1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

برلين تدعو اللاجئين العراقيين للاندماج في مجتمعهم الجديد

٢٨ أبريل ٢٠١٠

بعد وصول الدفعة الأخيرة من اللاجئين العراقيين للعيش في ألمانيا حضَّ وزير الداخلية الاتحادي على استغلال الفرص السانحة للاندماج في المجتمع الجديد فيما طالبت منظمات داعمة للجوء الحكومة باستقدام المزيد من اللاجئين.

https://p.dw.com/p/N8mi
لاجئون عراقيون من الدفعة ما قبل الأخيرة التي وصلت الشهر الماضي إلى مطار هانوفرصورة من: AP

أكَّد وزير الداخلية الاتحادي،توماس دوميزيير، دعم حكومته للاجئين العراقيين الـ 2500 الذين استقدمتهم للعيش في ألمانيا وبدء حياة جديدة لهم ولعائلاتهم وحضَّهم على استغلال الفرص السانحة لهم هنا للاندماج في المجتمع الألماني بصورة ناجحة. ونفى متحدث رسمي أن تكون الحكومة الألمانية بحثت حتى الآن في استقبال المزيد من اللاجئين العراقيين أو لاجئين من دول أخرى.

وصول الدفعة الأخيرة إلى وطنها الجديد

Stefan Telöken, Pressesprecher UNHCR
المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تواصل حضّ ألمانيا على استقدام لاجئينصورة من: Brunnert/UNHCR

ووصلت إلى مطار هانوفر قبل يومين الدفعة الأخيرة من الـ 2500 لاجئ عراقي الذين قررت ألمانيا استقدامهم من أصل 10 آلاف قرر الاتحاد الأوروبي توزيعهم على الدول الأعضاء فيه. وحملت الطائرة من سورية ومن الأردن 186 عراقيا كدفعة أخيرة للالتحاق بالذين سبقوهم على مدى العام الماضي حيث توزع القسم الأكبر منهم على معظم الولايات الألمانية بعد فترة شهر تقريبا قضوها في مخيم خاص أقيم في ولاية سكسونيا السفلى.

والتزمت برلين تبعا لقرار الاتحاد الأوروبي بدمج هؤلاء في المجتمع الألماني والتسريع بمنحهم الجنسية الألمانية وتسهيل أمور حياتهم. والقسم الأكبر من هؤلاء من الطوائف المسيحية في العراق والأقليات الدينية الأخرى التي تعرضت إلى حملات الاضطهاد والقتل على أيدي إسلاميين متطرفين.

وجاءت الفكرة في حينه من جانب الكنائس والمنظمات المسيحية الألمانية كرد على أعمال القتل والتهجير التي تعرض لها مسيحيو العراق وكنائسهم. وتبنى الفكرة وزير الداخلية الاتحادي آنذاك فولفغانغ شويبله، لكن الاتحاد الأوروبي أدخل تعديلا عليها كي لا يبدو اهتمام الأوروبيين بالعراقيين مقتصرا على أبناء ديانة بعينها.

المنظمات الإنسانية تحضّ برلين على مواصلة استقدام اللاجئين

Thomas de Maiziere
وزير الداخلية توماس دو ميزيير يدعو اللاجئين العراقيين إلى استغلال فرص الاندماج في مجتمعهم الجديدصورة من: AP

ودعا المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في ألمانيا ميشائيل ليندنباور الحكومة الألمانية لكي لا تعتبر ما قامت به عملية استثنائية وطلب منها مشاركة المفوضية العليا مستقبلا بعمليات مماثلة لاستقدام لاجئين لم يعودوا قادرين على البقاء في أوطانهم. ورأى مفوض مجلس الكنائس الإنجيلية في ألمانيا برنهارد فليمبيرغ أن وضع المسيحيين والمنتمين إلى أقليات دينية أخرى، وكذلك وضع الأمهات الوحيدات مع أطفالهن في العراق مقلق جدا. وأيد بدوره مشاركة ألمانيا في برنامج يهدف إلى استقدام لاجئين بصورة منتظمة. ولفت نظر الحكومة إلى وضع اللاجئين الصوماليين في كينيا ووضع اللاجئين السودانيين في تشاد معربا عن أسفه لعدم معرفة الرأي العام الألماني شيئا عنهم.

ولا توجد في ألمانيا حتى الآن مؤسسات خاصة للتحضير لعمليات استقدام لاجئين من دول ثالثة كما حصل مع اللاجئين العراقيين. وتسمح فقرتان من قانون الإقامة بقبول لاجئين في البلاد لأسباب إنسانية أو لأسباب طارئة، كما حصل في الماضي مع اللاجئين من يوغوسلافيا السابقة، وبإعطائهم إمكانية الحصول على إقامة مؤقتة أو دائمة.

وحضَّت جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة في غوتينغن الحكومة الألمانية على استقبال 50 ألف لاجئ عراقي مسيحي معتبرة أن استقدام 2500 شخص فقط "ليست إلا نقطة في بحيرة". ولاحظ أن عدد اللاجئين داخل العراق يبلغ 2.7 مليون وخارجه 2.5 مليون شخص.

الصغار يندمجون بصورة أسرع من الكبار

ورغم كل الجهود المبذولة حكوميا، ومن منظمات دينية واجتماعية لا تزال عملية الاندماج تعاني من عقبات وصعوبات. ويقول الكاهن بيتر باتّو، راعي الكلدانيين في مطرانية ميونيخ، إن العراقيين المتواجدين في المدن الكبرى مثل نورنبيرغ وأوسبورغ وميونيخ "يجدون تجاوبا أكثر في محيطهم من الذين يتواجدون في بلدات صغيرة، إضافة إلى أن المسيحيين منهم يشعرون بحالة أفضل". وتابع أن المشكلة الأخرى تتمثل في عدم وجود منازل سكنية كافية، وفي تمنّع عائلات ألمانية عن تأجير شقق لهم. وزاد الكاهن أن اللاجئين الكبار في السن "يتحدثون بالكاد بعض الكلمات الألمانية، بينما وضع أطفالهم أفضل، ويمكن القول إن الصغار يتفاعلون بصورة أفضل مع الوضع ويشعرون بالاندماج بصورة جيدة".

الكاتب: اسكندر الديك

مراجعة: طارق أنكاي