1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

النظام السوري يواجه الاحتجاجات بعقلية الثمانينات

١٤ أبريل ٢٠١١

يرى الناشط الحقوقي رضوان زيادة أن النظام السوري يواجه حركة الاحتجاجات المطالبة بالإصلاحات بالعنف المستند إلى عقلية الثمانينات وأن السيناريو الوحيد لخروجه من مأزقه يتمثل في الاستماع إلى مطالب المحتجين.

https://p.dw.com/p/10t76
متظاهرون يدمرون صورة للرئيس بشار الأسد في درعاصورة من: picture alliance/abaca

بعد أن شهدت بلدة البيضة السورية موجة من الاعتقالات الجماعية لسكانها من الرجال، خرجت المئات من النساء في تظاهرة الأربعاء (13 ابريل نيسان) للمطالبة بالإفراج عن رجالهن المعتقلين. وفي حوار مع دويتشه فيله قال الناشط السوري رضوان زيادة، مدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان في واشنطن إن قوات الأمن قامت بعد اقتحامها للقرية يوم أمس باعتقال كل من يزيد عمره عن اثني عشر عاماً. وبحسب زيادة فإن "هذا التطور يعد مؤشراً على أن انضمام شريحة جديدة إلى حركة الاحتجاجات يمنحها زخماً إضافياً". ويرى الناشط السوري أن تعامل السلطات السورية مع الاتساع التدريجي في حركة الاحتجاجات وانضمام المزيد من شرائح المجتمع السوري وفئاته إليها "يسير باتجاه المزيد من القمع. وهذا ما لمسناه في أكثر من مدينة سورية الأسبوع الماضي، وفي مقدمتها بانياس، حيث يتم استخدام القناصة لترويع المواطنين والمتظاهرين المسالمين".

Superteaser NO FLASH Syrien Fernsehrede von Bashar Assad in Damaskus
رضوان زيادة: "سوريا دخلت مرحلة خطرة للغاية، يحتم على المجتمع الدولي مزيداً من المتابعة والمراقبة من أجل حماية المتظاهرين السلميين".صورة من: dapd

مرحلة خطرة

لكن يبدو أن استخدام العنف لمواجهة المظاهرات، التي ما برحت تنطلق من حين إلى آخر في عدة مدن سورية للتحول إلى مواجهات دامية، لم يسهم في تهدئة الأوضاع، بل زاد من رقعة حركة الاحتجاجات. ويرى زيادة أن "الرد الأمثل لمواجهة المظاهرات والاحتجاجات يتمثل في الاستماع إلى مطالب المتظاهرين واعتبارها مطالب حرية تهدف إلى الانتقال من نظام شمولي إلى نظام ديمقراطي تعددي". وحتى محاولات الرئيس بشار الأسد لمواجهة المظاهرات بوعود الإصلاح لم تسهم في وضع نهاية لها. وأمام هذا التقاطع بين مطالب المحتجين وأسلوب السلطات السورية في التعامل معها، والذي يضع سوريا على شفير هاوية العنف، يرى الناشط زيادة أن "سوريا دخلت مرحلة خطرة للغاية، يحتم على المجتمع الدولي مزيداً من المتابعة والمراقبة من أجل حماية المتظاهرين السلميين والحفاظ على أرواحهم".

ويشير زيادة إلى أن لجوء السلطات السورية إلى خيار العنف سوف يدخل البلاد في دوامة نحو مزيد من العنف، ويضيف في هذا السياق: "إن النظام يحاول تكرار سيناريو الثمانيات من دون أن يعي أن سوريا اليوم مختلفة تماماً عن سوريا الثمانينات. والمجتمع الدولي مختلف هو الآخر عن الثمانينات، ولن يقف صامتاً أمام ما يحدث في سوريا يومياً".

من "الجهات الخارجية" إلى "الإخوان"

Radwan Ziadeh
رضوان زيادة، مدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان في واشنطنصورة من: Radwan Ziadeh

وفي ظل لجوء النظام السوري إلى العنف وغلق أبواب الإصلاح بات يوزع تهم "التحريض" على هذه المظاهرات ، فقبل أيام قلائل ظهر الرئيس الأسد ليتهم جهات أجنبية، واليوم بث التلفزيون السوري اعترافات لما أسمها بـ"خلية إرهابية" عناصرها من الإخوان المسلمين. عن هذا يقول الناشط السوري إن كل سوري يعرف أن هذا الكلام بعيد عن الصحة، ويضيف متسائلاً "في سوريا يستحيل حتى إدخال صحيفة بدون الحصول على موافقة أمنية، فكيف يدعي إدخال أسلحة وجماعات مسلحة تظهر فجأة بين المتظاهرين؟".

ويرى زيادة أن هذه الاتهامات تأتي متوافقة مع "سياسة النظام السوري في إثارة المخاوف لدى المتظاهرين السلميين وإظهار حركة الاحتجاجات على أنها ذات بعد طائفي عن طريق اللعب على الوتر الطائفي وزرع الفتنة من خلال القتل واستهداف عناصر من الجيش ودور العبادة بهدف منع الاحتجاجات من الوصول إلى مطالبها الرئيسية". وإضفاء صبغة طائفية على حركة الاحتجاجات في منطقة تشهد في الأصل شحناً طائفياً كبيراً، يقود في النهاية "إلى تشتيتها وصرف الأنظار عن تطلعاتها ورغباتها الحقيقية".

عماد م. غانم

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد