1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

باحثة عربية لـDW: مرسي لن يكون سيد قطب جديدا!

محي الدين حسين
١٩ يونيو ٢٠١٩

تثير وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي أسئلة كثيرة حول تأثير غيابه على جماعة الإخوان المسلمين ومستقبلها وعلى العلاقة مع نظام السيسي. ولإلقاء المزيد من الأضواء على هذا الموضوع حاورت DW عربية الباحثة التونسية آمال قرامي.

https://p.dw.com/p/3Kivr
Mohammed Mursi ehemaliger ägyptischer Präsident
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Alleruzzo

أثارت وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي أثناء جلسة لمحاكمته ردود فعل واسعة.  وحملت جماعة الإخوان المسلمين ـ التي كان مرسي ينتمي إليها - النظام المصري مسؤولية ما وصفته بـ"اغتياله عمداً" بسبب "حرمانه من أبسط حقوقه في العلاج والدواء". ودعت الجماعة المصريين إلى "التجمع أمام السفارات والقنصليات المصرية في الخارج" والمطالبة بفتح تحقيق دولي في ملابسات وفاة مرسي. فهل تشكل وفاة الرئيس الأسبق نقطة تحول جديدة في تاريخ حركة الإخوان المسلمين؟ الباحثة التونسية المتخصصة في الفكر الإسلامي آمال قرامي تجيب في حوار مع  DWعربية على هذه السؤال وأسئلة أخرى.

DW عربية: بصرف النظر عن الجدل حول ظروف وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي، هل ترين وجهاً للتشابه بين وفاته وما حصل لسيد قطب، فيما يتعلق بوقعها الرمزي على الإخوان المسلمين؟

آمال قرامي: بالتأكيد. الحركات الإسلامية عادة ما تبحث عن صنع رموز. والجماعات الإسلامية بمختلف تكويناتها، وليست حركة الإخوان المسلمين فقط، تعمل على خلق رمز فردي جديد وإبراز محمد مرسي رمزاً بديلاً لشخصيات تولت قيادة الإخوان.

هل تتوقعين أن تزيد وفاة مرسي من الاستقطاب الموجود بين ما يوصف بالتيارين الإصلاحي والمتشدد ضمن الإخوان المسلمين؟

  أعتقد أن السياق ملائم لذلك، خاصة وأن المناخ السياسي العام (في مصر) سلطوي ومستبد، ولا يسمح بنقاشات حرة وتبادل وجهات النظر في فضاء مناسب لخلق بدائل أخرى. لكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك استقطاباً (بالمعنى السلبي) بل قد تحدث تعددية في الآراء والأفكار والتوجهات والبرامج. ومن جانب آخر، قد تعيد الظروف الحالية الجماعة إلى مربع المظلومية لتستغل فكرة بناء فردية جديدة وتلعب دور الضحية وتستثمر في ذلك لمدة سنوات، لكي تغطي على الفشل في إدارة الحكم في الفترة التي حكم فيها محمد مرسي.

Tunesien Dr. Amel Grami
الباحثة التونسية المتخصصة في الفكر الإسلامي د. آمال قرامي.صورة من: privat

 هل هناك مخاوف من أن تتولد موجة عنف من قبل التيار المتشدد في الإخوان بعد وفاة مرسي؟

نعم المخاوف قائمة، لأن هناك خلايا نائمة في الجماعة قد تستثمر وفاة مرسي، فهي تنتظر بعض الأحداث لتستغلها في الثأر. ولا ننسى أن مبدأ الثأر متجذر في ثقافات عديدة في المنطقة. قد لا تكون ردة فعل كهذه من الجماعة نفسها، بل ممن نسميهم "الذئاب المنفردة". وهناك من أتباع الجماعة من يشعرون بالظلم والقهر، ويمكن أن يقوموا بردود فعل بدائية وأن يستثمروا في الانفعالات والعواطف، كأفراد وليس بالضرورة كتنظيم.

هل تتوقعين حدوث تغيير في العلاقة مستقبلاً بين النظام المصري وحركة الإخوان بعد وفاة مرسي؟ هناك من يعتقد أن الحوار ربما يكون ممكناً؟ فإذا كان ذلك ممكناً، هل سيتجه الإخوان إلى نهج مختلف في العلاقة مع نظام السيسي؟

الخلاف بين المؤسسة العسكرية والتيارات الإسلامية تاريخي وليس حديثاً. قد تحدث توافقات للحظة ولكنها ترتد إلى مربع العنف. وهناك صدامات بينهما على مدار التاريخ. ورغم أن موازين القوى تختلف، إلا أني لا أعتقد أن الظروف مهيأة لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الطرفين. فالمناخ اليوم لا يسمح بالإصغاء للآخر وفتح حوار معه وبناء علاقات جديدة. بل على العكس، فالعلاقة هي علاقة خصومة وعداوة. وينظر إلى جماعة الإخوان من قبل النظام (المصري) على أنها خانت الوطن، وتم تصنيفها كحركة إرهابية تعمل ضد مصالح مصر. هذا من جهة، ومن جهة أخرى أعتقد أن المؤسسة العسكرية تستفيد من هذا الوضع لإزاحة خصم سياسي كان يلعب دوراً في السنوات الماضية. والمشكلة الأخرى هي أن الجماعة نفسها لم تتطور وبقيت في إطار رد الفعل ومتقوقعة على ذاتها.

هل يمكن أن يكون لوفاة مرسي تأثير مستقبلي على فكر الإخوان ونهجهم في قضايا السياسة والدولة، كأن يقوموا بمراجعات وتقييمات؟

تجربة رئاسة مرسي ينبغي أن تكون محفزاً للجماعة حتى تراجع نظريتها في الحكم وتراجع مواطن الفشل لتعرف أين تكمن الأخطاء. وعادة ما يقوم الإخوان بين الحين والآخر بمراجعات، والظروف اليوم ملائمة لذلك، لأن المراجعات تعكس حركة تطورية تعيشها حركة الإخوان بين الحين والآخر متى ما توفرت الشخصيات القادرة على القيام بهذه المراجعات. وذلك لتجاوز المظلومية ولعب دور الضحية والانتقال من ذلك إلى القيام بالنقد الذاتي، كما يقول (المفكر السوري الراحل) جلال صادق العظم. إذ لا بد للقوى السياسية أن تقوم بالنقد الذاتي وأن تواجه نفسها بمواطن الخلل، وتدعو لإصلاح الأخطاء والمرور إلى مرحلة جديدة. كلّ تجارب حكم الأحزاب الإسلامية في المنطقة تقريباً أدت إلى نتائج سلبية. ولذلك فإن كل هذه الجماعات الدينية مطالبة بإعادة النظر في نظرية الحكم الإسلامي وتكييفها وفق المبادئ العالمية لحقوق الإنسان، وخاصة مبدأ التعايش وقبول الاختلاف والرأي والرأي الآخر.

وماذا عن الجماعات أو الأحزاب الأخرى القريبة من الإخوان في العالم العربي والمنطقة عموما؟
هذه الحركات تقوم بتوظيف ذلك سياسياً، مثل حركة النهضة في تونس، التي أصر نواب منها على ألا يباشر البرلمان جلسته إلا بعد الوقوف وقراءة الفاتحة على روح محمد مرسي. لكن لا أعتقد أن وفاة مرسي ستؤثر من ناحية تغيير النهج والسياسات، لأن هذه لا تتغير بموت شخص، خاصة وأن هذا الشخص (مرسي) لم تكن لديه كتب أو تصورات فكرية كما كان سيد قطب مثلاً. والفارق أن سيد قطب كان مفكراً ومنتجاً للمعرفة وله رؤى، كما صاغ نظرية في الحكم، على خلاف محمد مرسي الذي لم يكن مفكراً ولا صاحب مشروع. كما أنه لم يكن صاحب رؤية سياسية مختلفة، رغم أنه مارس تجربة الحكم. من هنا أعتقد أن وفاته لن تؤثر على الجانب الفكري للجماعات الإسلامية.

*آمال قرامي: أستاذة جامعية تونسية وخبيرة في الفكر الإسلامي وناشطة حقوقية.

أجرى الحوار: محيي الدين حسين

مسائيةDW  : وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي وأصداؤها محليا ودوليا

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات