انتقادات ومديح لمجريات زيارة بيربوك لتركيا

في معرض تعليقه على زيارة وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك إلى تركيا، وفي تصريحات لصحف شبكة التحرير "دويتشلاند" الصادرة اليوم الأحد (31 تموز/يوليو 2022)، قال رئيس الجالية التركية جوكاي صوفو أوغلو:" كنت أتمنى أن يتم مناقشة قضايا معينة بشكل دبلوماسي خلف أبواب مغلقة". وأضاف صوفو أوغلو:" كان يتعين على أية حال إيجاد طرق أخرى للدخول في حديث مع بعضهما البعض"، ورأى أن الاثنين "تركا لغة الدبلوماسية" وصاغ " كل منهما رسائل للسياسة الداخلية".

وأعرب صوفو أوغلو عن أمله في ألا تؤثر هذه الواقعة على السكان المنحدرين من أصول تركية في ألمانيا وقال: "ننتظر ألا يعاني السكان ذوو الأصول التركية في ظل هذه الظروف"، معربا عن أسفه لحدوث مثل هذه المعاناة في الماضي على إثر مواجهات مشابهة.

في الوقت نفسه، أشاد صوفو أوغلو بالزيارة الأولى التي قامت بها السياسية المنتمية إلى حزب الخضر لقادة معارضين ومنظمات مجتمع مدني. وقال: "أرى أن هناك تحولا معينا في النموذج الفكري لدى السيدة بيربوك، فقد زارت المعارضة للمرة الأولى وذلك لأن المعارضة يمكن أن تشكل الحكومة التالية. ولهذا السبب فيجب الحفاظ على العلاقات معها".

كانت بيربوك عقدت لقاءها الوحيد مع ممثل الحكومة التركية، نظيرها التركي تشاووش أوغلو، في اسطنبول، وهناك عقدت المؤتمر الصحفي المشترك مع الوزير التركي وحدثت المواجهة العلنية بين الوزيرين، حيث تبادل الجانبان الانتقادات حول قضايا حساسة بداية من الهجوم التركي المقرر في شمال سوريا، مرورا بسجن رجل الأعمال والمعارض التركي عثمان كافالا، وصولا إلى سيادة الجزر اليونانية في شرق بحر إيجة.

وبدوره، انتقد تشاووش أوغلونظيرته الألمانية لانحيازها لليونان في النزاع الحدودي البحري بين البلدين، بعد أن وعدت بدعم أثينا خلال زيارتها هناك.

سياس تركي معارض: المواجهة "حتمية أحيانًا"

وفي اليوم الثاني من زيارتها لتركيا، التقت بيربوك ممثلين عن المعارضة في العاصمة أنقرة.

ومن طرفه، أشاد السياسي التركي المعارض مدحت سنجار تصريحات بيربوك الواضحة. وقال الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد بعد محادثته مع بيربوك: "التصريحات المباشرة والمواجهة ليست ضرورية فقط، بل لا مفر منها في بعض الأحيان. يتحدث تشاووش أوغلو دائمًا لغة واضحة جدًا في مثل هذه الاجتماعات. هذه هي المرة الأولى التي تتصرف فيها نظيرته الألمانية بهذا الوضوح. كان ذلك جيدًا".

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة بتركيا في حزيران/يونيو 2023. ويتوقع المراقبون أن ستة أحزاب معارضة ستشكل تحالفًا وتسمي مرشحًا مشتركًا. وتأمل المعارضة بعد ذلك أن تحل محل الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يتولى السلطة منذ ما يقرب من 20 عامًا. وكانت استطلاعات الرأي قد أظهرت تراجع شعبية أردوغان وحزبه الإسلامي الحاكم، حزب العدالة والتنمية.

خ.س/م.س (د ب أ)