1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المصالحة بين فتح وحماس – هل من جديد؟

٢٦ نوفمبر ٢٠١١

بعد اجتماع زعيمي حركتي حماس وفتح، تقول الحركتان إنهما تسعيان مجدداً في طريق المصالحة وستفتحان "صفحة جديدة من الشراكة". لكن ليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها فتح وحماس عن مصالحة. فما الجديد في هذا الاجتماع؟

https://p.dw.com/p/13HW0
لقاء متجدد بين عباس ومشعل. لكن هل سيأتي بجديد؟صورة من: Picture-Alliance/dpa

سبق وأن وقعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على اتفاقية مصالحة مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بزعامة محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، وذلك في مطلع أيار/ مايو هذا العام. آنذاك اتفق الجانبان على حل الخلافات بينهما وإقامة حكومة وطنية تهيئ لانتخابات تُقام في أيار/ مايو عام 2012.

لكن حتى الآن لم تشكل هذه الحكومة، ولم يتم تحديد موعد للانتخابات بعد، ما يطرح تساؤلات حول جدية المحادثات التي أجريت بين عباس وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في القاهرة يوم الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر، وعما إذا كانت ستأتي بجديد على الصعيد الداخلي السياسي الفلسطيني.

ويرى فيليكس دانه، مدير مكتب مؤسسة كونراد آدناور الألمانية في رام الله، أن حماس تحمل في يدها الآن ورقة ضغط سياسية، بعد أن حققت نجاحاً في صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي غلعاد شليط، الذي كان أسيراً لدى حماس لمدة خمسة أعوام. ويتابع دانه: "بعد هذا النجاح الذي حققته حماس في غزة، فهي باتت تعتقد أنها حصلت على ثقل سياسي أكبر، وأنها تستطيع أن تطالب بالمزيد من المشاركة في حكومة وطنية مع حركة فتح". وقد تحصل حماس على الدعم الشعبي اللازم، بحسب الخبير الألماني، من عائلات الأسرى الذين أطلق سراحهم، وليس بالضرورة من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مضيفاً أن "الناس في غزة يحكمون على حماس وفقاً لما استطاعت حله من مشاكل. وحسب رأيي يبدو أنه لم يتغير الكثير في غزة."

"الطرفان الآن في أزمة"

أما المحلل الفلسطيني سليمان أبو دية من مؤسسة فريدريش ناومان الألمانية في القدس، فإن له رؤية مغايرة في هذا الشأن، فهو يعتقد أن الجديد الذي تحمله محادثات المصالحة هو أن الطرفين الآن أصبحا في أزمة سياسية ويحتاجان لبعضهما البعض من أجل مواجهة التحديات المستقبلية، وأن استراتيجيتهما وصلتا الآن إلى طريق مسدود. ويتابع أبو دية أن مفاوضات محمود عباس مع الطرف الإسرائيلي لم تسفر عن شيء حتى الآن، وذلك في "ظل الحكومة الأكثر تطرفاً في إسرائيل فيما يخص مرجعيات عملية السلام، أي موضوع وقف الاستيطان وحدود عام 1967 والمواضيع الشائكة الأخرى". أما في حالة حماس، فيرى المحلل الفلسطيني أن وضعها في غزة مشابه لوضع فتح في الضفة الغربية، إذ أن "استراتيجيتها فشلت، في ظل استمرار المقاطعة العربية والدولية لحركة حماس".

Hamas feiert Jahrestag und kündigt Überraschung an Ismail Hania
سعي النظام السوري للقضاء على الإخوان المسلمين في سوريا أوقع حماس في مأزق سياسيصورة من: AP

وعن الانتخابات، التي قال الطرفان بعد اجتماعهما في أيار/ مايو الماضي بأنها ستقام في نفس الشهر من العام المقبل، يقول فيليكس دانه إنه يشك في قدرة حماس وفتح على إقامة حكومة وحدة وطنية في الأشهر القليلة القادمة، من أجل التخطيط لانتخابات تشريعية تقام في ربيع 2012. ويتابع دانه: "هذا أمر غير واقعي، لأن نقاط الخلاف بين الحركتين لا زالت قائمة، وأنا أستبعد أن تكونا قادرتان على تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على تنسيق وإقامة الانتخابات في هذا الوقت القصير".

إلا أن الخبير الفلسطيني أبو دية يعارض هذه الرؤية، ويعتبر أنه بإمكان حكومة انتقالية – إذا ما تم الاتفاق عليها – أن تعلن عن إقامة انتخابات في شباط المقبل، وبذلك يبقى لها ثلاثة أشهر للتحضير، وهذا شيء مسموح به وفقاً لقانون الانتخابات الفلسطيني، والناحية اللوجستية متوفرة وممكنة. لكن نجاح الانتخابات يتعلق أيضاً بموافقة حماس على إجرائها في قطاع غزة دون تدخلها، حسب ما يقوله أبو دية.

فياض حجر العثرة؟

ورداً على سؤال حول كون شخص رئيس الوزراء الفلسطيني في حكومة محمود عباس، سلام فياض، نقطة الخلاف الأساسية بين حماس وفتح، ينفي سليمان أبو دية ذلك، مضيفاً أن "هذا الإدعاء يرمي الكرة في ملعب فياض ويحمله مسؤولية المصالحة بين فتح وحماس، وبهذا يحاول الطرفان التهرب من المسؤولية والإلقاء بها على كاهل رئيس الوزراء".

ويتابع أبو دية أن سلام فياض نفسه لا يريد الوقوف في وجه مصالحة داخل القيادة الفلسطينية، وأنه مستعد للتنازل وترك منصبه إذا تطلب الأمر ذلك. ويرى أبو دية أن نقاط الخلاف الأساسية هي إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، وشرعية حكم حماس في غزة، "بالإضافة إلى الملف الأمني ودمج المجموعات المسلحة لحركة حماس في السلطة الفلسطينية".

حول ذلك يشير فيليكس دانه إلى وجود تحديات كبيرة لتحقيق المصالحة بين فتح وحماس، أهمها صعوبة دمج المجموعات المسلحة في غزة مع أجهزة السلطة الأمنية، وأن الاتفاق وبناء حكومة وفاق مشتركة بين الطرفين قد يؤدي إلى تقليص أو حتى وقف المساعدات المالية من المجتمع الدولي للسلطة الفلسطينية، ووقف مستحقات الضرائب التي يتوجب على إسرائيل تحويلها للفلسطينيين.

"مأزق" حماس في سوريا

وعن رأي الشارع الفلسطيني في فرصة نجاح المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية، يعتقد مدير مكتب مؤسسة كونراد آدناور في رام الله أن الفلسطينيين يشككون في قدرة الاجتماع الذي أقيم في القاهرة مؤخراً على إحراز تقدم ملحوظ في التقارب بين الطرفين، لأن "الشعب الفلسطيني يرى كيف تجري حماس وفتح منذ مدة طويلة محادثات مع بعضهما البعض، إلا أنهما لا تريدان التخلي عن نفوذهما في الضفة الغربية وغزة".

أما الخبير الفلسطيني سليمان أبو دية فيقول إنه بالرغم من كل تخوفاته وتقديراته، فهو يرى بأنه من الممكن إحراز المصالحة بين الطرفين المتنازعين بشكل جدي هذه المرة، وأن هناك فرصة جيدة لهذه المصالحة، لأن الطرفين بحاجة ماسة إليها. وهنا يأتي دور القيادة المصرية في هذه المعادلة السياسية، لاسيما وأنها "بحاجة إلى إنجاز سياسي الآن. ودفع الفلسطينيين إلى إتمام المصالحة سيساعد المصريين على تسجيل هذا الفوز السياسي".

وعلى الصعيد الإقليمي، يرى أبو دية أن حماس الآن في موقف حرج، لأن النظام السوري الذي كان يدعمها بصدد تصفية ومواجهة جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، الذين يُعتبرون حلفاء لحركة حماس، موضحاً أن "حماس بحاجة إلى الخروج من هذا المأزق السوري، بما يعني أنها إذا وافقت على المصالحة، فيمكن أن تكون الطريق أمامها مفتوحة لنقل مكاتبها من دمشق إلى عمّان أو القاهرة بموافقة مصر والأردن. هذا سينقذ حماس من المأزق التي هي فيه". ولذلك فهو يرى أن فرصة نجاح المصالحة هذه المرة أفضل من ذي قبل، ولكنها طبعاً ليست مضمونة مائة بالمائة.

نادر الصراص

مراجعة: ياسر أبو معيلق

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد