1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اللاجئون السوريون في الأردن: أوضاع صعبة وأعداد تتزايد

٢٨ فبراير ٢٠١٢

يعاني اللاجئون السوريون من أوضاع إنسانية صعبة بعد أن تضاعف عددهم في الأردن، إذ تؤكد بعض منظمات الإغاثة أن النزوح أصبح جماعياً بمعدل ألف لاجئ يعبرون يومياً عبر الأسلاك الشائكة ومركزي الرمثا وجابر الحدوديين مع سورية.

https://p.dw.com/p/14ATm
صورة من: DW

يقول يوسف الزعبي أبو الحسن، الذي هرب من بلدة المسيفرة شرقي مدينة درعا مع أفراد عائلته الأحد عشر إنه غادر مدينته نتيجة "للقمع والقتل والتعذيب الذي يحدث في سوريا بسبب المشاركة في التظاهرات". ويضيف الزعبي أن "الأمن السوري يقوم عندما لا يستطيع اعتقال الناشط بالقبض على زوجته أو بنته أو احد أفراد عائلته كرهينة لضغط عليه لتسليم نفسه مؤكدا انه مطلوب للأمن السوري لأنه ناشط فخاف على زوجته وأولاده وبناته فهرب بهم إلى الأردن حيث يتواجدون في مدينة الزرقاء شرقي العاصمة عمان". وكشف الزعبي في مقابلة مع DW عربية أنه اضطر إلى اللحاق بعائلته في الأردن بعد نحو شهرين بسبب ملاحقة المخابرات السورية المتكررة له.

"باع أرضه ليهرب إلى الأردن"

ويؤكد الزعبي لموقع DW عربية أن فروع الأمن السورية اقتحمت منزله أكثر من خمسين مرة قائلا: "دخلوا منزلي أكثر مما دخلت قوات القذافي على مصراتة وقاموا بتكسير غرف النوم والمطبخ وسرقوا سيارتي التي اشتريتها بمليون ليرة سورية وكأن المال سايب لا يوجد له صاحب". ويضيف الزعبي أنه عندما وصل إلى الأردن بقي يبحث عن سكن لأكثر من شهر حتى وجد بيتا أجاره الشهري مائة دينار شهريا والآن أصبح بمائة وسبعين بسبب كثرة اللاجئين والطلب المتزايد". ويدعو الزعبي إلى مساعدة الأسر السورية التي تعاني من غلاء المعيشة في الأردن.

Syrier in Jordanien
رغم ظروفهم الصعبة يتظاهر اللاجئون السوريون أمام السفارة السورية في عمانصورة من: DW

من جهته يقول أبو شادي الذي لجأ إلى العاصمة الأردنية عمان قادما من بلدة معضمية الشام الواقعة في محافظة ريف دمشق قبل أن يلتحق به أفراد عائلته الستة إنه "مطلوب للسلطات السورية بسبب مشاركته في المظاهرات" وأنه اضطر إلى الهرب متخفيا على مدى أيام دون أكل أو شرب حتى تمكن من ركوب إحدى السيارات الأردنية التي أوصلته إلى الحدود مع الأردن". ويضيف أبو شادي في حوار مع موقع DW عربية أنه عندما وصل إلى عمان اتصل مع أهله في سوريا فوجد أن "الأمن السوري يريد أن يعتقل ابنه الذي لا يتجاوز الحادية عشرة من عمره بدلا عنه فطلب منهم اللحاق به إلى الأردن". وكشف أبو شادي أنه باع أرضه في سوريا وانه يصرف من ثمنها حاليا واستطاع استئجار منزل متواضع في احد أحياء عمان الشعبية.

" 73 ألف سوري دخل الأردن منذ بدء الأزمة"

ويصعب حصر أعداد اللاجئين بسبب تداخل العائلات الأردنية السورية في شمال الأردن ولكثرة العمال السوريين. وتؤكد مكاتب الأمم المتحدة في عمان أن من سجل من هؤلاء اللاجئين هم ثلاثة آلاف فقط لكن وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة راكان المجالي كشف عن دخول 73 ألف سوري إلى الأردن منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا.

ويقول أبو بكر الحوراني في حوار مع موقع DW عربية إنه هرب إلى مدينة الرمثا الأردنية قادما من مدينة درعا مع أفراد أسرته الثمانية لأنه محكوم بالإعدام بعد أن كان ينقل ما يجري في درعا للقنوات الفضائية. ويؤكد أن صوره مرسومة على جميع الحواجز الأمنية في سوريا، مضيفا أن السلطات السورية حاولت في البداية التفاوض معه وقدمت له عروضا مغرية حتى يتوقف عن نقل ما يجري لكنه رفض قائلا إن "هذه ثورة لله فقط ليست للجاه".

Syrier in Jordanien
عائلات بكاملها تهرب من سوريا وتلجا إلى الأردنصورة من: DW

شباب أردني يتطوع لجمع المعونات للاجئين

الناشطة الأردنية رنا العتيبي من مجموعة شباب الخير للعمل التطوعي تقول إن المجموعة قررت مساعدة اللاجئين السوريين نظراً لأوضاعهم المعيشية السيئة وقامت بجمع معلومات عن احتياجات 120 أسرة سورية متواجدة في منطقـة جبل الحسين بوسط عمان. وتبين، حسب العتيبي، أن هذه الأسر بحاجة إلى المستلزمات المنزلية الأساسية إضافة إلى عدم قدرتهم على دفع الإيجارات. وتؤكد الناشطة الأردنية أن مجموعتها بدأت بجمع تبرعات مادية بحيث "يجمع كل عضو من أعضائها الأموال من الأشخاص المقربين له (الأهل، الأقارب، الأصدقاء...الخ) إضافة إلى نشر إعلان على صفحة المجموعة على الفيسبوك لدعوة الناس لإغاثة إخواننا السوريين".

وتكشف الناشطة بأنه تم جمع مبلغ جيد من المال استخدم لشراء المستلزمات المنزلية وبعد ذلك تـم إخبار اللاجئين السوريين بالقدوم في موعد تم تحديده مسبقاً لاستلام المعونات. وتقول رنا العتيبي إنها صدمت بقصص اللاجئين السوريين "فمنهم من لا يعلم ماذا حل بأهله، والأغلبية منهم تبحث عـن عمل وهناك تلاميذ مدارس بحاجة إلى قرطاسية ....الخ".

محمد خير العناسوة ـ عمان

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد