1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

باحث يمني: أفول سلطة الدولة يهدد مستقبل اليمن

٢٦ يوليو ٢٠١١

يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء، فؤاد الصلاحي، أن فقدان الدولة لسيطرتها على عدد من المحافظات، سيؤدي إلى انزلاق اليمن إلى مرحلة الانهيار الكلي، مشددا على أن على اليمنيين أن يجدوا حلولا لقضاياهم.

https://p.dw.com/p/123yE
صورة من: picture alliance/dpa

يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء، فؤاد الصلاحي، أن عجز الأمم المتحدة عن إيجاد حل للازمة اليمنية دفعها إلى إسناد المهمة إلى الولايات المتحدة، والتي بدورها أسندتها إلى السعودية. لكنه رأى في الأمر خطرا كبيرا على مستقبل العملية السياسية بسبب وجود تخوف في الشارع اليمني من تنامي التدخل السعودي في السياسات اليمنية الداخلية.

دويتشه فيله حاورت فؤاد الصلاحي حول هذه القضايا:

دويتشه فيله: حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن من أن انهيار الدولة في البلاد، يمكن أن يؤدي إلى فقدان السيطرة على بعض المناطق. ما مدى إمكانية وقوع ذلك؟

فؤاد الصلاحي: مبعوث الأمم المتحدة وصل إلى استنتاجه هذا متأخرا جدا، وشخصيا كتبت منذ خمس سنوات حول ملامح الدولة الفاشلة في اليمن، وحذرت من الانهيار حينما تفقد الدولة سيطرتها على بعض المحافظات أو التجمعات المحلية،. وبالفعل هناك اعتراف رسمي بأن هناك عددا من المحافظات خارج سيطرة الدولة مثل صعدة ، وأبين، زنجبار وشبوة، ثم محافظات أخرى تكاد تكون السلطة المحلية بها غائبة كلية. وهذا الأمر تفاقم مع حركة الاحتجاج، أو ما نسميه بالثورة الشبابية والشعبية في اليمن، الأمر الذي يجعل من تحذير مندوب الأمم المتحدة أمرا منطقيا.

أشار مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن بأنه لا يمكن لطرف أجنبي أن يأتي بوصفة معينة لحل الأزمة وبأن الحلول يجب أن تكون يمنية. هل يعني هذا تخليا دوليا عن دور الوساطة؟

بالفعل جزء من كلام المبعوث صحيح، لأن على اليمنيين أن يجدوا حلولا لقضاياهم، لكن حتى الآن لم يفرج توازن القوى في الساحة عن فعل سياسي لصالح معارضة مسنودة من قبل الشباب في الساحات، بل إن ما نراه الآن هو محاصصة سياسية ستكون مجالا للحل بين أطراف قبلية وعسكرية وحزبية في المعارضة وأطراف النظام نفسه.

Fuad Al-Salahi
فؤاد الصلاحي خبير الشؤون اليمنية، وأستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاءصورة من: Fuad Al-Salahi

كما أسلفت سابقا، الولايات المتحدة أوكلت لبعض الدول في المنطقة إيجاد حل للازمة اليمنية. هل يؤدي هذا إلى تقوية نفوذ هذه الدول في اليمن؟

طبعا كنا نتوقع أن يدعم القرار الأممي فكرة استقلالية القرار السياسي اليمني انطلاقا من حيادية الأمم المتحدة، لكن توكيل دولة إقليمية هي تاريخيا لديها وجود في الداخل يعقد الامر. كما أن هناك تحسس سياسي من الصراع، الذي دار بين السعودية واليمن منذ 1934 في المعركة الأولى مع الإمام، ثم ما تلي ذلك حول قضية الحدود بين الشمال والجنوب. أما أن توكل أمريكا والأمم المتحدة إلى هذا الطرف الإقليمي مهمة ترتيب البيت اليمني في الداخل، فمعنى ذلك أن جميع وكلاء السعودية من القوى التقليدية والحداثية في الساحة اليمنية سيكون لهم موقع الصدارة في الترتيبات السياسية القادمة، وهذا ما يخاف منه كل شباب الساحات وحذرنا منه أكثر من مرة.

ميدانيا، المواجهات مازالت مستمرة بين قوات الجيش ومن تسميهم الحكومة اليمنية عناصر القاعدة. هل سيؤدي أي فراغ في السلطة إلى تقوية وجود التنظيمات المتشددة في المنطقة؟

تنظيم القاعدة عمليا منذ 2006 وربما قبل ذلك نظر إلى اليمن كساحة جديدة لتشكيل مجموعاته، وتكونت فعليا مجموعات قوية عادت من أفغانستان والعراق وباكستان، فوجدت في اليمن مكانا ملائما خاصة في مناطق الصحراء حيث غياب الدولة.

نظرية الفراغ الأمني ساعدت القاعدة إضافة إلى المجموعات الأصولية الأخرى على أن تتجمع في اليمن، وهنا ظهر تكتل لمجموعة القاعدة السعودية والقاعدة اليمنية، التي مارست أعمالا في داخل السعودية وفي الداخل اليمني.

إذن نظرية الفراغ ساعدتهم بشكل كبير خاصة وأن لديهم مصادر تمويل كبيرة تستخدمها على شاكلة وسائل لوجيستية في تحركاتها داخل التجمعات القبلية مثل شبول وأبين، أو في محافظات أخرى. هذه العملية تشجع أية قوة، سواء كانت أصولية أو قوى القاعدة أو غيرها. ولا شك أن الخطير في الأمر يتمثل في أن تتمكن مجموعات جديدة من التكون في الداخل اليمني.

هذا الصراع بين الدولة وهذه القوى وما يترتب عن ذلك من سقوط ضحايا مدنيين بكثرة، يولد الرغبة في الثأر لدى هؤلاء، خاصة وأن الصراع السياسي لم يحسم بعد لصالح الثورة. كما أن استمرار النظام السابق برموزه في ترتيب السياسات الأمنية القديمة قد يولد مجموعات مسلحة جديدة في أكثر من مكان داخل اليمن.

المعارضة اليمنية ترفض خطة الحكومة لإجراء محادثات، بينما تستمر المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام. ما هو السيناريو الذي تتوقعه في الأيام القليلة القادمة؟

أولا لدي ملاحظة على دور المعارضة الحزبية والمجموعات القبلية والعسكرية الداعمة لها. هي غير معارضة للترتيبات السياسية الحالية، بل تريد فقط حصتها السياسية كاملة. أمس صدر قرار برفع سعر البنزين من ألف وخمسمائة ريال كما كان قبل هذه الأحداث إلى ثلاثة آلاف ريال، وهم موافقون وصامتون على هذا الفعل، مع أن هذا الأمر يعتبر اعتداءً على حق كل مواطن.

وبالإضافة إلى ذلك لا تملك المعارضة رؤية كاملة للسيناريوهات المستقبلية، وعلى عكس ذلك الشباب لهم تصور، فهم يريدون تغيير بنية النظام بما يترتب عن ذلك من إعادة هيكلة النظام السياسي والحزب الحاكم، وتوسيع فرص تمثيل الجنوب في بنية النظام، مع إدماج قوى المعارضة في الخارج، وقوى الحوثييين التي كانت خارج دائرة السلطة.

هذا هو المنظور الجديد الذي يطرحه الشباب في الساحة، لكن المعارضة تعتمد الرؤية الخليجية التي لا تتضمن صراحة أية ترتيبات سياسية عدا نقل سلطة الرئيس لنائبه، ومن ثمة تشكيل حكومة وحدة وطنية. إذن المعارضة تتصرف وكأنها توافق على استمرار النظام القديم مع بعض الإصلاحات الشكلية والمظهرية.

NO FLASH Jemen Freude über die Abreise von Saleh 5. Juni 2011
فؤاد الصلاحي: المعارضة اليمنية لا تتوفر على سياسية واضحة المعالمصورة من: dapd

قال عبد ربه هادي منصور، نائب الرئيس اليمني، إن الأطراف السياسية في اليمن قد تتوصل خلال الأسبوع الجاري إلى خريطة طريق لحل الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد. هل يعني هذا رجوعا مرتقبا للرئيس علي عبد الله صالح؟

ما يشير إليه نائب الرئيس هو أن هناك شبه موافقة على حكومة توافق بين بقايا النظام السابق وبين المعارضة بشقيها الحزبي، أي اللقاء المشترك، ومجموعتها القبلية والعسكرية، وأشير هنا إلى الشيخ الأحمر واللواء على محسن، فهؤلاء أصبحوا الرموز الفاعلة في الساحة، وهؤلاء من تم الحوار معهم من قبل المندوب الأممي والسعودية والسفارة الأمريكية، وهؤلاء من يصنعون القرار السياسي القادم.

نائب الرئيس اليمني يتحدث بخصوص ما يسمونه حكومة وحدة وطنية، وأنا أسميها حكومة محاصصة بين طرفين لا يستحقان هذا الفعل السياسي، لأن الثورة قامت ضد نشاطهما السابق منذ ثلاثين عاما بهذا الشكل، لأن هناك اجتماعات سرية يوميا، لكنها لا تتضمن خطة وطنية حقيقية تقلل فعل الدول الإقليمية في الداخل بدليل أن السفارة الأمريكية والسعودية هي التي تنظم هذه الاجتماعات بحضور مندوبيها. وهذا ما كنا نعاني منه في مرحلة السبعينيات حيث كانت السفارتين الأمريكية والسعودية تدير الشأن السياسي بالكامل، ونحن بعد أربعين عاما نريد أن نخرج من دائرة الوصاية الإقليمية والدولية.

كنا نأمل أن تنحاز المعارضة بوعيها السياسي والوطني إلى القضية الشعبية، وأن تقدم سيناريو سياسي يقبل دعم الخارج له وتأييد الداخل بأكمله، ولكننا فوجئنا بأن هذه القوى السياسية في المعارضة هي أقل مما كنا نتوقع فأتاحت الفرصة للقوى الإقليمية وللمجموعات غير الرسمية أن تصنع الترتيبات السياسية القادمة.

أجرى الحوار عبد المولى بوخريص

مراجعة: لؤي المدهون

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد