1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

برلمان العراق يدعم غزة والشعب غير راض

ملهم الملائكة ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢

انتهت أزمة غزة باقتراب أطراف النزاع من مصالحة كبرى برعاية حكومة مصر والإدارة الأمريكية. أزمة غزة أثّرت بشكل آخر في العراق، حيث صوّت البرلمان على ذهاب وفد تضامني إلى غزة فيما يعلن اغلب العراقيين عدم رضاهم عن هذا القرار.

https://p.dw.com/p/16oir
صورة من: picture-alliance/dpa

الأزمة في غزة كان لها صدى كبير في الوسط السياسي العراقي خلال هذا الأسبوع، فقد صوت أعضاء مجلس النواب بالإجماع  على إرسال وفد نيابي برئاسة رئيس المجلس أسامة النجيفي وعضوية ممثلين عن الكتل واللجان النيابية إلى غزة تعبيرا عن تضامن العراق مع أهل غزة.

الوفد سترافقه بعثة طبية تعالج الجرحى، كما تقرر تقديم منحة مساعدات بقيمة2 مليون دولار لحكومة غزة. قبل هذا ، زار وزير الخارجية هوشيار زيباري غزة مع وفد وزراء خارجية الدول العربية . الغريب أن اغلب العراقيين يبدون غير موافقين على هذا القرار الذي صدر عن ممثليهم في مجلس النواب، وهذا يعني أن المجلس لم يستشر الناخبين بشأن هذا القرار، فيما يتساءل الناس عن سر الإجماع وسرعة التصويت.

كثير من العراقيين يرون أن الاهتمام بمصيبة أهل غزة واجب إنساني يقع على الجميع، لكن كثيرا من الناس أيضا عندهم مواقف ضد حكومة حماس في غزة، لأن هذه الحكومة أقامت مجلس فاتحة على روح صدام حسين المسؤول عن قتل ملايين العراقيين، كما أن وسائل إعلام حماس مابرحت - حتى وقت قريب جدا - تصف الإرهابيين الذي يقتلون العراقيين بأنهم مجاهدون يقاومون الاحتلال وعملاء الاحتلال في إشارة الى حكومة العراق المنتخبة. 

Irak Bagdad Infrastruktur
البنية التحتية المخربة في بغداد العاصمةصورة من: Karlos Zurutuza

" النواب ذوو التوجهات القومية يبحثون عن زعامة إقليمية"

ولا يمكن لمراقب الأوضاع في المنطقة أن يغفل حقيقة أن حرب غزة قد انتهت ، وبالتالي فإن قرار مجلس النواب سيضحي ذي دلالة رمزية ليس أكثر، لأن مغزى التضامن في الزيارة يكمن في تحمل مخاطر السفر إلى منطقة دهمتها المعركة ، ولكن - وعلى مستوى آخر- تسري بين الناس تساؤلات عن سرعة صدور القرارات التي تتعلق بمنح المساعدات للخارج مقارنة بتأخر البرلمان في قرارات تهم مصير الناس. 

الصحفي ضياء رسن انضم إلى حوار DW عربية من بغداد مشيرا إلى أن مجلس النواب وهيئة رئاسته تتبعان أسلوبين مختلفين في التصويت على القرارات، ففي اغلب القرارات يتبع المجلس" أسلوب المماطلة والتوافق على القرارات بين رؤساء الكتل، أما في قرارات أخرى فالأصوات تؤخذ غلابا ، حيث تتم قراءة مسوّدة القرار مرة واحدة وتعرض للتصويت".

ونبّه رسن إلى أن رئاسة مجلس النواب تُخضع أعضاء المجلس إلى رغباتها متناسية الدستور والنظام الداخلي للمجلس مشيرا إلى أن رئيس البرلمان "وحين يكون القرار موضع التصويت يخدم توجهاته الحزبية والقومية والنفعية، يسارع إلى عقد الجلسات محاولا جعل النواب يصوتون على القرارات بسرعة متناهية".

Ägypten Kandil zu Besuch in Gaza
اسماعيل هنية يستقبل رئيس الحكومة المصرية هشام قنديل اثناء زيارته للقطاع خلال الحرب.صورة من: Reuters

ما أشار إليه الصحفي ضياء رسن، لا يعفي نواب المجلس من وظائفهم التي تتمثل في التعبير عن مصالح ناخبيهم، لكن ما يحدث في المجلس أن التصويت يتم على أسس التوافق والمجاملات ورد الجميل وما إلى ذلك.

رسن لفت الانتباه أيضا إلى أن" النواب ذوي التوجهات القومية يبحثون عن زعامة إقليمية متشبهين في الغالب بالرئيس (المصري الراحل) جمال عبد الناصر... وهم يريدون أن يلعبوا دور الفارس العربي صاحب الغيرة والنخوة، وهي صفات لا تغني فقيرا ".

" مصلحة العراق أولا"

في الجانب الآخر، يرى كثير من المهتمين بالمشهد العراقي، أن العراق بحاجة ملحّة إلى أن يتصالح مع محيطه العربي وجواره الإقليمي، لاسيما وان علاقته بهذين الجوارين قد تخللتها أزمات كثيرة على مدى ثلاثة عقود، وضمن هذا التوجه لابد للعراق أن يقترب من محيطه العربي الذي جفاه وحاربه خلال السنوات التسع الماضية، وما جرى في غزة يمثل فرصة مناسبة لأن يعبّر البلد عن تضامنه مع قضايا العرب من خلال إرساله وفدا نيابيا إلى غزة ومنحها مساعدة مالية. إلى هذا الرأي ذهب الصحفي كريم البيضاني رئيس تحرير موقع شبابيك متحدثا إلى DW عربية من ميونخ جنوب ألمانيا. البيضاني أشار إلى " أن مصلحة العراق العليا أهم من المال وأهم من المواقف السياسية"، معتبرا سرعة البرلمان في التصويت بالإجماع على القرار المتعلق بغزة خطوة إلى الأمام في طريق النضج السياسي ، ومشيرا إلى أن هذا القرار يثبت للمحيط العربي أن العراق ليس بلدا عدوانيا ، ومبينا أن العراق لم يأت بجديد، فهذا نهج سياسي اتبعته اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول حسب تعبيره.

Katar Qatar Emir Prinz Al-Thani in Gaza 23.10.2012
إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة يرافق أمير قطر اثناء زيارته للقطاع قبل الحرب.صورة من: Reuters

لكن الصحفي ضياء رسن اعترض على هذا الرأي مشيرا إلى أن مساعدة الجوار العربي يجب أن لا تأتي على حساب الشعب العراقي" وأنا اسأل الساسة الذين قرروا إرسال مساعدات إلى شعب غزة ، ماذا سيقولون لآلاف العراقيين الذي يسكنون في بيوت الصفيح، وماذا سيقولون لملايين المشمولين بمساعدات الرعاية الاجتماعية التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟".

"الأقربون أولى بالمعروف ونحن لسنا الأقربين بل أبناء البلد"

في اتصال من بغداد أشار أبو سيف إلى أن كل نصوص القرآن تفيد بضرورة مساعدة الأهل والجيران والأصدقاء في الصعاب، "فما الضير في أن يقتسم العراقيون خيرات بلدهم مع أطفال غزة اليتامى؟".

وذهبت فاتن الركابي في اتصال من بغداد إلى أن مساعدة الجار أوصى بها القرآن الكريم، لكن لابد من القول "إن الأقربين أولى بالمعروف ، ونحن لسنا الأقربين، بل أبناء البلد"، واستنكرت فاتن أن يترك السياسيون شعبهم ويمضوا لبذل المساعدات لشعب آخر، معتبرة هذا السلوك رياء حسب ما يشير به الدين.

مظفر في اتصال من بغداد أيضا أثار الموضوع من جانب آخر متسائلا " لماذا تمنح المساعدة لحكومة حماس في غزة؟  أليس هذا لأن حماس تدين بالولاء لإيران، لماذا لم تعط مساعدات لسوريا التي يخوض شعبها حربا منذ أكثر من عام ونصف؟ ".

هديل في اتصال من البصرة تساءلت عن سرعة اجتماع مجلس النواب وسرعته في إصدار القرار بشأن غزة، مشيرة بالقول: " أين قراراتكم بشأن البنية التحتية المتهالكة؟ مساعدة الجار جميلة، ولكن عليكم التفكير بأبناء شعبكم أولا". 

عقيل في اتصال من السويد اعتبر أن متقاربة الموضوع بطريقة عاطفية غير صحيح، لأن ما يجري هو سياسي بالدرجة الأولى، وأن على العراق أن يفعل ذلك في الوقت الراهن" وعليه أن يغازل الأطراف المعنية ليقلل من حجم الهجمات الإرهابية التي توجه ضده وضد دول المنطقة، واختيار النجيفي لتمثيل العراق باعتباره سنيا صحيح وسيرحب به العرب ".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد