص المحلل السياسي هاشم العراقي إلى القول" إن إعلان اتحاد التنظيمين فيه رسالة إلى حكومة العراق معناها أن الحراك السني قد يؤتي ثمارا تقضي على العملية السياسية التي انطلقت بعد عام 2003".

صحفي إسرائيلي: " القاعدة ليست دولة وسنحارب منظمة إرهابية".

تمدد القاعدة في منطقة الجزيرة قد لا يثير قلقا إقليما، لكن كثيرا من الخبراء أشاروا إلى انه سيثير قلقا دوليا، وهو ما أكده الصحفي د. رؤفين بيركو مراسل وكالة أنباء إسرائيل "تودي" الالكترونية في القدس وقد حاور برنامج العراق اليوم في DW عربية مشيرا إلى أن أوروبا مترددة في تسليح الجيش السوري الحر لسبب معرفتهم أن السلاح سوف يصل في النهاية إلى أيدي الإرهابيين وسيوجه ضد أوروبا ، كما حصل مع طالبان والولايات المتحدة الأمريكية .

وعرض الصحفي الإسرائيلي تصوره عن موقف بلاده من هذه القضية مشيرا إلى أن" هذا التهديد يشكل خطرا تكتيكيا وليس خطرا استراتيجيا على إسرائيل مثل خطر الدولة السورية التي كانت تشكل عدوا مبينا لإسرائيل، وإذا سقط النظام ( في سوريا) سيتحول الصراع من صراع ما بين دول، إلى صراع ما بين دولة وبين منظمة إرهابية".

Irak Sunniten Demonstration
محتجون في الرمادي، هل عادت محافظة الانبار الى قبضة تنظيم القاعدة؟صورة من: picture-alliance/dpa

الصحفي الإسرائيلي الخبير في شؤون الشرق الأوسط - الذي تحدث بلغة عربية فصحى سليمة - أشار إلى أن بلاده قد تعودت على التعامل مع المنظمات الإرهابية مشيرا إلى المواجهات مع حركة حماس السنية الأصولية وحزب الله الشيعي في لبنان " وإذا زاد الأمر بظهور جبهة النصرة والقاعدة فلنا وسائل في مكافحته".

( أستمع إلى ما قاله الصحفي الإسرائيلي رؤوفين بيركو كاملا في الملف الصوتي أسفل الصفحة)

مستمع البرنامج أبو سيف في اتصال من بغداد أشار إلى أن تنظيم القاعدة في العراق قد كسب موطئ قدم خطير في عام 2005، بسبب البيئة التي قبلت أن تستضيفه. فيما اتفق المستمع عبد الرحمن في اتصال من اربيل مع ما قاله الصحفي الإسرائيلي، مشيرا إلى أن القاعدة لا تشكل بأي حال تهديدا للدولة العبرية، كما لم يؤثر التفوق العربي العددي على مدى عقود من الزمن على نتائج الصراع مع إسرائيل المتفوقة في كل شيء.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد