1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المصريون في ألمانيا ـ تقبل أكثر للقضايا الطائفية الشائكة!

٤ يناير ٢٠١١

ينظر المصريون في ألمانيا لأوضاع وطنهم بحزن وألم. يستغربون حالة "التشنج" التي أصابت الأقباط والمسلمين. بعضهم يرى أن مناخ الحرية هنا ساعدهم على النظر للأمور بتفهم أكبر، وآخرون يرون أن سعة الأفق تبدأ من التربية في البيت.

https://p.dw.com/p/ztbz
الأقباط والمسلمون في ألمانيا.. صداقة أقوى من الفتن
الأقباط والمسلمون في ألمانيا ـ صداقة أقوى من الفتنصورة من: Maged Saad

في وقت تنشغل فيه الجهات الأمنية المصرية بتحقيقاتها لمعرفة منفذي التفجيرات الدامية، التي استهدفت كنيسة القديسين عشية العام الجديد، يتساءل المصريون المقيمون في ألمانيا عن الأسباب الاجتماعية والدينية التي أدت إلى استفحال المشكلة الطائفية في السنوات الأخيرة على هذا النحو. الكثيرون، ممن استطلعت دويتشه فيله آراءهم، استنكر "تشنج" المواطنين في مصر إزاء قضايا يرون هم أنها "تندرج تحت بند الحرية الشخصية، مثل تغيير الديانة".

وينتقد الدكتور علاء بركات، أستاذ العلوم التطبيقية - جامعة "شارتيه" في برلين، الخطاب الديني، الإسلامي والمسيحي، وإن اعتبر أن تلك المشكلة قلت إلى حد ما في الآونة الأخيرة. وقال بركات، وهو من الجالية المصرية المسلمة، ومقيم في ألمانيا منذ 20 عاما، "هناك بعض الخطباء يحضون على عدم تهنئة المسيحيين في أعيادهم. وطبعا هذا كلام خاطئ لم ينص عليه الدين الإسلامي. كما أسمع من أصدقائي أنه يحدث في الكنائس أيضا شيء من هذا القبيل، وهذا كله كلام غير مسؤول سواء من رجال الدين المسلمين أو المسيحيين".

بركات: حساسية الأقباط هنا زائدة عن اللزوم

دكتور علاء بركات، أستاذ العلوم التطبيقية - جامعة شارتيه - برلين
دكتور علاء بركات، أستاذ العلوم التطبيقية - جامعة شارتيه - برلينصورة من: Alaa Barakat

ولدى سؤاله فيما إذا كان يتحدث بحرية في تلك المسائل مع أصدقائه الأقباط هنا، قال "بصراحة أتحدث أكثر مع أصدقائي الأقباط في مصر. معهم أستطيع الكلام بدون أدنى مشكلة. لكن للأسف أجد أ، لدى الأقباط هنا في ألمانيا حساسية زائدة عن اللزوم، وهذا شيء محزن. ربما لأن أقباط المهجر يعيشون خارج الوطن فهم متأثرون بشكل أكبر من المقيمين في مصر، لا أعلم لكن هذا تحليلي. لذلك أجد حرية أكبر في الحديث عن القضايا الحساسة مع أصدقائي الأقباط في مصر، لأنهم أصدقاء طفولة، هناك مساحة من الثقة والعشرة والفهم المتبادل تسمح لنا بالحديث بحرية، لكن أصدقائي الأقباط هنا مازالت محدودة طبعا".

وخلافا للحساسية التي تقابل بها مسألة تغيير الديانة في مصر، رأى بركات أنها لا ينبغي أن تتحول إلى قضية شائكة، ولا ينبغي أن تؤدي إلى اشتعال الوضع كما يحدث في مصر. وأوضح "يبدو الفريقان كما لو أنهما في مباراة وكل منهما يسجل نقاطا على حساب الآخر. مع أن الموضوع أبسط بكثير. هذه علاقة الإنسان بربه. لو أراد مسلم أن يتنصر فهذا قراره، الله هو الذي سيحاسبه سواء بالإيجاب أو بالسلب. وكذلك الحال مع المسيحي لو أراد أن يسلم، فليست هذه نهاية المطاف ولا يعني ذلك أن المسيحيين خسروا كثيرا.. أنا مندهش لأنه طوال الوقت كان هناك في الجانبين من يغير دينه ولم يحدث أبدا هذا التشنج إلا مؤخرا".

وبينما استشعر بركات حساسية تجاه الأقباط في ألمانيا، أكد ماجد سعد، صاحب شركة استيراد وتصدير، وهو من الجالية القبطية، ومقيم في ألمانيا منذ 20 عاما أيضا، أن 95 % من أصدقائه، سواء في مصر أو ألمانيا، مسلمون. وقال "أشعر بخيبة أمل لما يجري في مصر، لأننا لم نعرف أبدا التفرقة بين المسلم والمسيحي. هنا غالبية أصدقائي مسلمون، رافقتهم في العيد الأخير في رحلة إلى إنجلترا، ولم يشعر أي منا بهذه الحساسية يوما".

سعد: أنا قبطي وجل أصدقائي مسلمون

ماجد سعد، صاحب شركة استيراد وتصدير - فرانكفورت
ماجد سعد، صاحب شركة استيراد وتصدير - فرانكفورتصورة من: Maged Saad

وأضاف "كلنا نشأنا في بيوتنا بهذه الطريقة. والنقاش بيننا دائما مفتوح في كل الأمور، لا توجد أي حواجز، على الأقل في المحيط الذي أعرفه. نناقش كل المشاكل التي تحدث في مصر، دون أي تعصب، مثل التطرف والتمييز والتفرقة العنصرية بين المسلم والمسيحي، خاصة بعد ازدياد تلك الظاهرة في السنوات الأخيرة، والتي لمستها بنفسي مع أحد الضباط".

ووصف سعد المشاكل التي تثار حول مسألة تغيير الدين في مصر بأنها "زوابع"، مؤكدا "من يريد من المسيحيين أن يسلم فليتفضل، ومن يريد من المسلمين أن يتنصر فليتفضل. من يعيش هنا في ألمانيا، مسلم أو مسيحي، ينظر لهذه المسألة بشكل مختلف. لا يعنيني من يسلم ومن يتنصر. هذا الموضوع ليس حساسا بالنسبة لي مثل التطرف والتمييز".

ويتفق إيهاب سلام، تاجر سيارات مسلم، يقيم في جنوب ألمانيا، في الرأي مع أعز أصدقائه ماجد. ويقول "نحن في مصر تربينا على أنه لا توجد أي مشكلة بين المسلم والمسيحي. هذه المسألة لم تكن أبدا في الحسبان. أناقش هذه الموضوعات الحساسة بصدق وصراحة مع المسيحيين والمسلمين، لأننا جميعا في الهم سوا".

سلام : أفكاري تغيرت قليلا بعد سفري لكن الأساس في التربية

ماجد (يسار) وسلام (يمين وسط).. وصداقة عمر لا تنظر إلى دين أو ملة
ماجد (يسار) وسلام (يمين وسط).. وصداقة عمر لا تنظر إلى دين أو ملةصورة من: Maged Saad

واعتبر أيضا أن مسألة تغيير الدين أمر شخصي وقرار يخص صاحبه "إذا قرر شخص الإسلام أو التنصر، هذا لا يعنيني. ليست لدي أي مشاكل مع ما يعتنق، ليست هذه قضيتي، وكان ذلك رأيي في الغالب وأنا في مصر أيضا. لا أعتقد أنه يمكن أن أكره أي شخص لهذا السبب".

وأقر سلام بأن طريقة تفكيره تغيرت قليلا بعد سفره، لكنه أكد أن الأساس كان في التربية التي نشأ عليها في البيت "أمي وأبي ربوني على ذلك. كلاهما مسلم ويصلي، لكنهما لم يمنعاني يوما من الشراء من مسيحي ولم يمنعوني أبدا من تهنئة الأقباط في أعيادهم".

وبدوره، رأى فؤاد خليل، نائب رئيس الكنيسة الأرثوذوكسية في برلين، أن المحبة التي تجمع المسلمين والأقباط في ألمانيا تميزهم عما هي عليه في مصر. وقال "هنا نحب بعضنا البعض ونتشارك في الأفراح والعزاء والمرض، نحن هنا مندمجون أكثر، بيننا محبة. في مصر لا يوجد احتكاك بينهم".

وأضاف خليل أن المصريين في ألمانيا يتفهمون حرية التعبير والعقيدة وحرية كل إنسان في اختيار ديانته أكثر ممن يعيشون في مصر "مئات المرات، وضعي تحت ذلك عشر خطوط"، على حد تعبيره. وأضاف "قناعتي الشخصية أن على كل شخص أن يختار ديانته. نحن متعلمون وفاهمون الدنيا. ولو أصرت ابنتي على الزواج من مسلم، لقبلت، لكني كنت سأنصحها أولا بأن مشكلة المسلم أنه يمكن يتزوج عليها، لكني في النهاية سأترك لها حرية اتخاذ القرار".

أميرة محمد

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد