1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العراق: تنوع قومي وديني عريق

١٤ أكتوبر ٢٠١١

على امتداد التاريخ احتضنت أرض الرافدين خليطا من الأعراق والأديان شكلت ألوان الطيف العراقي الأكبر. هذا التنوع سبق ظهور الإسلام بقرون طويلة حيث تقاسمت ارض الرافدين ممالك سومر وبابل وآشور وما تفرع عنها على مدى عشرات القرون.

https://p.dw.com/p/12s36
صورة من: AP

الصابئة المندائيين

يرجع الكثير الصابئة المندائيين إلى شعب آرامي عراقي قديم ولغته هي اللغة الآرامية الشرقية المتأثرة كثيرا بالأكادية. استوطنوا ضفاف دجلة نزولا من بغداد إلى الجنوب. وفي العهد البابلي الأخير تبنى الصابئة اللغة الآرامية وهي نفس اللغة التي يستخدمها الصابئة المندائيون اليوم في كتبهم ونصوصهم الدينية. موطن الصابئة هو العراق أو الأصح (بلاد ما بين النهرين)، ويسميهم العراقيون بالعامية (الصبه). وتذكر كتب المؤرخين العرب القدماء بأن الصابئة كانوا يسكنون بطائح العراق، وفي أماكن أخرى غير بلاد وادي الرافدين منها حران وفلسطين والشام والمناطق العربية في إيران وهم عموما يسكنون على ضفاف الأنهار لما للماء والطهارة من أهمية في حياتهم الدينية والروحية.

أما اليوم، فمركز الطائفة هو مدينة بغداد إضافة إلى وجودهم في أغلبية المحافظات العراقية الجنوبية مثل العمارة والبصرة والناصرية والكوت وديالى والديوانية، واضطر المندائيون إلى الهجرة إلى أوروبا وأمريكا وكندا بسبب استهدافهم المنظم من قبل قوى التطرف الديني، ولقد شكلوا في المنفى جمعيات تعنى بشؤونهم ويحاولون جاهدين إلى الآن، المحافظة على تراثهم العريق وهويتهم الأصيلة. ويبلغ تعدادهم الآن تقريبا 70 ألف نسمة في العالم، فيما تشير تقديرات غير رسمية إلى أن ما تبقى منهم في العراق لا يزيد عن 5 آلاف نسمة.

المسيحيون

المسيحية هي ثاني ديانة في العراق من حيث عدد الأتباع بعد الإسلام وهي ديانة معترف بها حسب الدستور العراقي. يتوزع المسيحيون على عدة طوائف ويتحدث غالبيتهم اللغة العربية كلغة أم في حين أن نسبة منهم تتحدث اللغة السريانية والآشورية و اللغة الأرمينية.

خلال القرن الأول الميلادي اعتنق بعض سكان العراق المسيحية، وبعض منهم اليهودية والمجوسية والمانوية وعبادة الأوثان، وبعد فتح المسلمين للعراق تضاءلت أعداد المسيحيين بشكل كبير على مدى عدة قرون لأسباب عديدة منها اعتناق الإسلام. أقدم كنيسة في العراق موجودة آثارها في محافظة كربلاء قرب بلدة عين تمر وهي تعتبر من أقدم الكنائس في العالم. كانت نسبة المسيحيين في العراق حسب إحصاء عام 1947م - 3.1% أي حوالي 149 ألف نسمة من أصل الأربعة ملايين ونصف سكان العراق الإجمالي آنذاك. في حين قدر عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة من مجموع سكان العراق.

انخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقب حرب الخليج الثانية من أوضاع اقتصادية وسياسية متردية. كما أن هذه الهجرة تسارعت وتيرتها بعد إسقاط نظام صدام حسين عام 2003 وأعمال العنف الطائفي التي عصفت بالبلد، وكان اتجاه الهجرة إلى الخارج أو إلى منطقة إقليم كردستان العراق الآمنة نسبياً.المسيحيون منتشرون في أغلب العراق، لكن وجودهم يتركز في العاصمة بغداد التي تمثل أكبر تجمع سكاني لهم وفي المرتبة الثانية يقطنون منطقة سهل نينوى قرب الموصل شمالا.

الإيزيدية

الإيزيديون أو اليزيديون هم أتباع ديانة في الشرق الأوسط ذات أصول قديمة. ويعيش أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق. وتعيش مجموعات أصغر في تركيا و سوريا وإيران وجنوب اليمن وجورجيا وأرمينيا. ولم يحدد أصل واضح للايزيدية. اللغة الرسمية لديهم هي الكردية ويتحدثون بالعربية أيضا، أزياؤهم الرجالية قريبة للزي للعربي وأزياؤهم النسائية سريانية ومن الآراء أن أصولهم آشورية بسبب وجود تماثيل ورموز في ديانتهم مشابهة لما موجود بالديانة الآشورية القديمة وأن أماكن سكناهم الحالية حول مكان عاصمة الآشوريين الأثرية نينوى.

يقدر تعدادهم في العالم حسب أرقام لمنظمات تابعة للأمم المتحدة بحوالي 2,500,000 يزيدي يعيش نحو 750 ألف منهم في العراق، و 30 ألف في سوريا ولم يبق منهم أكثر من 500 نسمة في تركيا بعدما كان عددهم أكثر من 25 ألف نسمة في بدايات الثمانينيات حيث هاجر غالبيتهم لأوروبا. كما توجد أقليات منهم في أرمينيا وجورجيا تعود أصولها لتركيا. كما توجد أقلية صغيرة من الايزيدية في إيران دون توفر معلومات عن تعدادهم.

الشبك

الشبك اسم يطلق على مجموعة سكانية تقطن في أكثر من 35 قرية منتشرة في مناطق متنوعة في شمال العراق وبالتحديد في محافظة نينوى. الغالبية تتحدث بالشبكية القريبة من اللهجة الكورانية. يعتقد بأن الشبك قدموا إلى منطقة سهل نينوى من إيران في أواخر القرن السابع عشر. وفي العهد الملكي تم الاعتراف بهم كإحدى طوائف العراق. ولكن سرعان ما ساءت أحوالهم عندما قام النظام السابق في العراق بتهجير معظمهم من قراهم لأنهم قاوموا سياسة التعريب التي انتهجها النظام ضد الكرد والأقليات.

يتوزع الشبك (حوالي 100 ألف نسمة) في عدة قرى في أقضية الموصل ،الحمدانية وتلكيف والشيخان وسنجار. كما يوجد عدد كبير منهم في مدن عراقية أخرى كأربيل وبغداد، وقد هاجر عدد آخر إلى دول عربية وأوروبية. يكتنف الغموض اعتقادات الشبك الدينية، فاعتنق الشبك قديما ديانة خاصة بهم، واليوم تنتمي الأغلبية الساحقة منهم إلى المذهب الشيعي كما يعتنق قليل منهم المذهب السني.

( مصدر المعلومات موسوعة ويكبيديا ومصادر محلية)

ملهم الملائكة

مراجعة: منى صالح