1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

موافقة البرلمان على قانون التفويض

دويتشه فيله + وكالات (هـــــ.ع)١٠ نوفمبر ٢٠٠٦

تأتي موافقة البرلمان الألماني على تجديد تفويض مشاركة الجيش الألماني في دعم القوات الدولية في أفغانستان في ظل تزايد الضغوط على وزير الدفاع وتزايد شكوك الخبراء الألمان بجدوى المشاركة الألمانية في مهمات خارجية عسكرية.

https://p.dw.com/p/9NVc
الخبراء يشككون في مغزى المشاركة العسكرية الألمانية في الخارجصورة من: AP

بعد نقاشات ساخنة وافق البرلمان الألماني اليوم على تمديد التفويض الممنوح للقوات الألمانية للمشاركة في مهام مكافحة الإرهاب ضمن ما يعرف بمهام "الحرية الدائمة" التي تقودها أمريكا في القرن الإفريقي والبحر المتوسط لمدة عام آخر. فقد وافق البرلمان بأغلبية 436 صوتا مقابل 101 صوت وامتناع 26 عضوا عن التصويت على مواصلة مشاركة القوات الألمانية في هذا الإطار. كما وافق أعضاء البرلمان أيضا على خفض الحد الأقصى لعدد الجنود المسموح بإرسالهم في هذه المهام من 2800 إلى 1800. وبموجب عملية "الحرية الدائمة" يساعد نحو 335 من أفراد القوات البحرية الألمانية في تأمين البحار الواقعة قبالة القرن الإفريقي.

وفي سياق متصل، هدد 127 عضوا باستخدام الفيتو ضد مشاركة جنود ألمان في أعمال عسكرية ردا على تعرض أهداف أمريكية للهجوم في أفغانستان. كما احتلت مهمة المشاركة الألمانية في أفغانستان مساحة واسعة من النقاش، ليسمح التصويت بإرسال ما يصل إلى 100 من القوات الخاصة إلى ذلك البلد. وتحدثت بعض المصادر الصحفية عن أن الهدف من هذه القوة هو مساعدة القوات الأمريكية في البحث عن مقاتلي حركة طالبان.

ضغوط على وزير الدفاع

Bundesverteidigungsminister Franz Josef Jung
تزايد الضغوط على وزير الدفاعصورة من: AP

على الرغم من القلق الذي أبداه البرلمان الألماني حول تدهور الأوضاع في أفغانستان وطبيعة المشاركة الألمانية في مهمة "الحرية الدائمة" اعتبر وزير الدفاع الألماني، فرانس جوزيف يونج، في مداخلته بأن "المشاركة الألمانية بالغة الأهمية في مهمة الحرية الدائمة". كما وجه أعضاء البرلمان في الوقت ذاته النقد إلى وزير الدفاع بشأن تورط القوات الألمانية الخاصة في أفغانستان في عمليات استجواب قاسية. فقد اعتبر العضو عن كتلة اليسار البرلمانية للشؤون الخارجية نورمان بيش بأن "تبريرات وزير الدفاع بشأن قضية استجواب المعتقلين غير مقبولة." وتجدر الإشارة هنا إلى أن وزير الدفاع الألماني يتعرض منذ فترة إلى إنتقادات حادة لسياسته الدفاعية وبعض الحوادث التي رافقت المشاركات الألمانية في الخارج وعلى رأسها حادثة العبث بجماجم بشرية في أفغانستان والاحتكاك بين البحرية الألمانية والمقاتلات الإسرائيلية.

ازدياد قوة طالبان

Taliban in Afghanistan
الحرب على الإرهاب في أفغانستان لم تكسر شوكة طالبانصورة من: AP

مضت خمسة أعوام على الإطاحة بنظام طالبان ولا يزال الاستقرار في أفغانستان حلما بعيد المنال مع تواصل هجمات طالبان وفي ظل عدم ثقة السكان بحكومة تتهم بالفساد. وفي هذا السياق، اعتبرت المنظمة البحثية غير الحكومية "انترناشونال كرايزس غروب" أن ذلك "نتيجة فشل التدخل الدولي لوقف عقود من النزاعات في هذا البلد." كما اعتبر العضو عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي للشؤون الخارجية هانس أورليش كلوزه بأن "قوة طالبان في ازدياد وأن الإرهاب لا يمكن مقاومته بالسبل العسكرية وحدها، بل لا بد لقوات إساف من أن تركز جهودها على الإعمار."

نقد للبرلمان الألماني

Bundestag p178
مطالبة البرلمان الألماني بضرورة ممارسة الرقابة على القوات الخاصة الألمانية في أفغانستانصورة من: dpa

على الرغم من أن غالبية كبيرة من المجتمع الألماني تعارض مشاركة جنود ألمان في مهام خارجية صوّت البرلمان على تمديد التفويض، يرى بعض الخبراء أن ألمانيا قد أحسنت صنعا في المشاركة في مهمات خارجية وإن كانت محدودة الفاعلية والنتائج، إلا أنها تظهر نوعا من التضامن مع القضايا العالمية الكبرى. ولكن وعلى الرغم من ذلك يرى المحلل السياسي لدويتشه فيله أندرياس نول بأن "أعضاء مجلس النواب لم يقيموا نتائج هذه المشاركات الخارجية. وفي ضوء ذلك فإن البرلمان الألماني لم يقم موازنة دقيقة للأمور ولم يجب عن أسئلة مهمة مثل: ما الذي يمكن للجنود أن يحققوه في الحرب على الإرهاب وما الذي ليس بوسعهم فعله وما الذي تحقق بعد خمسة أعوام من الحرب على الإرهاب؟"

تشكيك الخبراء في مغزى المشاركة

يرى عدد من الخبراء والمحللين بأن المشاركة الألمانية في مهمات خارجية بتفويض أممي في الحرب على الإرهاب لم تؤت أكلها. وفي هذا السياق، يرى المحلل نول بأن هذه الحرب لم تحقق "نجاحا" وخاصة في أفغانستان. فهو يرى بان "مشروع الحرية والديموقراطية في هذا البلد في خطر بسبب ازدياد قوة طالبان.“ وأضاف نول بأن المشاركة الألمانية في قوة "إٍساف" التابعة لحلف شمال الأطلسي ربما "لم تنجح كثيرا في مهمتها التي ذهبت إليها بإعادة إعمار أفغانستان وإعادة تأهيل مؤسساتها المدنية وبناها التحتية." وكذلك فإن مشاركة البحرية الألمانية في أعمال المراقبة والمتابعة في القرن الإفريقي كانت أيضا محط تساؤل وشك من جدواها، إذ إن هذه المشاركة كسابقتها من المهمات الخارجية أيضا لم يكتب لها ذلك الإنجاز. وفي هذا الإطار يقول نول: "إن هذه المهمة هي رمزية أكثر منها قوة فعلية قادرة على تحقيق نتائج حقيقية في محاربة الإرهاب."

كما اعتبر نول أن الجنود الألمان هم "جزء" من الحرب على الإرهاب وأنه خلال حربهم ضد طالبان يسقط "ضحايا من المدنيين" وأن الساسة الألمان "لا يعترفون بهذه الحقيقة أمام شعبهم". واعتبر نول أن الحكومة تسوق الأمر على أن المشاركة الألمانية في أفغانستان على انها "مشاركة إنسانية في إطار إعادة إعمار أفغانستان.".هذا الأمر يعكس حقيقة بعد المشاركة الألمانية عن بعدها الإنساني النبيل بالتخفيف عن معاناة الأفغان، كما يرى الخبير نول. وفي ضوء الأخطاء والممارسات التي تورطت فيها القوات الخاصة الألمانية في أفغانستان فقد ارتفعت الأصوات التي تنادي بضرورة أن يراقب البرلمان طبيعة مهمة هذه القوة وأدائها حتى يستطيع أعضاء مجلس النواب أن يقررّوا فيما إذا كان هذا الأداء يتناسب وطبيعة المهمة وأن المشاركة الألمانية تحقق نتائج في الحرب على الإرهاب.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد