1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العشق الإلكتروني- هل يفتقر لمتعة "الحب من أول نظرة"؟

يوحنا شميلر/تقى هلال٥ سبتمبر ٢٠١٢

ما مدى فعالية مواقع التعارف والمواعدة على الإنترنت؟ هل هي أسلوب عملي والمكان المناسب للبحث والتعارف على شريك الحياة أم أنها طريق لقتل الرومانسية؟ إجابات متضادة ووجهات نظر متباينة.

https://p.dw.com/p/161hD
صورة من: Spectral-Design/Fotolia

على شاطئ مدينة هامبورغ يرتشف ميشيل البيرة غامراً أصابع قدميه برمال الشاطئ قائلاً: "أدين بكثير من علاقاتي مع النساء لمواقع التعارف عن طريق الإنترنت". ويعود السبب في ذلك إلى تنوع الخيارات ووضوح توقعات الطرف الآخر في غرف الدردشة الاجتماعية على حد قوله. فبالنسبة له ليس هناك من داعٍ للتعرف على أي امرأة على الموقع لا تشاطره نفس الرغبات، وذلك دون أي تعقيدات عاطفية أو خيبات أمل في الحياة الواقعية. ولذا فهو يستفيد من خدمات أحد مواقع التعارف عن طريق الإنترنت في ألمانيا والتي يربو عدد ها عن 2000 موقع.

شريك الحياة المثالي في عالم افتراضي

عن طريق الإنترنت يمكنك الحصول على سيارتك المثالية ومنزل جديد والكتاب المفضل، لكن ماذا عن انتقاء إنسان وفقاً لمعلوماته الشخصية على صفحة موقع ما، بعد اجتيازه عدد من "اختبارات الشخصية" إلكترونيا؟ وهناك بالفعل كثير من العزاب الذين يرون في هذه الطريقة للوصول إلى شريك الحياة كطريقة عملية كما تشير إحصائيات إلى أن حوالي 8 ملايين من الألمان يلجؤون  إلى العالم الافتراضي للبحث عن الحب وشريك الحياة.

ويكثر استخدام مواقع التعارف على الإنترنت من قبل شباب في الثلاثينات من العمر، بشكل يوازي عدد الشباب المقبلين على الدراسة والذين يستخدمون المواقع الالكترونية للبحث عن مكان للسكن في الأحياء الجامعية. وطبقاً لإعلانات أحد أكبر مواقع التعارف، فإن "واحدة من كل أربع علاقات ابتدأت عن طريق الإنترنت".

Screenshot der Seite http://www.partner.de
هل تقضي مواقع التعارف والمواعدة على رومانسية الحب؟صورة من: partner.de

لكن قلة فقط من الناس الذين يعترفون بتعرفه على شريك حياتهم عبر الانترنت. فمثلاً تنفي آنا استخدامها هذه المواقع قائلة: "لن أصل إلى هذه الدرجة من اليأس قبل الثلاثينات من عمري!". لكنها وبعد حين تعترف بأنها تدفع بعض المال مقابل اشتراكها في إحدى صفحات التعارف عن طريق الإنترنت منذ عامين وذلك من باب الاحتياط. إذ أن خُمس الألمان يبقون عزاباً وثلث الزيجات تفشل. أما في المدن الكبيرة كهامبورغ وبرلين فنصف الزيجات تبوء بالفشل.

من ناحية أخرى تحذر إحدى استبيانات أكبر مواقع التعارف عن طريق الإنترنت من الاستخدام السطحي لهذه المواقع، إذ لا بد من وجود جانب سلبي وإيجابي لكل شخص حتى لو لم يأتِ هو على ذكره، إذ لا بد لنصف الكوب الممتلئ من نصف آخر فارغ.

100تعليق-  ليلتان بأحضان النساء

لكن الكثيرين ممن يستخدمون هذه المواقع لا يلتقون بالحبيب المنشود رغم كل المعلومات الدقيقة المطروحة على المواقع. هذا هو الموضوع الذي يتمحور حوله كتاب الصحفيين أليكساندر كيليان وميلوس ماتوشيك المدعو "رجل المنقل يبحث عن امرأة الفحم". وقد صدر هذا الكتاب حديثاً عن دار نشر بيبر وفيه يجيب الكاتبان بحيادية وصدق على 100 استفسار وتعليق من المشتركين، فمثلاً: "الفتاة المدعوة تيب هانوفيرانر لانداديل ستتلقى ضيوفا قذرين عوض عرض بالزواج، فرجلها أمضى ليلتين في أحضان نساء أخريات وصفهما بالمقبولتين".

هذه العبارات وغيرها من التعليقات المقلقة لكن في الآن ذاته معروفة حول علاقات التعارف عن طريق الإنترنت مسلية ومضحكة عند قراءتها وتكشف ما لا يخفى على أحد حاول مرة الاستفادة من هذه المواقع. فهي تعد بسماء زرقاء صافية لكن الحقيقة في أغلب الأحيان أبعد ما تكون عن ذلك.

NO FLASH Screenshot der Seite http://de.match.com
تبقى معايير اختيار مستخدمي هذه المواقع تقليدية.صورة من: de.match.com

حين يصبح الحب مسرحية

 يعلق خبير المواعدة ماتوشك في صفحته الإلكترونية عقب تجربته الشخصية في التعارف عن طريق الإنترنت: "حقيقة أن معظم الاشتراكات في هذه المواقع في غالب الأحيان لا تودي إلى أي نجاح أمر واضح في نظام المواعدة الإلكترونية. إذ فقط من انتهت علاقته بسرعة خاطفة يعود إلى هذه مواقع المواعدة ثانية ليصبح من جديد مشتركاً مقابل بعض المال". وفي مقال له في مجلة سيسرو يصل إلى خلاصة أن هذه المواقع تجبر مشتركيها بطريقة ذكية على التخلي عن الإيمان بجمالية الحب الخالص. ولا تساعد اختبارات الشخصية المدعوة بـ "العلمية" لأسئلتها الدقيقة أمثال "هل تنام والنافذة مفتوحة؟"على تجاوز هذه المعضلة. إذ إن جل ما يتطلبه الأمر هو الثقة ووسيلة الاتصال هذه تصعب من تحقيق هذا الأمر.

خيارات أكثر وفرصة أكبر للارتباكات

 تدرس عالمة الاجتماع الإسرائيلية إيفا إلوز العلاقة التفاعلية للاستهلاك والعواطف لتخلص إلى أن كثرة الخيارات المتاحة تؤدي إلى أخذ القرار وفقاً لكفاءتهم. الأمر الذي يثير التساؤل حول جدوى التعامل الرفيع والمهذب والعشاء الرومانسي إذا ما كان بالإمكان تجاوز هذه المراحل والمباشرة بالجزء المنشود بلا تأخير في حال إعلان الرغبة بذلك.

إضافة إلى ذلك، تشير عالمة الاجتماع إلى التأثير السلبي لتعدد الخيارات على صفحات الإنترنت على طول هذه العلاقات. فكلما تسهل أمر استبدال الشريك الحالي بشريك آخر يطابق المواصفات وفق اختبارات الشخصية المزعومة علميتها وبسرعة، قلت الرغبة بنجاح العلاقة الحالية واستمراريتها. فمن يفقد شريكه الحالي، يمكنه الاستعاضة عنه بشريك آخر مقابل 10 إلى 50 يورو شهرياً على حد قولها.

عزيزي، أهذا أنت؟

على الصعيد الآخر، لا يعد المشترك في هذه الخدمات مشتركاً في مواقع التعارف التي تخفي هوية المشترك، فعلى المدى البعيد وعلى الصفحات المتخصصة يضحي المشترك عضواً في عالم واقعي للغاية عادة ما يجمع بين أشخاص يتشاركون ذات الاهتمامات المحلية. وهو ما يدعوهم إلى إيجاد قناع يحوي قصصهم السابقة، إذ تختلف درجة حرية التصرف في العالم الواقعي عن تلك في غرف الدردشة الإلكترونية. فمن الممكن مثلاً اكتشاف عضوية زميل عزيز في فضاء صفحة مواعدة جنسية بالصدفة، أو توصل الأخت الصغرى إلى عضوية إحدى صديقاتها في إحدى بوابات التعارف أو قراءة خطاب طلب يد كتبه حبيب حالي لأحد معارفك. حينها لا مهرب أمامك ومن الأفضل البدء بالضحك وربط اللسان حول هذا الشأن.

ومن المؤكد أن الإنترنت يمَكن الكثير من مستخدميه عدم الاعتراف برغباتهم وجهاً لوجه. فيمكن إيضاح المرغوب والممنوع في هذه العلاقة خطياً قبل اللقاء. وهو ما يحقق الإحساس بالأمان في اللقاء ويسلب الشعور بمغامرة التعرف على شخص جديد تاركاً بذلك رومانسية العلاقة. إذ يسرق منطق مواقع المواعدة والتعارف الإلكترونية فرصة الالتقاء بشخص يناقش في قناعات الطرف الآخر عارضاً وجهات نظر أخرى. كل هذا  يصب في خلق خصائص مملة لعالم المواعدة الجديد الجميل.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد